“غزو أميركي للبنان” .. عسكريا وسياسيا !(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
بعد أكثر من 40 عاما على إلاجتياح الاسرائيلي عام 1982 والقوات المتعدّدة الجنسيات، تعود اميركا لإحتلال لبنان بعد الفشل الاسرائيلي بالبقاء وخروج لبنان من دائرة الاستعمار الاميركي .
ان الحرب التي نواجها هي حرب أميركية ،يقوم بها الجيش الإسرائيلي ميدانياً ،لتمهيد الطريق امام المفاوض الأميركي، لفرض شروط الاستسلام عبر القرارات الدولية الجديدة ولإنجاز غزو لبنان كما حدث عند غزو العراق عام 2003!
تعود اميركا، لإستكمال مشروع “الربيع العربي” الذي لم ينته بعد ،وبشكل أوسع ليشمل ايران، وبعد فشل اسقاط سوريا التي كان للمقاومة في لبنان دوراً اساسياً في صمودها مع بقية الحلفاء والدور الرئيسي للجيش السوري.
ان إلحاق اميركا ،الهزيمة بالمقاومة في لبنان يحقق لها الاهداف الآتية:
– القضاء على المقاومة وبالتالي على المشروع الوطني واعادة استعمار لبنان لإدارة الشرق الاوسط الجديد من سفارة “عوكر” في لبنان.. “البيت الأبيض” للشرق الاوسط الجديد.
– تشكيل نظام حكم في لبنان تابع للإدارة الأميركية، كنسخة مكرّرة عن أنظمة الخليج وبقية الدول العربية.
-اطباق الخناق على سوريا من الجهات الخمس ( لبنان _العراق_ الأردن_ إسرائيل_تركيا)واسقاطها بسهولة.
– اغلاق النافذة التي تتنفس منها ايران سياسياً وامنياً وعقائدياً على مستوى محور المقاومة او الساحة العالمية.
– تأمين السلام للعدو الاسرائيلي وادخاله الى لبنان وإنجاز التطبيع، بدون اعلان وسرقة موارده المائية التي يحلم بها تاريخياً!
– القضاء على الفكر الاسلامي التحرري وتعميم “الديانة الإبراهيمية” او الفكر التكفيري والقضاء على الاسلام الاصيل .
تشن اميركا حربها على لبنان على ثلاثة محاور:
- الاول: المحور الميداني عبر الجيش الاسرائيلي والاستخبارات المتعددة الجنسيات.
- الثاني: المحور السياسي والاقتصادي عبر السفارة والخارجية الأميركية دون اهمال “هوكشتاين”.
- الثالث: القوى السياسية المؤيدة لأميركا مع إبقاء قسم من النازحين السوريين للمشاركة ميدانياً في الفتنة الداخلية .
إن الحرب الأميركية التي تنفذها إسرائيل وبدعم عربي وغربي، لا تتعلق بإرجاع المستوطنين الى شمال فلسطين وانما باسترجاع لبنان الى الحضن الأميركي_الاسرائيلي.
القرارالدولي الذي تسعى اليه اميركا تحت عنوان تعديل القرار 1701 هو اتفاق 17 أيار جديد او اتفاقية سلام غير معلنة وتتعدى في مطالبها اتفاقيه “كامب ديفيد” وتشبه اتفاقيات “أوسلو”، وتحويل الحكومة اللبنانية الى نسخه ثانية من “السلطة الفلسطينية” وأجهزتها .
إن التوحش الاسرائيلي ضد المدنيين وتدمير البيوت والمنازل وتشديد الحصار، بالتلازم مع حراك سياسي داخلي ضد المقاومة ، ليفتح الطريق امام اميركا وقراراتها الاستعمارية حتى تستسلم المقاومة، ولذا فإن الحرب ستكون قاسية وربما تكون طويلة.
ان باب النجاة الوحيد للمقاومة واهلها بعد الاتكال على الله سبحانه هو صمود المقاومين في الميدان والثبات وانزال الخسائر بالعدو، لكن هذا الصمود يؤتي ثماره كصمود مطلوب،بانتظار تدخل بقية ساحات المقاومة وفي مقدمتها إيران التي نتمنى ان تهدّد بالتدخل اذا لم تتوقف الحرب على المقاومة في لبنان، كما تهدد بإزالة اسرائيل وزلزلتها اذا قامت بالرد عليها !.
نحن في لبنان ندافع عن الجميع وعن محور المقاومة وعن كل المنطقة والأمة وعن الدين وأهله، وندفع الاثمان منفردين فلم يبق شيعي في منزله، وقدمنا أكثر من 13000 شهيد وجريح حتى الآن و خسرنا أكثر قادة المقاومة ورمزها وأكثر من 40,000 بيت ومصنع ومنشأة!
لا نطالب اخوتنا واصدقاءنا ان يدافعوا عنا ،فنحن ندافع عن أنفسنا وعنهم، بل نطالبهم ان يساعدونا للدفاع عنهم، لأنه إذا انتصرنا ان شاء الله ،نكون قد حمينا الجميع، وإذا انهزمنا سينتقل “الفيل او الحمار” الاميركي من لبنان الى سوريا ثم العراق ثم إيران ثم اليمن ثم الى دينكم ومعتقدكم، وسنكون “أمة” الشرق الاوسط الجديد وليس “أمة العرب ولا “أمة” الاسلام .
إن التأخر بالمشاركة في الميدان، يُرهق المقاومة في لبنان ويضعها في خطر، لكنه سيكون بداية الاعدام لكم جميعا …شاركوا معنا في القتال لنحميكم …ونقطع اليد الأميركية والإسرائيلية.
لا خيار لنا الا المقاومة …سننتصر…وسَيُهزمون!