نقاش حول فك الإرتباط :لا تتركوا “الحسين” وحيدا في “كربلاء لبنان” !(نسيب حطيط)
كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
بدأت مواقف تأييد فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة ،تظهر للعلن وتطالب بوجوب المسارعة لفك الارتباط والفصل بين الجبهتين تقليلا للخسائر ووضع حد للتوحش الاسرائيلي الاميركي ولإنقاذ لبنان مما أصاب غزة ،وبالأخص مناطق المقاومة في الضاحية والجنوب والبقاع.
ان أكثر الذين يطالبون بفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، كانوا من المؤيدين والمبرّرين والمشاركين في قرار الربط ووحدة الجبهتين الذي أعلنته المقاومة …حتى اغتيال السيد-الشهيد!.
يتساءل الكثيرون ما هي اسباب تراجع هؤلاء عن هذا الربط والمناداة بفص الجبهتين؟
هل هو التحرر من موقف المقاومة بعد اغتيال السيد-الشهيد؟
هل هو محاولة تقليل الخسائر ووقف العدوان والقصف الاسرائيلي .
هل هو الضغط الأميركي وحفظ المصالح ؟
في السؤال الثاني، إذا كان هؤلاء غير مقتنعين بربط جبهتي غزة ولبنان، فلماذا وافقوا وأيّدوا “السيد الشهيد” طوال عام وبتأييد علني ومتكرّر واصرار عليه مع الموفدين الغربيين او في الخطابات العلنية ..ولماذا لم ينصحوه او يعارضوه او يناقشوه؟
إذا كان قرار ربط الجبهتين خاطئاً …فلماذا يتم تحميل المقاومة و السيد الشهيد” وزر هذا الخطأ منفردا !
وإذا كان قرار ربط الجبهتين صحيحا في مرحلة ما قبل اغتيال “السيد الشهيد” والاجتياح البري ..فلا بد من التوضيح وازالة الغموض والالتباس حول القرار الجديد، بفصل الجبهتين وما هي الضرورات التي فرضته وما هي المصلحة في اعتماده ؟
والسؤال الاهم : هل لا يزال قرار فصل الجبهتين مفيداً وسيتجاوب معه التحالف الأميركي- الاسرائيلي ، ام ان لبنان سيوافق على كل ما كان مطروحا من فصل الجبهتين وتنفيذ القرار 1701ووقف النار وانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بموافقة أميركية والغاء ترشيح من تبنته المقاومة، فتأخذ اميركا واسرائيل كل ما يطلبون، ثم لا يلتزمون بوقف العدوان ؟
لا بد من مصارحة الناس المشرّدة والمهجّرة حول آفاق المعركة، وعدم تركها ضحية القصف والشائعات والآمال والاوهام الخادعة والكاذبة في بعضها!
إذا كانت الموافقة على فصل الجبهات والالتزام بالقرار 1701 هي العلاج لوقف التدمير والتوحش الإسرائيلي، فليبادر من وافق على ذلك الى إعلانه ولتعلن المقاومة موقفها، خاصة وأنها تعاني بعد الضربات القاسية من غياب مركزية القرار السياسي او القدرة على اتخاد قرار مفصلي كان موقف “السيد الشهيد” واضحا فيه …ولا يمكن ترك المجاهدين في الميدان يقاتلون بشجاعة ويستشهدون ولا يستثمر أحد انجازاتهم في السياسة وفي التفاوض ولعدم إطالة الوقت في اتخاذ القرارات الواضحة والحاسمة!
على الأخوة في إيران ان يكونوا شركاء في الميدان وإطلاق الموقف الحاسم، كما كانوا في التهديد بالرد على الرد الإسرائيلي، بشكل أكبر وأعنف، والمسارعة للتهديد بأنه ان لم يتوقف العدوان على لبنان ،فستتحرك إيران للدفاع عن المقاومة في لبنان بشكل اعنف وأكبر، حتى نشعر في لبنان اننا جزء من الثورة وجزء من امن إيران، وأننا اخوة لهم وهم اخوة لنا، وما يصيبنا يصيبهم وما يصيبهم يصيبنا !
ان المقاومين المجاهدين يخوضون اروع معارك الشرف بشكل اسطوري واعجازي، واهلهم الشرفاء يتحملون التشريد والعذابات ولا يتأففون ولا يعاتبون ، لكن ذلك لا يكفي لرد العدوان عن لبنان ويمنع الاجتياح البري الواسع او يؤخّره او يُلحق الخسائر الكبيرة به !
ان التأخير الايراني الميداني، سيهدّد وجود المقاومة والطائفة، فإذا كانت إيران حريصة على حماية لبنان وحماية الشيعة فيه، كما صرح وزير الخارجية الإيرانية في بيروت(ونحن نعتقد بذلك) فعليها ان تبادر والا تتأخر وتعلن صراحة وتحدّد توقيتا لوقف العدوان على لبنان، وإلا فإن الصواريخ التي جهّزتها للرد على الرد الإسرائيلي عليها ،ستنطلق لحماية المقاومة في لبنان رداً على العدوان المتوحش.
المقاومة المصابة المجروحة الحزينة في لبنان، لكنها الشجاعة الصامتة الصابرة المحتسبة مع أهلها، لن تغادر الميدان وستبقى تقاوم، لكنها تعاتب بصمتها ودمائها ومقاومتها وميدانها وتقول للرفاق والأخوة :لا تتأخروا.. لا تتأخروا بالمشاركة بالدفاع ،لأنه إذا سقطنا او انهزمنا، سيتحوّل الاميركي وحلفاؤه، لقطف رؤوسكم بعد قطف رؤوسنا!
لم تنفع الامام الحسين(ع) رسائل اهل الكوفة، وصمت اهل المدينة وحياد الأمة، وكانت سيوف السبعين رجلا صادقا ًفي كربلاء، أكثر شرفا وشجاعة وكتابة للتاريخ من كل الرسائل والتمنيات .
بادروا قبل فوات الاوان من اجل الدين ومن اجلكم ،اما نحن فسنقاتل ،فإن استشهدنا فنحن الفائزون، وان بقينا احياء، فلنا النصر والشرف والكرامة .
نحن الطائفة الشهيدة، ونحن الطائفة المقاومة والصادقة التي تقترن اقوالها بأفعالها.. والسلام!