“طوفان المقاومة” …يعصف في حيفا!(نسيب حطيط)
كتب د.نسيب حطيط – الحوار نيوز
بعد اغتيال العدو الاسرائيلي “السيد الشهيد” إستعجل اعداء المقاومة وخصومها، تشييعها،وإعلان هزيمتها ، بعد قطع رأسها وقبل دفن قائدها وطلبوا توقيع وثيقة الاستسلام ،بلا تفاوض، وإلغاء القرار 1701 ونبش القرار 1559 ونزع السلاح وإعلان إنتهاء عهد المقاومة،واعتقدوا أن ورقة من اوراق العزة والكرامة في لبنان قد تم احراقها!
لم يمض أكثر من 15 يوما على اغتيال قائد المقاومة حتى انتفضت المقاومة ونفضت الغبار والحجارة عن حزنها وصواريخها وطائراتها، لرجم الشيطان في حيفا وكل ارض فلسطينية مغتصبة لتؤدي فريضة الحج الى القدس بالسلاح.
كان الهدف الاسرائيلي في حرب تموز 2006 تحرير الاسيرين والوصول الى نهر الليطاني، واستطاعت المقاومة بمجزرة الدبابات في وادي الحجير والصمود جنوبي الليطاني ان تفرض على العدو وحلفائه ،التفاوض بعد تكبّرهم وغرورهم …
اما اليوم فإن ضربة قاعدة ” بنيامين” العسكرية في حيفا ،ستشكل نقطة تحوّل في الحرب، لصالح المقاومة واهلها ولبنان ومحور المقاومة في المنطقة، ويمكن التأسيس عليها، للبدء بالتفاوض ووقف النار ومنع القضاء على المقاومة في لبنان وحركات المقاومة في المنطقة .
اذا كان يوم 7تشرين اول 2023 هو “طوفان الأقصى” الفلسطيني الذي وجّه صفعة معنوية وعسكرية للعدو ، فإن يوم 13 تشرين اول 2024 هو يوم “طوفان المقاومة” اللبناني الذي انتصر على الاغتيال والتوحش الاسرائيلي والغطرسة الأمريكية لنجدة غزة والقدس.
13تشرين اول يوم الثأر الاول لإغتيال “السيد الشهيد ” والشهداء المقاومين والمدنيين.
13تشرين اول.. إحياء للذكرى الواحدة والأربعين لتفجير “مقر المارينز” في بيروت(تشرين اول 1983)!
13 تشرين اول انذار لأميركا ،لعدم عودة المتعددة الجنسيات او تحويل القوات الدولية الى قوات ردع، ولكبح جماح بعض الخائنين والخائبين في لبنان وابلاغهم مع اسيادهم، ان المقاومة ما زالت على قيد الحياة !
ان نجاح المقاومة ،بضرب قاعده “بنيامين” للواء “غولاني في حيفا قد حققت النتائج التالية:
– اعلان المقاومة، بالنار، أنها استعادت عافيتها وقوتها بعد الضربات القاسية.
– التأكيد على ان المقاومة، مؤسسة عسكرية تنظيمية، لا تنهار باغتيال قائدها ورمزها مع كل الفراغ والخسارة والحزن الذي يصيبها بفقده وغيابه.
– صفعة معنوية ومادية للعدو ونجاح تقني وعسكري واستخباري للمقاومة.
– تهديد المقاومة للداخل الإسرائيلي وتوسعة جغرافيا المعركة بعيداً عن الحدود، وفرض موجبات الحرب وخسائرها على كل الإسرائيليين مدنيين وعسكريين وهذه سابقة في تاريخ الصراع العربي -الإسرائيلي.
– عرقلة الاجتياح البري، بالقتال خلف خطوط العدو، بالمسيّرات والصواريخ تمهيداً للقتال البري داخل مواقعه.
– تهشيم “نتنياهو” معنويا وسياسيا، وتسخيف وتكذيب وعده للمستوطنين بالعودة للشمال عبر زيادة النازحين الإسرائيليين في العمق.
– اجهاض مغامرات بعض القوى اللبنانية التي لبست بزتها العسكرية لتكرار مشهدية اجتياح عام 1982 السياسي والأمني والمجازر.
ان هذه الضربة الناجحة والاحترافية للمقاومة، بعد كل الضربات القاسية التي تعرّضت لها، وخلافا لكل القواعد العسكرية والمعنوية التي تقول باستحالة ان ترمم أي حركة مقاومة بنيتها وهيكليتها العسكرية والتنظيمية ،بالسرعة المذهلة التي استعادت المقاومة فيها عافيتها وقوتها، قد وضعت العدو وحلفاءه وفي مقدمتهم الإدارة الأميركية امام خيارين:
- التراجع عن الاجتياح البري والبدء بمفاوضات إطلاق النار.
- تصعيد العمليات العسكرية بشكل جنوني، لاستعادة الهيبة وارتكاب مجازر ضد المدنيين والمنشآت.
ستبادر المقاومة الى تكثيف ضرباتها في العمق الإسرائيلي، بالتلازم مع الصمود والثبات، لإفشال الاجتياح البري الذي بعد 12 يوما من المحاولات الفاشلة والخسائر الكبيرة وذلك لتثبيت نتائج هذه الضربة المفصلية.
ان هذه الضربة وصمود اهل المقاومة وثبات المقاومين، ستفرض على التحالف الأميركي-الاسرائيلي ، التراجع عن شروطهم وبدء التفاوض، لكنهم ربما سيحاولون إعادة السيطرة بالتوحش والقصف والمجازر، ما يؤخر مفاوضات وقف النار، إلا إذا استطاعت المقاومة توجيه ضربات نوعية جديدة.
المطلوب عدم الخوف او الضعف امام الاملاءات الأميركية ووجوب زيادة منسوب الإسناد العسكري اليمني والعراقي والإيراني ومبادرة المقاومة في غزة والضفة، لتكثيف الهجمات لإجبار العدو، للقبول بوقف النار.
سَيُهزمون… وننتصر!