قالت الصحف: العدوان مستمر.. ومحاولات استثمار لتحقيق مكاسب داخلية!
الحوارنيوز – خاص
أمران يسيران بشكل متناسق إذا لم يكن منسقا:
- استمرار العدوان وارتفاع مستوى الجرائم المتعمدة بحق المدنيين، وكل ذلك بتغطية أميركية واضحة وغربية وعربية…
- محاولات قوى المحور الأميركي في لبنان الإستثمار في هذه الجرائم ومحاولة تحقيق مكاسب داخلية في خطوات تستعجل الحكم على نتائج المواجهات البطولية التي يخوضها رجال المقاومة.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: مؤشرات حرجة لرفع مستوى الاتصالات الأميركية – اللبنانية
وكتبت تقول:
وسط استشراس التداعيات الفادحة للقصف الإسرائيلي العنيف والتدميري الذي تواصل واشتد أمس على مناطق الجنوب والبقاع متسبباً بمزيد من الجرائم الجماعية غداة الغارة التي شنتها الطيران الحربي الاسرائيلي على النويري ورأس النبع في بيروت مستهدفاً المسؤول الأمني الأرفع في “حزب الله” وفيق صفا ومتسبباً بمجزرة في صفوف المواطنين ، بدا لافتاً أنّ الإدارة الأميركية رفعت منسوب ووتيرة اتصالاتها ببيروت بما عكس خطورة تطوّر الأوضاع الميدانية المتفجرة ان عبر الحدود أو عبر تبادل الغارات والقصف الصاروخي بين إسرائيل و”حزب الله” ، كما عكس الأهمية العلنيّة والضمنية لبقاء قناة التواصل الديبلوماسي عاملة بنشاط بين بيروت وواشنطن سعياً إلى لجم الحرب ومنع اتساعها أكثر .
هذان البعدان برزا في الاتصالين اللذين أجراهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي علماً أنّها المرة الأولى منذ اندلاع الحرب الهجومية التي تشنّها إسرائيل على “حزب الله” ومناطق لبنانية يبادر وزير الخارجية الأميركي إلى إجراء اتصالات مماثلة. واكتسب ذلك دلالات يتعّين ترقب الساعات المقبلة لمعرفة طبيعتها وسط ارتفاع المواقف اللبنانية المطالبة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 التزاماً بالبيان الفرنسي الأميركي المشترك الذي طالب بهدنة 21 يوماً للإفساح أمام الجهود الديبلوماسية في إيجاد تسوية تمنع اتساع الحرب. وقد أعلن مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استمر زهاء 40 دقيقة تم خلاله البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان.
أمّا ميقاتي فأعلن في ختام جلسة مجلس الوزراء أنّه تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،” يصب في إطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف إطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لإتمام وقف إطلاق النار، وهذا كان مطلبي، وعلى الأقل وقف قصف المدنيين وهذه الأضرار الحاصلة على المدنيين. رّكزت على هذا الأمر. وكمثال على ذلك ما حصل بالأمس حيث سقط اثنان وعشرون شهيداً وعشرات الجرحى من المدنيين. هذا الموضوع غير مقبول على الإطلاق”.
وفي وقت لاحق أصدر الرئيس بري بياناً تعليقاً على “إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات اليونيفل والجيش اللبناني” فقال: “هو عدوان ومحاولة إغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701، نضعها برسم المجتمع الدولي الذي آن له أن يتحرك ويستيقظ لوضع حد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على لبنان”.
كما أنّ ميقاتي أعلن أنّ مجلس الوزراء اتخذ القرار “بالطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمُندرجاته كافّة لا سيّما في شقّه المُتعلّق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار”.
