رأي

“طوفان النار على لبنان”.. لتثبيت منهج التبعية والعبودية لأميركا!(نسيب حطيط)

 

كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

السابع من تشرين اول عام 2023 بدأ “طوفان الأقصى” الفلسطيني وساندته المقاومة في لبنان ،بالنار والموقف والتأييد، فكانت طليعة العرب والمسلمين على اختلاف مذاهبهم لنصرة غزة.

السابع من تشرين الاول عام 2024 بدأ “طوفان النار” الإسرائيلي-الأميركي على المقاومة واهلها في لبنان لتنفيذ “الإبادة الجماعية” كما فعلوا في غزة، يعاونهما ،صمت عربي ظاهري ودعم سري للعدوان!

“طوفان النار” الإسرائيلي-الأميركي على لبنان ،بداية الحرب لتأسيس “الشرق الاوسط الكبير” والقضاء على  المقاومة ومحو فكرة مقاومة المشروع الاميركي وتثبيت منهج التبعية والعبودية لأميركا، وتعميم حالة الخوف والترهيب واعدام أحلام الشعوب بالحرية والاستقلال وادارة ثرواتها ومحو هويتها الثقافية والدينية، لتكون “الديانة الإبراهيمية” ديانة الشرق الاوسط الجديد،  واعلان الحرب على الله سبحانه وعلى عباده ومحو رسالاته في تكرار ـلمحاولة محو رسالة النبي موسى(ع) واستبدال عبادة الله بعباده “العجل” ولإلزام الشعوب والمقاومة بعبادة “العجل الإسرائيلي”!

“طوفان النار” الإسرائيلي-الاميركي، يريد قطع راس المقاومة في لبنان، لإعدام الأمة ومحورها المقاوم وفكرها الديني التحرري ولاستعمارها من جديد وتكذيب الحديث النبوي الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد..) ولإثبات ان هذه الامة ،ليست الا أشلاء، تقتل بعضها وتطعن بعضها وليست جسدا واحدا وليست كلمة واحدة وليست ذات هدف واحد!

“طوفان النار” الإسرائيلي-الأميركي، يهدف لقتل ما تبقى من شرف عند العرب وقطع رؤوس كل الاحرار والثوار ومعاقبة وتأديب كل من يرفع شعار” لا.. لأميركا و”لا…لإسرائيل” وعلى كل من يتجرأ ان يكون سلاحه في مواجهة المشروع الاميركي بالتلازم مع السماح ،بإقتناء السلاح لتقتل اخوتك وتدمر دينك سواء كنت جيش نظام او جماعة تكفيرية، فستمدك أميركا بالسلاح وتحميك في القانون ،ليكون حصادك على بيدرها !

“طوفان النار” الأميركي-الإسرائيلي على المقاومة في لبنان يبدأ حربه ليكون عام 2024 ،عام الحرب على لبنان ،كجبهة رئيسة ورائدة في محور المقاومة، كما كان العام 2023 عام الحرب على غزة !

الحرب الأميركية الشاملة والهجوم المضاد على مشروع المقاومة ،بدأ بشراسة وتوحش، ضمن استراتيجية قتل المحور واحداً واحداً، واسقاطه ساحة ساحة، واغتيال قياداته وقطع رؤوسها ليعود “فرعون” المنطقة، وليؤسس “اسرائيل الكبرى “بإسم ” الشرق الاوسط الكبير ” “والديانة الإبراهيمية ” وتغيير إسم المنطقة وديانة المنطقة وتقسيم شعوبها و رسم خريطة دولها “امارات” طائفية ومذهبية وقومية تابعة وضعيفة ومتناحرة، تبايع “إسرائيل “وكيل اميركا في المنطقة .

إن استراتيجية المشروع الأميركي-الإسرائيلي هي حشد اكبر عدد من الحلفاء والأدوات، واستعمال كل الوسائل غير المشروعة والتدميرية والمتوحشة، لتحقيق هدفهم ومشروعهم. ولكي يستطيع اهل المقاومة ومحورها الصمود، لابد من حشد كل قواتهم في الحرب وعدم القتال “بالمفرّق”، والا ستسقط حركات المقاومة الواحدة تلو الأخرى، ولابد من المسارعة لإسناد المقاومة في لبنان والشراكة في القتال بشكل اكثر فعالية وتأثيرا على العدو ،وإلا فإن خطر سقوط المقاومة وخسارتها وتشريد اهلها يصبح متاحاً، واذا سقطت المقاومة في لبنان وانهزمت فإن مشروع المقاومة في المنطقة سيموت ويتفكّك وتسقط الثورة الإسلامية بانتفاضة في الداخل وعدوان من الخارج، وتعود المنطقة الى دائرة الاستعمار القديم يحكمها “الحاكم العسكري” الاسرائيلي بإشراف وادارة أميركية!

“طوفان النار” على المقاومة ، يثير شهيّة بعض اللبنانيين، لتكرار مشهدية اجتياح عام 1982، عندما انهزمت المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية وتقدمت القوى الحليفة لإسرائيل للإمساك بالحكم، لكننا نبلغ هؤلاء بأن المقاومة لم تنهزم ولن تنهزم بإذن الله، وان المقاومة لن تهاجر ولن يهجّرها احد بالسفن او بالشاحنات، ومن يريد المغامرة لإصطياد اللحظة  التي يراها مناسبة لتحقيق أحلامه ،ننصحه ونحذره بوجوب عدم التطاول او المغامرة ،فالمقاومة قادرة على الصمود وعلى الانتصار، لكنها لن ترحم من يغدر بها ويطعنها ولن تكون هناك مجزرة “صبرا وشاتيلا” ثانية ولن يكون هناك نظام او رئيس ينصّبه العدو مباشرة او مداورة!

صحيح.. ان “طوفان النار” اغتال قيادة المقاومة ورمزها وشرّد اهلها ودمر بيوتها، لكنه لن يستطيع القضاء عليها او هزيمتها، وستنتصر بدماء آلاف الشهداء والجرحى، وسترفع راية الانتصار بإذن الله ..

سَيُهزمون…

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى