الفاخوري طليقا.. والقضاء العسكري في قفص الإتهام!
المحامي عبد الكريم حجازي – الحوارنيوز خاص
بعدما راجت معلومات الإسبوع الماضي عن أن السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان طلبت من المسؤولين الذين التقتهم لمناسبة تعيينها، على رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ،إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري كونه مواطنا أميركيا.
وبعد أن كانت قد سرت شائعات، تأكد لاحقا أنها غير صحيحة، من أن هناك صفقة يجري العمل عليها لمبادلة العميل فاخوري برجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين الذي يمضي فترة محكوميته لمدة خمس سنوات في السجن في الولايات المتحدة الأميركية ،بعد حكم أصدرته احدى المحاكم وأسقطت عنه تهمة "تمويل الإرهاب" ومساعدة حزب الله، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين العبدالله أمس الإثنين، بالرغم من أن الجلسات معلقة بسبب وباء الكورونا، حكمها في قضية قيام الفاخوري بخطف مواطنين لبنانيين وتعذيبهم داخل معتقل الخيام ما أدى الى وفاة إثنين منهم، فقضت بكف التعقبات عنه لسقوط الجرائم المنسوبة اليه بفعل "مرور الزمن" العشري، الأمر الذي أثار موجة اعتراض كبيرة من قبل العديد من رجال القانون الذين استغربوا ما خلص اليه هذا الحكم ،كون جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي وإطاعة أوامره والعمل لمصلحته هو جرم متماد لا يسقط بمرور الزمن، وتساءلوا عما اذا كانت هناك صفقة تطبخ بالفعل لإخراج العميل الفاخوري من السجن وعودته الى الولايات المتحدة الأميركية ،لقاء رفع العقوبات غير المعلنة المفروضة على لبنان وحفنة من الدولارات تغدقها علينا الولايات المتحدة ،لا سيما وأن وضعنا الاقتصادي في حالة انهيار شبه تام.
وإذ عبر هؤلاء القانونيون عن استيائهم من هذا القرار القابل للطعن به تمييزا، فقد تساءلوا عن معنويات الأسرى والمعتقلين الذين كانوا تحت رحمة جزار معتقل الخيام في ظل عدم انصافهم من قبل المحكمة العسكرية، ومن هي الجهة التي ستعيد لهم حقوقهم وكرامتهم حتى وإن كان العميل فاخوري ما زال يحاكم في قضية أخرى أمام قاضي التحقيق في بيروت الرئيس بلال حلاوي ،وهو يمتنع عن حضور الجلسات كحجة وانه مصاب بمرض عضال!
لقد جرى تهريب حكم العسكرية تحت مظلة وباء الكورونا، وربما جرى تهريب فاخوري الى خارج لبنان ،ويقال أنه بات ليلته أمس في السفارة الأميركية في عوكر ،على أن ينتقل الى خارج لبنان بمروحية عسكرية تقله من السفارة مباشرة الى بارجة عسكرية راسية وسط البحر الأبيض المتوسط. مسلسل كان من العيب القضائي أن يكون جزءا منه .القضاء العسكري الذي سيكون لحكمه أثر بالغ وطني وقضائي.
فعلى المستوى الوطني أصاب الحكم مشاعر غالبية الشعب اللبناني لاسيما منهم من تعرض للتعذيب على يد أو بأمر من الفاخوري، وعلى المستوى القضائي ستسجل سابقة خطيرة ستلازم سيرة العميد حسين العبدالله طيلة حياته.
ربما كان من الأشرف للعميد العبدالله ولهيئة المحكمة الإستقالة بدلا من الرضوخ للإذعان، فالقضاء ليس جرة يصنعها الفاخوري ويركّب اسياده أذنها حيث شاؤوا..