ولكن التطورات الميدانية طغت مجدداً على التحرك السياسي إذ صعدت إسرائيل اعتداءاتها وطاولت الجيش الأمر ودان ميقاتي “العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مركزاً للجيش في بلدة كفرا الجنوبية ممّا أدّى إلى استشهاد عنصرين وجرح اثنين آخرين”. وقال: إنّ هذا الإجرام الإسرائيلي المتمادي في حق لبنان لم يوفّر اليوم جنوداً بواسل يقومون بواجبهم الوطني في حماية الأرض والدفاع عن الشعب، وهو برسم المجتمع الدولي الساكت على ارتكابات إسرائيل، فيما المطلوب وقفة ضمير عالمية تضع حدا لهذا العدوان”.
كما أنّ المتحدّث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي أعلن أنّ القوّات الإسرائيلية استهدفت قاعدة اليونيفيل الأساسية في الناقورة 3 مرات، مشيراً إلى أنّ الاستهدافات الإسرائيلية لقوات الأمم المتحدة انتهاك جدي للقانون الدولي الإنساني. وقال: “قررنا البقاء في جنوب لبنان رغم إمكانياتنا المحدودة”، مضيفاً: “نحتاج إلى التزام الأطراف المعنية لتطبيق القرار الأممي 1701”.
وأعلنت “اليونيفيل” أنّ المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة تعرّض صباح أمس لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقى الثاني العلاج في الناقورة. كما انهارت عدة جدران في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما قصفت جرافة إسرائيلية محيط الموقع وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة. ظل جنود حفظ السلام التابعون لنا في الموقع، وتم إرسال قوة رد سريع تابعة لليونيفيل لمساعدة الموقع وتعزيزه.
إنّ هذه الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل في جنوب لبنان بناءً على طلب مجلس الأمن بموجب القرار 1701 في خطر شديد للغاية.
إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أنّ أيّ هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)”.
- صحيفة الأخبار عنونت: عرض أميركا الوحيد: الاستسلام الكامل للشروط الدولية
وكتبت تقول: رغم كل المواقف العربية والأوروبية «المتعاطفة»، يُدرك الجميع أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد المعنيّ بوقف إطلاق النار في لبنان والقادر على لجم إسرائيل، فيما هي في الواقع لم تُقدّم سوى عرض واحد بالاستسلام الكامل للشروط الدولية، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية ولو على عكس رغبة غالبية اللبنانيين، والانقلاب على القرار ١٧٠١ والعودة إلى القرار ١٥٥٩.
ووفقاً لذلك، تسارعت وتيرة الاتصالات من بعض الدول التي نقلت رسائل حول وجوب إعلان لبنان وقفاً لإطلاق النار والاستعداد للالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه كاملاً، مع الاستعداد لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تشكيل السلطة. وازدادت الضغوط لفرض انتخاب الرئيس على قاعدة التغيير الذي طاول موازين القوى العسكرية. وتُوّج هذا الضغط أمس بتفعيل الأميركيين نشاطهم على مسارين: الأول سياسي، يتولاه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن (تسلّمت وزارة الخارجية إدارة الملف السياسي برمّته في لبنان)، والثاني أمني – عسكري لا يزال يتولاه المبعوث الأميركي الرئاسي عاموس هوكشتين. وللمرة الأولى منذ أسبوعين، عادت الاتصالات الجدية مع المسؤولين اللبنانيين، فتلقّى كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اتصاليْن من بلينكن، علمت «الأخبار» أنه ركّز خلالهما على «ملف الانتخابات الرئاسية وطالب بفتح أبواب مجلس النواب في أقرب وقت لانتخاب رئيس». ويأتي اتصال بلينكن بعد كلام لبري عن أن «الأميركيين يتواصلون معنا ويقولون إنهم مع الحل في لبنان، إلا أن الكلام كثير والفعل قليل». وفي الاتصال الذي استمر لنحو ٤٠ دقيقة مع رئيس المجلس «تطرّق بلينكن إلى موضوع القرار ١٧٠١ والحرب مع لبنان بشكل عام»، كما قالت مصادر مطّلعة، إذ إن «هذا الملف لا يزال في عهدة هوكشتين الذي لا يزال يتحدّث بالقرار ١٧٠١ لكن مع شروط إضافية»، لافتة إلى أن «برّي أبدى تمسكه بوقف إطلاق النار فوراً».
