قالت الصحف: مواجهات الجنوب تعلق البحث الداخلي .. وماذا بعد السنوار؟
الحوارنيوز – خاص
بعد رفض المبادرة الإنقاذية التي تقدم بها اللقاء الثلاثي: بري، ميقاتي، وجنبلاط ،وذلك على وقع التصعيد الاجرامي المجنون للعدو، يبدو أن الأمور تسير نحو تعليق أي شأن داخلي الى ما بعد انتهاء المواجهات مع العدو التي تظهر بطولات المقاومة في الإلتحام مع جنود الاحتلال. في المقابل يبدو واضحا بإن العدو ينفذ مخطط التهجير القسري للسكان والتدمير المنهجي لقرى جنوب وشمال الليطاني…
فلسطينيا، ظلل استشهاد رئيس حركة حماس يحي السنوار المشهد وبرزت أسئلة عن مستقبل المواجهات في غزة بعد..
التفاصيل في افتتاحيات صحف اليوم:
- صحيفة النهار عنونت: رحيل العقل المدبّر لـ”الطوفان”… ماذا بعد يحيى السنوار؟
وكتبت تقول: تمكّنت إسرائيل من قتل يحيى السنوار، عدوّها الأبرز، العقل المخطط لطوفان 7 أكتوبر، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” وربما قائد “كتائب القسام”، بعملية في قطاع غزة كانت تستهدف ثلاثة مسلحين، ليتبيّن أنّه أحدهم، رغم الاعتقاد السائد أنّ الرجل كان يختبئ في أحد الأنفاق المحصّنة، تحت خان يونس أو رفح، محاطاً بثلاثين أو أكثر من الأسرى الإسرائيليين.
وإن كان مقتل السنوار الذي وضعته تل أبيب على رأس هرم أهدافها غير مفاجئ بحد ذاته، إلا أنّ المفارقة أنّه قضى مرتدياً بزّته العسكرية، وهو يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي وجهاً لوجه فجر الخميس في حي تل السلطان في رفح، دون أن يكونوا على علم أو دراية بهويّته.
في الرواية الإسرائيلية، جرى الأمر بشكل “عشوائي” و”بالصدفة”، إذ تم رصد ثلاثة مقاتلين من “القسام” في أحد مباني المخيم الفلسطيني خلال “عمليّة روتينية”، فتمّ الاشتباك معهم. لم يتمكّن الجنود الإسرائيليون من التفوق بالرصاص في هذه المواجهة، فاستعانوا بدبابة قصفت المبنى ودمّرته وقتلت المجموعة. وعند الكشف صباحاً على المكان، اشتبه الجنود بأنّ إحدى الجثث تُشبه قائد “حماس” إلى حد كبير، وبعد التدقيق اللازم، نشر الإعلام العبري الخبر: “قُتل يحيى السنوار”، وبرفقته مسؤولان كبيران في الحركة هما محمود حمدان وهاني حميدان.
وكما خدع “أبو ابراهيم” رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حياته عندما قاد أكبر عمليّة عسكرية – أمنية ضدّ الدولة العبرية، عاد ليخدعه حتى في مماته، فزعيم الليكود لن يستطيع الاحتفاء بإنجاز أمني. وبات سؤال الإسرائيليين الملح: إن لم يكن أسرانا درعاً للسنوار فأين هم إذاً؟
لقد ذهب السنوار ومعه الإجابات الجازمة لسلسلة طويلة من الأسئلة: ما كان هدف “طوفان الأقصى”؟ ما الذي تمكنت “حماس” من تحقيقه؟ لماذا انفرد بتوقيت العملية دوناً عن حلفائه؟ من اتخذ القرار؟ من نصحه؟ هل هناك من خدعه؟ هل كان ليكرّرها؟ عشرات الألغاز التي يصعب تفكيكها مع رحيل صاحب الإجابات، التي ربما لن تتوافر إلا لقلّة كانت إلى جانبه وقت “الطوفان”.
