ماري ناصيف – الدبس: الحرب ضد الاحتلال وطنية وليست دينية
الحوارنيوز – إيطاليا -خاص*
تحت عنوان ” هنا في لبنان نعلم جميعا ما هي أهداف أولئك الذين يحكمون اسرائيل”، أجرت مجلة “الاقتصاد البديل” الشهرية الإيطالية مقابلة مع الدكتورة ماري ناصيف الدبس، الأستاذة الجامعية والناشطة في الجمعية النسوية القومية والعالمية، وعضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً.
حول تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان قالت ناصيف الدبس ردا على سؤال: ” لقد دفعت إسرائيل مئات آلاف المدنيين إلى النزوح بحثا عن مأوى، فتحولت معها المدارس إلى ملاجئ واكتظت المستشفيات. وصحيح أنه يتم التركيز على قصف حزب الله والقرى الشيعية في الجنوب والبقاع، كذلك الأحياء الشيعية، لكن إسرائيل لا تتوانى في قصف أحياء مكتظة شعبية في بيروت، ناهيك عن قرى صغيرة مسيحية في الشمال أو سنيّة في مناطق أخرى لا تلعب دورا عسكريا أوسياسيا. ما تريده إسرائيل هو استهداف الروح الشيعية في لبنان وبالتالي البلد بأكمله”.
وما اذا كانت المواجهة مع إسرائيل هي قضية لبنانية أم شيعية، وإلى أي مدى ارتباط الأمر بمصير غزة والفلسطينيين رأت ناصيف – دبس “أن إسرائيل سعت دوما إلى نشر فكرة أن الحرب في لبنان دينية لكنها ليست كذلك، مشيرة إلى المناضلة سهى بشارة ابنة القرية المسيحية.
وأضافت: من الأسهل على المحتل تسويق الأمر إعلاميا بأن الحرب هي دينية تصنعها وتعدها إيران، دون الاعتراف بأن المقاومة وطنية لبنانية ينتمي إليها كل اللبنانيين بطوائفهم ومذاهبهم، ومن المؤكد اليوم أن حزب الله هو في طليعة المقاومة، لكن ذلك لا يعني أن الشعب اللبناني غير معني بما يحدث، نعلم جميعا أن أبرز أهداف إسرائيل هي في بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية جنوبي نهر الليطاني للحصول على المياه والاستيلاء على مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا المحتلة منذ 1986 ولا يريد الاحتلال التخلي عنها ، وإزاء كل ما تقوم به إسرائيل يتم تزويدها بكل المساعدة المطلوبة من سلاح وغيره سواء ضد غزة أو ضد لبنان، من قبل الولايات المتحدة الأميركية والى حد ما الإتحاد الأوروبي الذين يرون في إسرائيل قاعدة متقدمة للإمبريالية التي تضمن مصالحها في الشرق الأوسط منها السيطرة على الطاقة، فموارد الغاز ضرورية لإنقاذ الإدارة الأميركية من الأزمة التي اندلعت عام 2008 وتستمر لغاية اليوم ، ومن هنا الرابط ما بين البلدين أي لبنان وفلسطين المحتلة وبالتالي لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية وهذا ما يرفضه نتنياهو وغيره قطعيا “.
وتطرقت ناصيف إلى الخريطة التي قدمها الصهاينة للحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى كما تؤكد الوثائق ، وشملت فلسطين وجزءا كبيرا من لبنان وسورية والعراق والحجاز في المملكة العربية السعودية.
أما عن لحظ غياب القومية العربية ومن المسؤول عن التفاوض مع إسرائيل لبناء سلام مشترك يعترف بالحق العالمي في المساواة ، أشارت ناصيف إلى أنه “حققت أميركا بعد انهيار الإتحاد السوفياتي الذي كان داعما لتحرير العرب ، تقدما من خلال التوقيع على اتفاقيات أوسلو التي لم تحترمها إسرائيل ومن خلال اتفاقيتي الأردن ومصر، متمكنة من إطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طغى على كل ما يتعلق بعروبة المنطقة ، وهو مشروع تم تصوره في عهد كيسنجر، أي تقسيم العالم العربي إلى دويلات سنية وشيعية تتقاتل في ما بينها، بينما تتمكن القوى الرأسمالية من وضع اليد وسرقة الثروات في التربة العربية. وقد نجح هذا المذهب في العراق، ليبيا والسودان وفي الحرب ضد وحدة سوريا، وسمح بالتطبيع مع معظم دول الخليج بموجب “اتفاقيات إبراهيم” لكن ذلك لن يدوم، فقد ثار الشعب المظلوم وسيستمر حتى تحقيق الحرية “.
*ترجمة هدى سويد