وفيما تزامن الاتصال بين بلينكن وبرّي مع اتصال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت طالباً منه «ضرورة الانتقال من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي بسرعة»، قال هوكشتين لـ mtv إن «الولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان». وأضاف: «علينا التركيز على أن يكون المجتمع الدولي قادراً على جمع حكومتي لبنان وإسرائيل والتوصّل إلى تطبيق الـ1701 ولكن هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها، ورأينا جهود ميقاتي باستعداد الجيش للانتقال إلى الجنوب» وأضاف: «ننسّق مع الكثير من الدول في الشرق الأوسط ويمكنها أن تقدّم دعماً اقتصادياً كي نعيد لبنان إلى الازدهار». وحول الاستحقاق الرئاسي قال هوكشتين: «الرئيس اللبناني يجب أن يكون شخصية جامعة للبنانيين وفي هذه الظروف يجب أن يتمّ الاستحقاق الرئاسي سريعاً».
أميركا مقتنعة بأن إسرائيل لم تعد لديها أهداف وأن الدخول البري إلى الجنوب ليس في صالحها
وفي حديث آخر لمحطة lbc ادّعى هوكشتين بـ«أننا على تواصل مستمر مع الحكومة اللبنانية وقد تحدّث بلينكن مع الرئيسين بري وميقاتي وأنا أتحدّث مع القادة اللبنانيين بشكل يومي تقريباً». واعتبر أن «القرار 1701 أنهى حرب تموز لكنه لم يُنفذ بشكل جيد والانتهاكات أدّت إلى ما وصلنا إليه ونحن بحاجة إلى التركيز على حل يؤدي إلى التنفيذ الكامل للقرار»، قائلاً إن «الشيء الوحيد الذي طلب منا الرئيس بايدن التفكير فيه هو كيفية تقليل معاناة المدنيين وإنهاء هذا الصراع والوصول إلى حل دائم ومستدام. وأؤكد أن بايدن يركّز على محاولة التوصّل إلى هدنة».
وتعليقاً على كلام المبعوث الأميركي، قالت مصادر مطّلعة إن «إدارته لا تسعى إلى أي حل عادل، بل إلى فرض واقع أمني على طول الحدود في أقرب وقت خوفاً من أن تقوم المقاومة بقلب الوقائع لصالحها من جديد»، خصوصاً أن «أميركا مقتنعة بأن إسرائيل لم تعد لديها أهداف وأن الدخول البري إلى الجنوب ليس في صالحها». ولفتت المصادر إلى أن «الأميركيين يضغطون على كل المستويات، ويطلبون تنفيذ بعض الأمور ولا يتفاوضون، وهم يتصرّفون وكأن لا يوجد شيء اسمه القرار ١٧٠١ بل يتحدّثون عن القرار ١٥٥٩ فقط».
وفي السياق، أكّد ميقاتي أمس «أننا في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا إن لبنان ملتزم ومصرّ على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وإن على المجتمع الدولي أن يلزم العدو الإسرائيلي بالتقيّد بمضمون القرار والالتزام به، تحقيقاً للأهداف التي من أجلها صدر هذا القرار». وكشف «أننا طلبنا من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، ولا سيما في شقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار».
إلى ذلك، يزور رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف بيروت اليوم ويلتقي الرئيسين بري وميقاتي.
