قالت الصحف: رئاسة الجمهورية تتقدم على وقع الحرب .. ولا بديل للتوافق
الحوارنيوز – خاص
هل اقتنع بعض اللبنانيين الآن بأنه لا بديل عن الرئيس التوافقي “غير الاستفزازي”؟
هل ستنجح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وشريكيه في خلق دينامية حوار وطني ينتهي بإنتخاب رئيس توافقي؟
وهل ستشكل هذه الخطوة مقدمة لدور أميركي – أوروبي بإلزام العدو وقف عدوانه على لبنان وتنفيذ القرار 1701؟
وهل كان حزب الله يعطل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، أم أن الانقسام الماروني – الماروني وإصرار جهة لبنانية على انتخاب رئيس “إستفزازي” يعزز الانقسامات الوطنية ولا يخرج لبنان من نفق الأزمات المختلفة، هما المانع الرئيس لإنتخاب الرئيس الجديد؟
أسئلة شكلت خلاصة افتتاحيات صحف اليوم، فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: الرئاسة وسط الحرب: واشنطن وباريس تدعمان جوزف عون؟
وكتبت تقول:
بدا واضحاً في الساعات الأخيرة أن إيران دخلت بقوة على خط إعادة ربط حرب لبنان بحرب غزة من خلال خطاب المرشد الإيراني في تأبين السيد حسن نصر الله وزيارة وزير خارجيته للبنان، بما يفسر إلى مدى بعيد انتفاء قدرة السلطة اللبنانية على ترجمة ما تعلنه الحكومة من تمسكها بتنفيذ القرار 1701. فيما لم يحظ هذا الموقف بأي ترجمة أو صدقية خارجية ما دام “حزب الله”، على رغم كل ما حصل ويحصل، يمضي في ترجمة التوظيف الإيراني للساحة اللبنانية واستغلالها.
وعلى أولوية رصد التطورات الميدانية المتصاعدة والملتهبة، برز للمرة الأولى تطور لافت استوقف المراقبين، وتمثل بما يُعتبر المؤشر العلني الأول لتعامل الولايات المتحدة مع الملف الرئاسي اللبناني من زاوية التطورات الحربية الجارية راهناً. إذ إن موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يريد استغلال ضعف “حزب الله” لانتخاب رئيس لبناني جديد، لافتين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن هناك فرصة لتقليص نفوذ “حزب الله” وانتخاب رئيس. وأشار الموقع إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا كمرشح للرئاسة.
وفي موازاة ذلك، تفيد مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين نقلاً عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، بأن إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو “بمثابة لبنان جديد دون “حزب الله”، وإسرائيل مقتنعة بأنها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد”. ويتصاعد قلق فرنسا على لبنان والنازحين والأوضاع الإنسانية، وترى باريس أنه حان الوقت لانتخاب رئيس بسرعة في لبنان. وقد أثنت باريس على جهود وليد جنبلاط مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري لمحاولة توحيد المواقف الداخلية من أجل انتخاب رئيس توافقي. وتتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي مع رئيسي المجلس والحكومة ووليد جنبلاط. ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وقد وافقت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على المشاركة فيه، ويسعى ماكرون إلى أن يكون المؤتمر على مستوى عال.
في غضون ذلك لم يتضح بعد مصير رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين الذي أعلنت إسرائيل أنها استهدفته بأعنف الغارات في الضاحية الجنوبية ليلاً، علماً أنه المرشح الأكثر تداولاً لخلافة السيد حسن نصر الله.
واتسم استهداف الطيران الإسرائيلي لمعبر المصنع الحدودي مع سوريا بصاروخين على الأقل، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، بخطورة بالغة لجهة التداعيات السلبية التي يرتّبها قطع المعبر. وأكّد وزير الأشغال علي حمية أن “القصف الإسرائيلي تسبب في إغلاق طريق استخدمه مئات الآلاف للفرار نحو سوريا في الأيام الماضية”، وإذ رأى “أننا مقبلون على حصار بري وجوي”، ناشد “المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لحماية المعابر”.
وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش يستعد لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي سيدفع بلواءين إضافيين إلى جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر صباحاً سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء، وتعرضت بلدة رميش الحدودية للمرة الأولى لاعتداء إسرائيلي بطائرة مسيّرة. كما تجدد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد الظهر غارتين متتاليتين مستهدفاً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي – الحدت حي الجامعة. واستهدفت غارة إسرائيلية صباحاً أحد شوارع المريجة، ما أدى إلى مقتل أحد المسعفين ووقوع إصابات لأشخاص أثناء تفقدهم المحلة.
