قراءة أولية في الرد الإسرائيلي على إيران(طارق عبود)
كتب الدكتور طارق عبود – الحوارنيوز
سمعنا في الأيام الأخيرة تهديدات ووعودًا إسرائيلية بضربة غير مسبوقة ستوجهها إسرائيل إلى إيران، ستجعلها عبرةً لمن يريد المسّ بإسرائيل وأمنها القومي. ولكن يبدو أن الضربة الإسرائيلية بدت باهتة وضعيفة، وليست كما وعد وهدد كلّ من نتنياهو وغالانت.لذا من الضروري وضع بعض النقاط التي تقود إلى تحليل الموقف بشكل أقرب الى الواقع :
– الواضح أن الإسرائيلي أظهر خوفًا كبيرًا من فتح جبهة أخرى مع دولة كإيران، وهذا يقودنا الى أن الانتقاخ الذي أصاب قيادة العدو في الفترة الأخيرة بدأ يتراجع بشكل واضح..
بناءً على ما تقدم،
– النتيجة الأولى أن ما بنى عليه نتنياهو آماله بتغيير الشرق الأوسط أصبح خلفنا،عندما اصطدم بقوة دولة (وليس منظمات لا دولتية) وأدرك أن الموضوع صعب.
– الظاهر أن تأثير الرد الإيراني في الأول من تشرين أول الحالي حفر عميقًا في الوعي الإسرائيلي، بمعنى أن إمكانية الأذى الذي سيلحق بالجبهة الداخلية والبنية التحتية والمرافق الأساسية سيكون كبيرًا، لذلك تراجع عن ضربة واسعة لإيران.
– فشل مشروع الشرق الأوسط الذي بشّر به نتنياهو بعد الضربة الضعيفة على إيران.
– إيران فازت في حرب الصورة على إسرائيل.
– أثبت الهجوم الإسرائيلي، أن تل أبيب عندما تواجه عدوًا بحجم دولة كإيران فإنها تعود إلى حجمها كدولة صغيرة،ليس بمقدورها تغيير التوازنات الجيوسياسية في المنطقة،وهو ما لم تستطع واشنطن كإمبراطورية فعله في المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الشرق الأوسط الكبير في مرحلتي 2003 و2011
– عندما تواجه إسرائيل خصمًا كإيران، فهي تدرك رغم الانتفاخ الذي أصابها أنّها غير قادرة على المواجهة منفردة، من دون الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما.
– ظهر أن واشنطن لا ترغب بتوسيع مروحة الحرب في المنطقة، مع تيقنها بعدم تحقيق نتائج حاسمة،(تغيير النظام في طهران)مع دفع أكلاف كبيرة.
وظهر أيضًا أن الإدارة الأميركية عندما تريد الضغط بشكل فعلي على إسرائيل، فهي تستطيع تطويع تل أبيب بسهولة، وتقدر على إلزامها بالالتزام بأي خطوة تريدها واشنطن، وأنها هي الراعي والمنقذ،وهي التي تقود العربة وليس نتنياهو.
– الردان الإسرائيليان على الهجومين الإيرانيين كانا باهتين وضعيفين.
إلى ماذا يقودنا هذا التحليل؟
يقودنا إلى أسئلة تطرح في هذا السياق:
– هل يشكّل الرد الضعيف على إيران استراتيجية خروج من الحرب في المنطقة؟
هل سيقايض الإيراني بعدم الرد على الرد بتوقف الحرب في غزة؟
هل سيفرض الواقع الذي تشكّل مؤخرًا في المنطقة من خلال التوازن، على التوجه إلى المسار السياسي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بعد الإدراك أنّ التغييرات الدراماتيكية في المنطقة غير ممكنة التحقق؟