«الخماسية» تتبنّى عون
بينما صارَ الكلام عن انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية صريحاً على لسان المسؤولين الخارجيين، قالت مصادر مطّلعة إن «اللجنة الخماسية» قفزت فوق كل بياناتها التي أشارت فيها سابقاً إلى أنها «لا تتدخّل في أسماء بل تضع مبادئ عامة»، إذ إن «سفراء أميركا وفرنسا والسعودية يطالبون علناً باسم عون، بينما لا يزال الموقف المصري والقطري مراعياً للانقسام الداخلي». وعلمت «الأخبار» أن «هناك انزعاجاً واضحاً عند كل من يطرحون أنفسهم مرشّحين للرئاسة وفيهم نواب أعلنوا تأييدهم لانتخاب عون، وهم لم يفعلوا ذلك سوى بهدف قطع الطريق على رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يطرح نفسه كمرشح، ويعتبر أن الظروف مؤاتية لانتخابه». ولفتت إلى أن «موقف جعجع من انتخاب قائد الجيش لم يتضح حتى الآن، فهو لم يوافق ولم يرفض، لكنه يشترط بأنّ على أي رئيس مقبل أن يلتزم تطبيق القرار ١٥٥٩».
- صحيفة الديار عنونت: محمد عفيف: لا نزال أقوياء… والعمليّة البريّة مع جيش الاحتلال في بدايتها
بلينكن يطالب بري بتعهّدات من المقاومة لتـنفيذ الـ1701… فهل يلتزم «الاسرائيلي»؟
مُؤتمر معراب بضوء أخضر أميركي و«الديار» تكشف كواليس تحرّك باسيل الرئاسي
وكتبت تقول:
الحرب الثالثة على لبنان طويلة، ولن تنتهي بسرعة او ضمن مهلة زمنية محددة، بل يواجه اليوم لبنان عدوانا ثنائيا «اسرائيليا»- اميركيا، وان كان الدور العسكري الاميركي لا تظهر تداعياته السلبية بصورة جلية على المناطق اللبنانية، التي تتعرض للمجازر والابادة والدمار. المؤسف ان الكيان الصهيوني يعتبر انه في مرحلة ذهبية، لم تتوافر له منذ خمسين سنة للقضاء على اعدائه، ولذلك يمضي قدما بوحشيته وبحقده وبغاراته وقنابله على لبنان، الا ان حزب الله لا يزال في المرصاد، ويكبد الجيش «الاسرائيلي» خسائر هائلة، رغم التكتم الصهيوني. فضلا عن ان المقاومة لا تزال قادرة على ايلام «اسرائيل»، فهي يومياً تضرب مستوطنات الشمال، وتنشر الرعب بين المستوطنين.
ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟
والسؤال المطروح حاليا، مع استمرار وحشية العدو ضد الحجر والبشر: ما هي اهداف الكيان العبري في لبنان؟
– الهدف الاول والواضح هو ضرب حزب الله، الا ان «اسرائيل» تدرك جيدا انه لا يمكنها ضرب الطائفة الشيعية برمتها، والتي تشكل نواة المقاومة. ولذلك تقصف حزب الله، وفي الوقت ذاته، تقوم عن سابق تصور وتصميم بتهجير الشيعة اللبنانيين من مناطقهم، وهذا يؤدي الى بقاء النازحين الشيعة في مناطق لبنانية اخرى، وبالتالي يكون ابعد الكيان الصهيوني المكون الشيعي عن الحدود.
– الهدف الثاني هو المياه والغاز والنفط في المياه اللبنانية، اذ في حال تمكن جيش الاحتلال من الوصول الى حدود نهر الليطاني، اي استولى على الحاصباني وبانياس واليرموك، التي تأتي من جبل الشيخ، فعندئذ تكون قد حققت «اسرائيل» مخططها بالسيطرة على الثروة المائية اللبنانية. وتجدر الاشارة الى ان «اسرائيل» في اشد الحاجة الى «المياه».
وفي البحر، كان هناك خلاف لبناني-»اسرائيلي» على رسم الحدود، ولكن في حال حققت انجازا ميدانيا في جنوب لبنان، فستكون «اسرائيل» قادرة على فرض شروطها في هذا السياق.
وباختصار، هذه هي الاهداف الرئيسية التي يسعى اليها الكيان الصهيوني، في حين ان ارتكابه للمجازر والدمار، هو بنظرها ورقة ضغط على لبنان وعلى حزب الله، لاعادة رسم الخطوط البحرية في ما يتعلق بالنفط والغاز.
