العدو هو من يرفض تطبيق القرارات الدولية.. وليس لبنان(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
بصورة متعمدة وكاريكاتورية يتناول بعض النواب ومعهم بعض رجال الأعمال المشهد السياسي بالمقلوب، فيطالبون لبنان بإلتزام تطبيق القرارات الدولية ووقف الحرب، وكأن لبنان هو من يرفض تطبيق هذه القرارات ومن يشن الحرب وهو من لديه أطماع معلنة!
إن كل المشكلة في لبنان تكمن في عدم رغبة دولة الاحتلال وقادة العدو الإسرائيلي بتنفيذ أي من القرارات الدولية، لاسيما القرار 1701 المعطوف على القرار 425 القاضي بالإنسحاب غير المشروط من الأراضي اللبنانية المحتلة.
أليس صحيحاً أنه لو طبقت دولة الاحتلال هذا القرار لكان لبنان بألف خير؟
وهل يعتقد هؤلاء بأنه من مصلحة دولة الاحتلال تنفيذ القرار 1701 ، وهي التي تجاهر ويجاهر قادتها المجرمون، المؤسسون والحاليون، بأطماعهم في لبنان وبأجزاء من أرضه (مرتفعات جبل الشيخ وتلال كفرشوبا) وبمياهه ونفطه؟
لقد أعلن قادة العدو رفضهم للقرارات 242 (حل الدولتين) و194 (عودة الفلسطينيين الطوعية الى بلادهم)، وهم نفذوا، منذ ما قبل طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الماضي كل البرامج الإستيطانية في الضفة الغربية تأكيدا على موقفهم المستهزئ والمتجاهل للقرارت الدولية، بتغطية دولية – أميركية مهرها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وأراض الجولان المحتل كونها أراض إسرائيلية…
وبعد طوفان الأقصى شنوا حرب إبادة شاملة في غزة لإنهاء أي بحث في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
وهم هم الآن يحاولون تنفيذ ما كانوا خططوا له منذ زمن لجهة تغيير الواقع اللبناني من أجل فرض معادلات جديدة تنهي القرار 1701، وتمهد لضم أراض لبنانية وبناء مستوطنات عاجلة على أرض الجنوب حسب زعم بعض قادتهم!
كل الفريق المتحمس لوقف الحرب بأي ثمن ويطالب لبنان بذلك، هو كمن يقول أنه علينا رفع الرايات البيض ومنح العدو ما يريد من سيادة وأراض مقابل أن نعيش بسلام وتزدهر أعمالنا ومصالحنا.
وتشاء الصدف أن غالبية هؤلاء لديهم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية الحليف التاريخي لعدو للبنان، أليس من الأجدى التواصل مع الإدارة الأميركية لإقناعهم بضغط “جدي” لوقف إطلاق النار كخطوة في سياق تنفيذ القرارات الدولية تمهيدا لإنتخاب رئيس للبنان يصون الدستور ويحفظ السيادة فلا يقايض الأولى بالثانية ولا الثانية بالأولى!
ليت هؤلاء يدركون أهمية الوحدة الوطنية وأهمية الإلتفاف حول المقاومة والدفاع عن حق لبنان المشروع بالتصدي للعدوان والإحتلال، ففي ذلك فقط تتحقق أمنية وقف العدوان ويدرك العدو وحليفه أن في لبنان مجتمعا متضامنا ومتماسكا، ولا يرضى ولن يرضى ببيع مساحات من أراضيه ولا بإيجار بعضها للعدو، (جبل الشيخ) كما حاولت الولايات المتحدة أن تسوّق قبل طوفان الأقصى.
إن الحوار الوطني اللبناني والوحدة والوطنية هما ركيزتان لصمود لبنان وتعافيه لاحقا، وإذا لم تتحق اليوم، فمتى يمكن ذلك؟