من يوميات طفل نازح (أحمد عياش)
كتب د. أحمد عياش – الحوار نيوز
مزيد من العزلة،كثير من الانطواء،عودة الى الوحدة.
تعب بعد هرولة.
سأم من الآخر،ضجر في الحياة.
اللاجدوى تمتدّ.
هامش محاولة المحاولة يضيق،مونة الشتاء أُكلت في الخريف .
قطاف الزيتون هذا العام مغامرة مع الموت.
هناك مَن كان مصيره اتعس،أسوأ،ارضاء الذات بما تيسّر من الحياة لترضى ما عاد ينعشها.
ازدحام في المدينة والمارّة تعرفهم من حقائبهم ، لا داعي هنا للسؤال،الإجابات واضحة .
كان يلزم كل واحد من الناس خطوة واحدة إلى الأمام لعلّها تنهض.
لعلّها تنجو.
عاد الجميع ومن جديد إلى المدارس، إنما بلا حقائب مدرسية،بلا أقلام،بلا أساتذة.
الناس تعرفها من حقائبها لا من لهجة الكلمات.
يقولون ان الريف اجتاح المدينة، ويقولون انّ المدينة نزحت إلى الريف.. تبادل خيام وبيوت وأزقّة.
الناس تعرفها من حقائبها.
تقول الانباء ان الحرب لم تبدأ بعد، وان كل هذا الركام في الساحات ليس غير البدايات.
يقولون ما زال هناك ما هو أكثر،افظع،اسوأ.
ان من مات ودفن قد نجا.
يحكون عن الغد حكايات مثيرة.
يقولون ان المطر آت قريباً.
يقولون ان هناك من يفكر كيف يسرق هارب من الموت، وان هناك من يخطط للانتقام بإشعال نار في الخيام.
تأنيب الأم لطفلها لا يمنعه ان يحلم بعبور البحر بقارب نجاة.
ان يحوّل لعبته العتيقة لطاىرة شراعية.
ان يرسم بحجر على الجدار لرفاقه خطة الخلاص الجماعي.
ان يرتّب ارغفة الخبز على شاكلة احرف تؤلف كلمة :
عائدون!!