وأكد “حزب الله” في سياق بياناته الميدانية أنه قصف بعد الظهر بالصواريخ قوات للجيش الإسرائيلي في سهل مارون الرأس وأوقعهم بين قتيل وجريح، كما أكد أنه اشتبك مع الجنود الإسرائيليين أثناء محاولتهم التسلل في اتجاه بلدة يارون. وأعلن قصف الكريوت شمال حيفا وقاعدة إيلانيا ومرابض المدفعية في جنوب كريات شمونة، وكذلك استهدف ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
- صحيفة الأخبار عنونت: أميركا مستعجلة لحصاد العدوان: انتخبوا جوزيف عون رئيساً كمدخل لوقف الحرب
وكتبت تقول:
ليست الجهات المحلية المعارضة لحزب الله من يستعجل استثمار الحرب الإسرائيلية فقط، بل يبدو أن الفريق الذي تقوده الولايات المتحدة، مدعومة من فرنسا وبريطانيا والسعودية، يتصرف على أساس أن لبنان «يمرّ بلحظة مناسبة لتحصيل مكاسب سياسية يمكن أن يكون لها تأثيرها حتى على مسار الحرب الإسرائيلية». ونقلت مصادر ديبلوماسية من واشنطن أن الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين والمستشار الرئاسي برت ماكغرك يدعمان بقوة «إبلاغ الجهات السياسية اللبنانية بأنه حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية يقدر على التعامل مع الأحداث الجارية ويحظى بثقة المجتمع الدولي». وتضيف المصادر أن هذا الفريق «يعتبر أنه لا يوجد الآن مرشح آخر غير قائد الجيش العماد جوزيف عون لتولي هذه المهمة، فهو يحظى بدعم كل الخارج، وقسم كبير من الداخل، ومن يعارضه قوى تدور في فلك حزب الله، والأخير يخسر كل أوراقه سريعاً وليس لديه القدرة على فرض أيّ شرط، بينما سيعتبر اللبنانيون أن عرقلته انتخاب سريع للعماد عون سبب في استمرار الأزمة».
ومع أن الديبلوماسيين يتحدثون عن أن «أهداف إسرائيل لا تتعلق بهوية الرئيس الجديد، وأن القدرة على وقف الحرب مستحيلة الآن»، إلا أنهم ينقلون عن المسؤولين الأميركيين أن «مسارعة اللبنانيين الى انتخاب عون وتشكيل حكومة، لا يملك فيها حزب الله وحلفاؤه الثلث المعطل، سيساعد في إقناع إسرائيل بوقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية عامة، تشمل ترتيبات جديدة في الجنوب ومن دون الحاجة الى إصدار قرار غير القرار 1701».
وتتصرف قوى لبنانية قريبة من فلك الأميركيين على أساس أن «هذا التغيير حاصل حتماً»، انطلاقاً من «اقتناعها بأن حزب الله يواجه أزمة كبيرة، وأن الأميركيين قالوا لهم إن الحزب خسر أكثر من 70 في المئة من موارده القيادية والعسكرية والمادية، ولن تحتاج إسرائيل الى وقت طويل حتى تجهز على مجموعاته العسكرية في الجنوب». ولفت في هذا السياق، الحديث عن اتصال هاتفي جرى بين النائبة ستريدا جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، دعته الى السير في تسوية «تحفظ ما تبقى من الحزب»، فيما رد جنبلاط عليها بأن من يفكر بهذه العقلية «يعتقد أننا أمام تكرار لتجربة عام 1982، وهو أمر يخالف الوقائع». ونصح جنبلاط جعجع بالتركيز على سبل وقف الحرب قبل أيّ شيء آخر، محذّراً من «مغامرة التفكير في عزل أيّ فريق آخر، والتقليل من حجم حزب الله وقوته».
وفي هذا السياق، نقل موقع «إكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «البيت الأبيض يُريد استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس جديد، وأن إدارة جو بايدن تعتقد أن بالإمكان فعل ذلك».
وفي وقت لاحق، قال هوكشتين، عبر موقع «أكس»، إن «هناك الكثير من التقارير الخاطئة وغير المسؤولة (التي انتشرت) خلال الأيام القليلة الماضية»، نافياً أن تكون الولايات المتحدة قد أعطت «الضوء الأخضر للعمليات العسكرية في لبنان». واعتبر هوكشتين أن «في النهاية، لن يسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم غير الحل الدبلوماسي».