من البديل؟
وبعدما التحق السنوار بمن سبقه من قادة “حماس”، بات لازماً على من تبقى من قادة المكتب السياسي للحركة اختيار زعيم جديد. ولكن ربما ستكون المهمّة أشدّ صعوبة هذه المرّة، فالسنوار كان الخيار المنطقي عقب اغتيال اسماعيل هنية وسط طهران في تموز (يوليو) الماضي، إذ إنّه القائد الجامع للحمساويين، صاحب أكبر إنجاز في تاريخ الحركة، القائد العسكري والسياسي والمفاوض، وكان انتخابه بالإجماع رسالة إصرار على السير بخيار المقاومة. والأهم من كل هذا أنّه كان مدعوماً بقوّة من طهران و”حزب الله”. إلا أنّ تطوّرات الأشهر الثلاثة الأخيرة، خاصة على الساحة اللبنانية، يمكن أن تقلب المشهد هذه المرّة.
إيران قد لا تتمكّن هذه المرة من بسط نفوذها داخل أروقة “حماس”، خاصة مع انشغالها بالهجوم الإسرائيلي على “حزب الله”، على اعتبار أنّ الأولوية للتنظيم اللبناني تحت أي ظرف. وبعدما جرى استبعاد خالد مشعل كخيار محتمل لخلافة هنية في قيادة “حماس”، بإيعاز من طهران، ربّما تتقدّم أسهمه هذه المرة، ولطالما كان على الضفة الأخرى، بعيداً عن “التيار الإيراني” في الحركة الذي قاده السنوار، وينتمي إليه نائبه في غزة خليل الحية، ومثّل “حماس” في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهو المرشّح المحتمل الآخر لقيادة الحركة الفلسطينية.
ماذا بعد يحيى السنوار؟ مشعل أو الحيّة أو قائد من غزّة؟ استكمال للحرب والقتال أم اتفاق وتبادل؟ مواجهة أم استسلام؟ الإجابة فقط لدى “حماس”.
- صحيفة الأخبار عنونت: تدمير 6 دبّابات وقتل 5 جنود وإصابة ثمانية: المقاومة تعلن الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية
وكتبت تقول: تتواصل الاشتباكات والمواجهات بين المقاومين وقوات العدو الإسرائيلي في القطاع الغربي، خصوصاً في محور القوزح – رامية – عيتا الشعب، وقد كشفت، حتى مساء أمس، عن مقتل 5 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة باعتراف العدو. وفي تفاصيل المقتلة المذكورة، فقد دخلت قوة من لواء «غولاني» النخبوي، في الخامسة عصر أول من أمس، إلى مبنىً، وبعد نحو نصف ساعة، اقتحم 4 مقاومين المبنى الذي تمركز فيه الجنود واشتبكوا معهم من مسافة قريبة جداً، ما أسفر عن مقتل وجرح القوة الإسرائيلية. وبحسب مراسلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كدوش، فإن جيش العدو يحقّق في الحدث، إذ إن «المبنى الذي خرج منه المقاتلون الأربعة، تمّ قصفه مرات عدة من قبل القوات الإسرائيلية، كما هُدم جزء منه بواسطة جرافة D9قبل أن تخضعه القوة لتفتيش دقيق، وكل ذلك قبل أن يخرج المقاتلون الأربعة من المبنى نفسه». واستغرق إخلاء جرحى «غولاني» ووصولهم إلى مستشفى رمبام، نحو ساعة، واحتاج ذلك إلى تغطية نارية كبيرة ومكثّفة. وبذلك، ترتفع الخسائر في جنود وضباط العدو، منذ بداية الأسبوع الجاري فقط، إلى 10 قتلى وأكثر من 150 جريحاً.
وفي موقع قريب، في اللبّونة، استهدفت المقاومة خلال 24 ساعة، 4 دبّابات ميركافا بالصواريخ الموجّهة، وشوهدت تتفجّر وتحترق على شاشات التلفزة من مواقع بعيدة. ومساء أمس، استهدفت المقاومة دبابتي ميركافا في موقع جلّ الدير، قرب مستعمرة أفيفيم، مقابل بلدة مارون الرأس، علماً أن هذه المنطقة ملاصقة للخط الأزرق الحدودي، وبعيدة عن البلدات والمناطق المسكونة وتغلب عليها الغابات والحقول الزراعية، وتُعدّ منطقة سهلة للتقدّم أمام العدو، إلا أن المقاومين كانوا في انتظار دبابات العدو في الأمتار الأولى داخل لبنان، ليرتفع عدد آليات العدو التي دُمّرت واحترقت منذ بداية الأسبوع الحالي فقط، إلى 9 دبابات ميركافا، و4 جرافات عسكرية.
