الصندوق الوطني لمكافحة الكورونا صار حقيقة!
كتب واصف عواضة:
عندما دعوت الجمعة الماضي في مقالتي الى إنشاء صندوق للتبرعات لمواجهة وباء الكورونا ،كنت أراهن على أن ثمة من سيسمع النداء ،سواء من المسؤولين أم من المؤسسات الإعلامية والخيرية .وها هو وزير الصحة حمد حسن يلبي هذا النداء ،ولا أدعي أنه استجاب لمبادرتي ،لكن الوزير فعلها ،والحمد لله رب العالمين.
فتح الوزير حسن حسابا مصرفيا بالعملتين اللبنانية والأميركية (الليرة والدولار)،وصار الصندوق حقيقة واقعة ،وبات التحدي أمام أهل الخير ،خاصة الموسرين ،فعلا لا قولا.لكن لهذا الصندوق مستلزمات يجب أن تستكمل ضنا بتحقيق أهدافه المنشودة.
وعليه نلفت نظر وزير الصحة الى:
أولا:تشكيل لجنة موثوقة لادارة هذا الصندوق حرصا على شفافية المبادرة ومصداقيتها ،تضع تقريرا يوميا بالمداخيل والمصاريف وكيفية إنفاقها،على أن يشرف رئيس الحكومة أو وزير الصحة مباشرة على هذه اللجنة.
ثانيا:القيام بحملة إعلانية واسعة في لبنان وفي الخارج ،لتسويق هذه المبادرة ،خاصة في الأوساط الاغترابية.
ثالثا:تتولى وزيرة الاعلام التنسيق مع محطات التلفزة اللبنانية والعاملة في لبنان ،لتخصيص يوم تلفزيوني طويل (TELETHON) لجمع التبرعات مباشرة.
رابعا:وضع نظام لهذا الصندوق بموجب قرار من مجلس الوزراء يتضمن أوجه الصرف من هذا الصندوق ،بحيث تتخطى أهدافه تمويل تجهيز المستشفيات الحكومية والواقع الصحي الى قضايا اجتماعية أخرى سوف تطرأ على الحالة الراهنة.
هكذا يكون الصندوق قد لبى أهدافه النبيلة في هذه الظروف الصعبة ،خاصة مسألة الشفافية ،قبل أن تحيط به الشكوك والسهام السياسية المعروفة.
لقد تلقيت الكثير من الملاحظات حول هذه المبادرة ،معظمها يسأل :لماذا نحمّل الناس عناء التبرع ولا نفرض على السارقين والنهابين والمصارف هذه الكلفة؟
قلت بصراحة:إن الفكرة تنطلق من مبدأ إشراك المجتمع اللبناني بكل شرائحه لتأكيد التضامن والتكافل الاجتماعي في هذه المرحلة.فإذا أراد النهابون والسارقون أن يكفّروا عن ذنوبهم فهذا عائد لهم ،وإذا لم يريدوا فلا سلطة تستطيع أن تفرض عليهم ذلك .فهذه المبادرة تشكل تحديا لكل الموسرين في البلد ،أما المعوزين وأصحاب الأكف النظيفة فيمكنهم التبرع بالحد الأدنى الذي يستطيعون.
وفي الخلاصة ،شكرا للوزير حمد حسن على تلقف هذه المبادرة وانسجامه معها .أما الناس فنحيلهم الى قول الله تعالى:"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ".والسلام على من اتبع الهدى.