فهل يتوافق المخطط الصهيوني مع المشروع الاميركي؟ يجيب مصدر ديبلوماسي للديار بان اميركا تنفذ مشروع «اسرائيل» في المنطقة، فهل يملك اللبنانيون فرصة منع الكيان العبري من تحقيق اهدافه المذكورة؟
لماذا يستهدف جيش العدو قوات اليونيفيل في الجنوب؟
وانطلاقا من المعلومات التي ذكرناها اعلاه، يواصل جيش الاحتلال استهدافه لقوات اليونيفيل في رأس الناقورة وفي منطقة اللبونة جنوب لبنان، منتهكا القانون الدولي الذي لطالما داس عليه، حيث اصاب عنصرين من هذه القوات، في حين ان اليونيفيل اعتبرت ان استهداف الجيش «الاسرائيلي» لعناصرها مؤشر خطر، مؤكدة انها باقية في لبنان، على الرغم من الهجمات «الاسرائيلية».
واثار العدوان الاسرائيلي على قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان استنكارا دوليا، من الامم المتحدة وفرنسا وايطاليا ودول اخرى، حيث وجهت باريس تحذيرا لـ «اسرائيل» بعدم تسامحها بالتعرض لليونيفيل مجددا، بينما اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بحث وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت، على عدم ضرب اليونيفل، لكن بشكل خجول.
علاوة على ذلك، لم تستثن البربرية «الاسرائيلية» عدوانها على الجيش اللبناني ايضا، مستهدفة مركزا للجيش في بلدة كفرا في الجنوب، ما اسفر عن سقوط شهيدين وثلاثة جرحى.
والحال انه بعدما ذاب الثلج، ظهرت نيات الكيان العبري، بانه لا يريد القرار 1701 وقد تخطاه، ويسعى اليوم الى احتلال جزء من الاراضي الجنوبية في لبنان، نظرا لوجود ثروات طبيعية تريد «اسرائيل» وضع يدها عليها. ذلك ان كل التصاريح للمسؤولين «الاسرائيليين» السابقة، اضافة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين عن تطبيق لبنان القرار 1701 ، لم تكن سوى تصريحات منافقة، كان الهدف منها استخدامها لتبرير اليوم غزو جيش الاحتلال لجنوب لبنان، وتطبيق الشعار الكاذب المعهود «امن اسرائيل».
وفي هذا السياق، علقت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للديار، بالقول ان الهدف من الهجمات «الاسرائيلية» على اليونيفيل اضحى واضحا، وهو اخراجها من جنوب لبنان كيلا يشهد احد على ما سيقدم عليه جيش الاحتلال المعروف ببربريته في جنوب لبنان او في البقاع. واضافت هذه المصادر العسكرية ان العملية البرية لجيش الاحتلال حتما ليست «محدودة»، بل المخطط الحقيقي هو قضم اراض لبنانية ضمن مشروع «اسرائيل الكبرى».
لبنان متروك لمصيره… و«اسرائيل» تعمل على احداث فتنة
في غضون ذلك، بدا لبنان وحيدا في خضم العدوان الاسرائيلي عليه، متروكا لمصيره ولنيران العدو الصهيوني الذي لا يشبع من الدماء، ويواصل مجازره ضد المدنيين، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت ام في البقاع، حيث بات الكيان الصهيوني يستهدف المدنيين بحجة ضرب مخازن السلاح لحزب الله. بيد ان الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي لم يترك مكانا في الضاحية لم يقصفه ويدمره، كذلك الامر في الجنوب والبقاع، الامر الذي ادى الى حالة نزوح كبيرة عند اللبنانيين.
اما السؤال الاهم والذي يطرح نفسه: «هل ستؤدي هذه الحرب الثالثة على لبنان الى فتنة وانشقاق عمودي اهلي؟ وهل ستقوم بعض الاطراف اللبنانية بالمضي قدما باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية مستندة الى ان نفوذ حزب الله تراجع؟ هل ستنجرف بعض الاطراف اللبنانية وراء كلام السفير الاميركية، على ان لبنان سيدخل مرحلة جديدة لن يكون لحزب الله مكان فيه؟
هذه الاسئلة مطروحة على طاولة النقاش اللبناني، والخوف ان يتحقق بعضها وينغمس البعض برهانات خاطئة، تُدخل لبنان في مرحلة «حرب اهلية»!!!