ورغم فشله في التقدّم إلى عمق البلدات الحدودية في القطاع الشرقي، واكتفائه بالتموضع بقوات قليلة في أطرافها، أو التوغّل داخلها ثم الخروج سريعاً، زجّ جيش العدو الإسرائيلي بفرقة خامسة في الحرب، هي الفرقة 210، التي تنتشر في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، موسّعاً بذلك محاور التوغّل، فضمّ محور مزارع شبعا، من دون أن يقوم بأعمال كبيرة هناك حتى الآن. كما واصل جنود العدو محاولات التقدم في العديسة ورب ثلاثين وبليدا ومركبا، لكنّ ضراوة الدفاع منعتهم من تحقيق أي تقدّم، وأوقعهم المقاتلون في كمائن متنقّلة، وجعلوهم عرضة للصواريخ والقذائف المدفعية على طول مسارات تقدّمهم، وحتى في مواضع تحشّدهم. وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، فقد «استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية – الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضم أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية. في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدّي لأي توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان».
كذلك، شنّت المقاومة هجمات صاروخية ومدفعية مكثّفة وبصواريخ «نوعية»، استهدفت مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك كريات شمونة وكفر فراديم ومسكفعام وراموت نفتالي وأفيفيم وكفرجلعادي وشتولا، إضافة الى تجمّعات جنود العدو بين العديسة وكفركلا وبليدا ووادي قطمون في محيط رميش. كذلك استهدفت المقاومة مواقع وتحشّدات العدو في مزارع شبعا المحتلة.
وأشار بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة» أمس، إلى أن «القوة الجوية» في المقاومة، تواصل وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود إلى العمق، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، «ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى، عدا مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات». أما «وحدة الدفاع الجوي»، فيتصدّى مجاهدوها للطائرات العسكرية الإسرائيلية، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكّنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».
وفي حصيلة كلّية، بحسب المقاومة، «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباطه وجنوده، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، وإسقاط مُسيّرتين من نوع هرمز 450». علماً أن «هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة».
وبناءً على توجيهات قيادة المقاومة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة».
- صحيفة الديار عنونت: نتانياهو يستغل استشهاد السنوار لمواصلة «المذبحة»… والمقاومة لن تستسلم
قوات الاحتلال توسع دائرة الترهيب والتدمير… وجنودها في «المصيدة»
ابواب الديبلوماسية مقفلة امام باريس… والوضع الامني الداخلي مستقر
وكتبت تقول: بات من الواضح ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يقاتل دون استراتيجية واضحة تساعده على الخروج من المراوحة البرية التي تكبده خسائر فادحة في العديد والعتاد. مقاتلو حزب الله ينصبون الكمائن ويوقعون الجنود والدبابات في المصائد المعدة مسبقا، والتقدم بطيء جدا، فحتى مساء أمس لم تتمكن الوية النخبة من السيطرة الكاملة على اي قرية حيث تستمر عمليات الكر والفر على كل محاور القتال، وفيما تجاوز عدد الجنود الخارجين من الخدمة ال300 بين قتيل وجريح تجاوز عدد دبابات الميركافا المحترقة العشرين. وماذا بعد؟ انه السؤال الذي لا جواب عنه من أحد، فمن خطط للعملية العسكرية في كيان الاحتلال لم يضع في حساباته ان يصمد حزب الله بعد سلسلة العمليات الامنية القاسية التي توجت باغتيال الامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله، والان كل الخيارات احلاها مر، المراوحة قاتلة، والتوغل المحدود يعني استمرار الوقوع في «المصيدة»، والغزو الكبير يعني العودة الى الاحتلال والدخول في عملية استنزاف مكلفة وطويلة لن توقف الصواريخ على المستوطنات ولن تعيد الامن لدولة الاحتلال. لكن لا يوجد من ينزل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «المنتشي» باغتيال الصدفة لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي سبق واذله مع كيانه في «طوفان الاقصى»، وهو استشهد حاملا سلاحه وقاتل حتى آخر رمق، فداء لقضية شعبه التي اعاد احياءها من جديد على الرغم من انف العالم الكاذب.