اتصال بلينكن – بري
بموازاة ذلك، اجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالين منفصلين مع كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأفادت مصادر مطلعة أن الاتصال ببري كان إيجابياً جداً، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول الحرب «الاسرائيلية» على غزة ولبنان، وتم التطرق بشكل خاص إلى الأوضاع الراهنة في لبنان وتأثيراتها بالاستقرار في المنطقة.
وخلال المحادثة، طالب بلينكن بري بتقديم تعهدات واضحة من قبل حزب الله في ما يتعلق بالتنفيذ العملاني للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يهدف إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية بين لبنان و «إسرائيل»، وتنظيم الانتشار العسكري في جنوب لبنان. وقد شدد بلينكن على أن تطبيق هذا القرار بشكل كامل يشكل أساساً ضرورياً، لتحقيق الاستقرار المستدام في لبنان، مؤكداً على أهمية دور بري في هذا الإطار، نظراً الى مكانته السياسية وتأثيره.
ورأت المصادر أن الإشارة الأميركية إلى القرار 1559، الذي ينص على نزع «سلاح الميليشيات» في لبنان وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، جاء فقط من باب الضغط السياسي، لتأكيد التزام الأطراف بتطبيق القرار 1701، وعدم الخروج عنه. ورغم حساسية هذه الإشارة، إلا أن بلينكن حرص على التركيز على تنفيذ القرار 1701 كأولوية قصوى، دون التطرق إلى ما قد يثير مزيداً من التوترات السياسية في الداخل اللبناني.
ميقاتي يدعو مجلس الامن لوقف فوري لاطلاق النار
من جهتها، طالبت الدولة اللبنانية من خلال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجلس الامن بقرار فوري لوقف اطلاق النار في لبنان مشيرا في الوقت ذاته الى ان حزب الله ملتزم بالقرار 1701. واكد ميقاتي التزام الدولة اللبنانية بقرار 1701.
ولكن هل تلقى الدولة اللبنانية آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي اذا كانت واشنطن اطلقت يد «اسرائيل» لتنفيذ كل اهدافها في لبنان؟
عفيف: «بكير» للاستثمار السياسي بان الحزب انتهى!
بدوره، قال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ان المعركة مع العدو في بدايتها، مشيرا الى انه «بكير» للاستثمار السياسي من قبل البعض بان حزب الله انتهى. واكد ان المقاومة بخير، والعدو عاجز عن التقدم برغم استقدامه قوات وألوية اضافية، مشددا على ان حزب الله سيجبر العدو على وقف العدوان. ولفت الى ان مقاتلي الحزب ينصبون كمائن لجيش الاحتلال، ما يدفعه مرارا الى الانكفاء والتراجع.
وتحدث عفيف عن محطات تلفزيونية لبنانية تحرض العدو على ارتكاب المجازر ضد المدنيين، عبر بثها اخبارا كاذبة تنص على وجود عناصر مسلحة للمقاومة بين المدنيين، داعيا وزارة العدل والقضاء الى التحرك لوقف التحريض على استهداف المدنيين.( تفاصيل كلمة عفيف ص 4)
«اسرائيل» تسعى لتصفية حزب الله… ولكن؟!!!
الى ذلك، تقول اوساط سياسية للديار ان حزب الله عصي على الموت وعلى التصفية، لانه متجذر في قلب كل عائلة لبنانية مناهضة للطغيان والاحتلال الاسرائيلي، وهو في صلب الطائفة الشيعية التي هي نواة حزب الله. وعليه، قد يتمكن العدو الاسرائيلي من ارتكاب المجازر ضد المدنيين، وقد يستشهد عدد من مقاتلي حزب الله، الا ان هدف تصفية الحزب هو وهم وبعيد كل البعد عن الواقع، ويدل على غرور «اسرائيلي» ورهانات وحسابات خاطئة.