استمرار «المذبحة»
لكن نتانياهو الذي أعلن بالأمس ان الشرق الأوسط لديه فرصة الآن لوقف «محور الشر وإحلال السلام والازدهار»، معلنا ان الحرب لم تنته بعد، «والنور ينتظر على الظلام» في غزة وبيروت وفي الشرق الاوسط، يبحث عن صورة انتصار وهمية، ووجد ضالته مجددا في القطاع حيث ستمنحه واشنطن المزيد من الوقت لمواصلة هجومه على قوى محور المقاومة كونه يحقق لها مبتغاها بأدوات «قذرة» لا تأبه بارواح شعوب المنطقة التي تحولت الى مجرد ارقام لا تستحق الحياة. ما يعني اننا سنكون امام مرحلة تصعيد جديدة، وبانتظار التحضيرات لتنفيذ العدوان على طهران، ستستمر المذبحة في غزة ولبنان عبر التدمير الممنهج لمقومات الحياة والانتقام من الابرياء، لكن المقاومة لن تتراجع ولا مكان في قاموسها للاستسلام، وبما ان الكلمة الان للميدان، ولا مكان للديبلوماسية والسياسية، فان «النار بالنار»، ووفق استراتيجية السيد الشهيد «ما سترونه لا ما تسمعونه»، وسيتكرر مشهد احتراق دبابات الميركافا الاربع في اللبونة، وستظل سماء فلسطين المحتلة تمطر الصواريخ.
«القوات الخاصة» في الميدان
ميدانيا، لمست قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين ارتفاع التنسيق الميداني بين مجموعات المقاومة المنتشرة على طول الجبهة الممتدة على مسافة 120 كلم، حيث تتم ادارة المواجهات بدقة متناهية لناحية تنسيق التراجعات التكتيكية والقصف المدفعي ثم المبادرة الى الهجوم ونصب الكمائن، والامر يعود بحسب مصادر ميدانية الى ادخال المقاومة لمجموعات جديدة من القوات «الخاصة» الى ساحة القتال تتمتع بمزايا مختلفة تدريبا وتسليحا، وقد بدأت النتائج تتظهر في ساحة المعركة. حيث تم بالأمس افشال محاولتي تقدم على محور اللبونة، فجرا اصيبت دبابتان واحترقتا بالجنود والضباط، وفي الصباح حاولت دباباتان التوغل لسحب الدباباتين المحترقتين فأصيبتا ايضا بصواريخ موجهة فاحترقتا ايضا. كما نصب كمين لقوة متوغلة من مرتفعات مزارع شبعا والسدانة، ولدى وصولها الى مشارف السدانة أطلقت باتجاهها قذائف صاروخية، ما اجبرها على التراجع نحو مواقعها. اما في القطاع الشرقي، فاستمرت المعارك على ضراوتها، والقصف كان عنيفا جدا لتغطية التقدم باتجاه، رب ثلاثين، والطيبة، ومرتفعات العديسة، كما جرت محاولة تقدم من محيط موقع القبع باتجاه حولا ومركبا، وقد استهدفتها المقاومة بصليات صاروخية وجرت مواجهات من مسافات قريبة، وانتهت المواجهات بالامس دون اي سيطرة اسرائيلية كاملة على اي قرية، وادعاءات العدو باحتلال كامل عيتا الشعب كذبتها الغارات العنيفة على احياء البلدة التي دخل الجيش الاسرائيلي الى الحارة الغربية المحاذية للحدود، وعمل هناك على تجريف المنازل.