مؤتمر معراب بضوء اخضر اميركي: ضرورة تطبيق القرارات 1701 و 1559 و 1680
وفي اطار انعقاد مؤتمر معراب اليوم، قالت مصادر «القوات اللبنانية» للديار ان «القوات» دعت سابقا الى مؤتمر في شهر نيسان الماضي، حيث شددت على ضرورة التقيد بتنفيذ القرار 1701 ، مشيرة الى ان هذا القرار لو نفذ لما كنا وصلنا اليوم الى هذه الاوضاع الكارثية.
واشارت المصادر ان مؤتمر معراب اليوم ليس لقاء مسيحيا محض، بل مؤتمر وطني يجمع معاناة الناس المشتركة ايا كانت طوائفها، وعليه، الدعوات عامة وقوى نتشارك معها الخطاب والمبادئ السياسية والسيادية. ولفتت المصادر الى ان «القوات» لم توجه دعوة «للتيار الوطني الحر»، نتيجة خلاف سياسي عميق معه، كما يستثني مؤتمر معراب الثنائي الشيعي و «تيار المردة».
ولفتت المصادر «القواتية» الى ان المرحلة الحالية تدفع نحو مطالب اوسع من تطبيق قرار 1701، وهو تطبيق القرار 1559 المنبثق من الدستور الذي ينص على نزع السلاح من كل الاحزاب اللبنانية، غير انه تم استثناء حزب الله من هذه القاعدة، بحجة ان الحزب هو مقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وحصل ذلك ضمن ثنائية النظام السوري والنظام الايراني بابقاء السلاح بيد حزب الله، وفقا للمصادر «القواتية».
وعليه، رأت المصادر انه لم يعد مسموحا ان يبقى لبنان في هذه المأساة التي يعيشها اللبنانيون يوميا، وقد اثبتت كل الظروف ان العودة الى الدولة تجنب لبنان الحروب والعدوان عليه. من هنا، شددت المصادر على ضرورة تطبيق القرار 1701 والقرار 1559 والقرار 1680 وطبعا تطبيق الدستور وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
- صحيفة الأنباء عنونت: المنطقة على حافة تدهور أمني أكبر… ردّ على الردّ والعدوان على لبنان يتوسّع
وكتبت تقول:
مع انسداد الأفق نحو الاتفاق على وقف الحرب على لبنان، يُواصل العدو الإسرائيلي قصفه للمناطق، إذ ارتكب مجزرة جديدة مستهدفاً منزلاً مأهولاً في منطقة البيسارية في صيدا، ما أدى إلى استشهاد مواطن وطفلين وسقوط عدد من الجرحى، كما طال إجرام العدو مركزاً للجيش اللبناني في كفرا واستشهد بنتيجته عنصريَن، إضافة إلى غارات أخرى في عدد من المناطق اللبنانية.
ووسط هذه الإجرام اللامحدود، أعاد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط التأكيد على النقاط التي تضمّنها بيان اللقاء الثلاثي في عين التينة لجهة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتطبيق القرار الدولي 1701 على جانبي الحدود، وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يفتح الباب أمام إعادة إنتاج حكومة جديدة قادرة.
وفيما تُستكمل المساعي والإتصالات على خط التهدئة ووقف الحرب، شدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على وجوب تحرّك المجتمع الدولي لوضع حد لحرب الإبادة التي يشنها العدو على لبنان وعلى الإنسان، فيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه طلب من مجلس الأمن اتخاذ قرار بوقف تام وفوري لاطلاق النار وبتطبيق القرار 1701، وذلك عقب جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بالأمس لمتابعة تطور الأوضاع الأمنية في البلاد.
بالتوازي، كان لافتاً ما صدر عن مسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، الذي أكد اكثر من مرة في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الأمس أن المعركة لا تزال في بدايتها، وأن العدو لم يرَ حتى الآن إلاّ القليل.
في السياق، شددت مصادر أمنية على خطورة الوضع الميداني، في ظل استمرار العدو بحربه المدمرة على لبنان، متجاوزاً كل السقوف وكل الخطوط الحمراء، معتبرةً أن لبنان أمام منعطف خطير بسبب تأخّر الرد الاسرائيلي على إيران وتراجع المواجهات العسكرية في غزة في إشارة إلى أن الحرب على لبنان أصبحت أولوية لدى إسرائيل، إذ إن الإعتداءات المتكررة ضد قوات اليونيفل والجيش اللبناني في الفترة الأخيرة خير دليل على ذلك.
المصادر تخوفت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية من اجتياح بري واسع يستهدف لبنان بعد استقدام العدو عدداً من المدرعات والمظليين، كما دخول المنطقة في حرب إقليمية بعد أن تم رصد جرافتين بمواكبة دبابة ميركافا على جبهة الجولان.
هذا ويبدو ان المنطقة أمام حدث أمني قريب، حيث نقلت “إن بي سي” عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن “الرد الإسرائيلي على إيران قد يكون خلال عطلة عيد الغفران”. وأشارت نقلاً عن مسؤولين أميركيين إلى أن “إسرائيل ضيّقت خياراتها للرد على إيران بضرب أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة ولا مؤشرات إلى أنها ستستهدف منشآت نووية أو تقوم بعمليات اغتيال”.
ويشار إلى أن عيد الغفران اليهودي لعام 2024 يصادف، يوم السبت 12 تشرين الأول، ما يوحي بأن الردّ الإسرائيلي على إيران بات قريباً جداً.
من جهته، أشار النائب السابق علي درويش إلى أن ما يحصل من عدوان إسرائيلي همجي على لبنان أمر غير مسبوق وسط صمت دولي مريب، معتبراً أنه لولا المساعدات الانسانية التي وصلتنا من فرنسا ومن دول الخليج العربي والاردن ومصر لكان الوضع في لبنان خطير جداً.
وإذ لفت درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن سبب انزعاج الرئيس ميقاتي والحديث بلهجة عالية النبرة مرده الى الصمت الدولي المريب لما يتعرض له لبنان كل يوم من دمار وخراب، والحصيلة المرتفعة للشهداء والجرحى، مشيراً إلى أنَّ ميقاتي يتلمس حجم المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني من دون أن يتحرك أحد من الدول المعنية للضغط على اسرائيل لوقف هذه الحرب، خصوصاً وأن رئيس الحكومة لم يتلقَ أي وعد بوقف الحرب في الاتصال الذي تم بينه وبين وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، لأن ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدعو للتهدئة وضبط الوضع من جهة ومن جهة ثانية تؤكد دعمها المطلق لاسرائيل ومدها بالمال والسلاح.
وعن الاعتداءات التي تتعرض لها قوات اليونيفل والجيش اللبناني، اعتبر درويش أنها تصب في إطار رسالة من قبل إسرائيل بأن ليس لديها خطوط حمراء لا بالنسبة لليونيفل ولا بالنسبة للجيش، بل لديها مخطط وتعمل على تنفيذه.
ميدانياً، لا تزال المعارك البرية على أوجها بين العدو و”الحزب”، إذ أعلن الأخير عن تصديه لمحاولات الدخول إلى القرى الجنوبية، كما استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بحيث استهدفت مسيّرتان أطلقتا من لبنان مبنى في هرتسليا وسط الأراضي المحتلة، وهي أكبر مسافة تقطعها مسيّرة من لبنان حتى الآن.
إذاً، العدوان المتفلت من أيّة قيود يلاحق المدنيين بمجازره المريعة وسط صمتٍ دولي قاتل، ما يشي حتماً بأنَّ لا نية للعدو بالتوقف عند هذا الحدّ، فيما يبقى الأساس مواصلة المساعي لبلوغ وقف الحرب قبل أن يتكبد لبنان خسائر بشرية ومادية أكثر.