اطلاق الصواريخ مستمر
وقد واصلت المقاومة اطلاق صليات الصواريخ على المستوطنات، وقصفت مساء تجمعات كبيرة للقوات الإسرائيلية جنوب مستعمرة كفر جلعادي وشتولا بصواريخ نوعية وحققت إصابات دقيقة. كما اطلقت «صلية صاروخية استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية». وأعلن حزب الله ايضا، انه استهدف تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية محققا إصابات مباشرة».
توسيع دائرة العدوان
وفيما سقط 45 شهيدا و179 جريحا خلال ال24 ساعة الماضية، توسعت دائرة التحذيرات الاسرائيلية وانتقلت من الضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبان محددة قبل استهدافها، لتشمل التحذيرات قرى وبلدات في البقاع والجنوب والشوف، استهدفتها الغارات لاحقا، فيما وردت اتصالات هاتفية بمواطنين ومسؤولين ورؤساء بلديات وصولا الى قضاة امس وسفارات ومكاتب اعلام، ثبت انها تحذيرات كاذبة، لكنها ادت الى حالات هلع على نطاق واسع، وكان لاستهداف بلدة الوردانية في قضاء الشوف بغارتين اثر كبير في المواطنين حيث شهدت البلدة حركة نزوح كثيفة. كما استهدفت الغارات تمنين الفوقا وغارة اخرى سرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين. كما تم استهداف منطقة الحوش في صور والبرج الشمالي مرتين. وانذر ايضا سكان العباسية، وطيردبا بقصفهما.
لا سيطرة على القرى الحدودية
وقد أكد حزب الله أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من «السيطرة الكاملة» على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود في نهاية أيلول. وقال النائب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحافي في ساحة النجمة ان العدو لم يتمكن من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة «دمّر، صوّر واهرب» ولفت الى ان قوات الاحتلال تتبع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للمناطق الحدودية.
لا خيار الا القتال
وأوضح فضل الله انه رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته، فإن المقاومة تقاتل في الامتار التي يتسلل اليها العدو وتستهدف تجمعات جنوده في في فلسطين المحتلة. كما اشار فضل الله إلى أنّ العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يحاول إقامة منطقة عازلة، والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة». وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم ضد شعبنا يحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان «. وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة».
المزيد من اليأس
وقد بدا اليأس يتسلل الى اكثر من جهة امنية اسرائيلية رسمية وغير رسمية بعد الاقرار بان حزب الله الذي لديه عشرات الآلاف من العناصر العسكرية النظامية، وفي الاحتياط، لم يختفِ، وهو يقاتل دفاعاً عن بقائه، وهو سيستخدم كل الأدوات التي يملكها. وبخلاف الرواية الإسرائيلية الرسمية، يقر هؤلاء إنه بعد الاضطراب الذي تسبّبت به الضربات القاسية التي وُجّهت إلى الجيل المؤسس للحزب، وسلسلة القيادة الرفيعة المستوى، يبدو أن الحزب نجح في التعافي.
«الطعم المر»؟
ومن هؤلاء دورون ماتسا، المسؤول السابق في «الشاباك»، وعضو حركة «الأمنيين»، الذي دعا الى ضرب اعنف للبنان على مبدأ أن ما لا يأتي بالقوة، يأتي بالمزيد منها، لكنه في المقابل بدأ يشعر بالقلق من استنساخ تجربة حرب لبنان 2006، وقال إنه يستشعر طعماً مرّاً للحرب الحالية، كما كان في حرب لبنان الثانية، التي انتهت بنتيجة تعادل غير مرغوب بها إسرائيلياً.
الحل بالمخرج السياسي
وفي خضم احتفاء قيادات الاحتلال باغتيال السنوار الذي الحق بهم العار قبل عام، ووسط المراوحة البرية في لبنان، وفي خضم حملات التهديد والوعيد والاستعدادات لضرب إيران، دعا اسحاق بريك، وهو واحد من أبرز جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال، نتانياهو للذهاب الى تحقيق اتفاق السياسي لان «إسرائيل» تواجه خطر الانهيار الاقتصادي، إذا ما استمرت هذه الحالة، ومن شأنها أن تصل، خلال وقت قصير، إلى حالة الإفلاس، وانعدام قدرتها على خوض الحرب.