جنبلاط حذّر جعجع من الرهان على تكرار تجربة 1982 والقوات تعارض مقترح عين التينة الرئاسي
وقد لاقت قوى محلية التسريبات الأميركية حيال التسوية الرئاسية، ولا سيما «القوات اللبنانية» التي بدأت العمل على «عرقلة وتعطيل المحاولات التي أطلقها اجتماع عين التينة بمشاركة بري وميقاتي وجنبلاط»، مدّعية أن «الفريق الآخر هو من يتحمل مسؤولية التعطيل بوضعه الشروط». وقالت القوات في بيان لها «ما إن أبدت القوات والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئاً فشيئاً، بدءاً بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مروراً بشرط تأمين توافق 86 نائباً، وهذا أمر مستحيل، وصولاً الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقياً». وعلّقت مصادر بارزة على هذا الكلام بأن «القوات والمعارضة حالياً تريدان تفخيخ أيّ مبادرة داخلية لأنهما تراهنان على نجاح إسرائيل في القضاء على الحزب وتعتقدان بأنّ أيّ مبادرة داخلية ستكون بمثابة خطوة تريح الحزب في الداخل وهذا ما لا تريده القوات ولا من يديرها في المملكة العربية السعودية».
وسط هذه الأجواء، فإن الثابت الوحيد الذي تتقاطَع عنده تقديرات القوى السياسية هو «أن القرار الإسرائيلي واضح باستمرار الحرب، وأن هدف العدو هو القضاء على حزب الله بكل المستويات، وليس بنيته العسكرية فقط». ولا تملِك هذه القوى غير سيناريو سوداوي تتحدث عنه لشرح مشهد المرحلة المقبلة، حيث «لا يُمكن التنبؤ بتاريخ انتهائه، لا بل هو مسار طويل ولا أفق له». ورغمَ الحركة الديبلوماسية الخارجية المكثفة التي تجري في موازاة حراك داخلي يدفع باتجاه ترتيب الاستحقاقات الداخلية، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، فإن تحقيق اختراق في هذا الشأن لا يزال مستحيلاً حتى اللحظة.
وكشفت مصادر مطّلعة على الاتصالات الجارية أن «اللغة التي يستخدمها المسؤولون الغربيون والعرب تنطلق كلها من أن المقاومة في لبنان انتهت»، لكن لكل جهة أسلوبها في طرح ما تريد. وبينما تتحدث الولايات المتحدة والغرب بصراحة عن أن المطلوب ليس تنفيذ القرار 1701، وإنما القرار 1559»، انضمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات إلى هذا الجناح الذي يتحدث بوضوح عن نظام سياسي جديد في البلد يدخل تعديلات جوهرية على تمثيل الطائفة الشيعية، مع استبدال شخصياتها المعروفة بشخصيات «تكنوقراط». فيما تتخذ الدوحة والقاهرة أسلوباً مغايراً عبر عرض مغريات مقابل تنازلات تقدمها المقاومة. وتعارض الدوحة والقاهرة خطة الرياض في ما يتعلق بـ«إقصاء حزب الله نهائياً عن السلطة». لكن ذلك لا يلغي أنهما مع الشروع في تطبيق القرارات الدولية التي تستهدف في النهاية سلاح المقاومة. وتعرض الدوحة أن تؤدّي دوراً كبيراً في إعادة الإعمار والاستثمار في لبنان.
والجديد في الحراك الديبلوماسي تمثّل بزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبيروت، الذي التقى بري وميقاتي، مؤكداً دعم الجمهورية الإسلامية للبنان. وقال ان بلاده «كانت وستبقى داعمة لحزب الله وللشيعة وللبنانيين»، و«تدعم المساعي الرامية لوقف إطلاق النار، شرط مراعاة حقوق الشعب اللبناني، وأن تكون مقبولة من قبل المقاومة وأن يكون متزامناً مع وقف لإطلاق النار في غزة».
- صحيفة الأنباء عنونت: حراك مستمر لخلق مبادرة وطنية شاملة… و”التقدمي” يواصل مساعيه
وكتبت تقول:
على وقع النار والغارات والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، يتواصل الحراك السياسي بحثاً عن مخارج تؤدي إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى تطبيق القرار 1701، وسعياً بإيجاد خرق ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي من أجل انتخاب رئيس توافقي قادر على إدارة المرحلة الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وإدارة مفاوضات وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، كانت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بكركي، وجولة عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، مكلّفاً من الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، حيث التقى ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وكتلة تجدد، وكان التقى أمس الاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، على ان يستكمل لقاءاته في الساعات المقبلة.
وكانت مواقف أبو فاعور واضحة خلال جولاته، مشدداً على أن هدف اللقاء الثلاثي في عين التينة كان بحث خارطة طريق وطنية والخروج من الحرب والفراغ في رئاسة الجمهورية، مضيفاً “اختبرنا بعض الأفكار الايجابية، وقاعدة القناعة تتوسّع من أجل المساعي المبذولة لوقف إطلاق النار وكسر الجمود الرئاسي”.
وكشف “أننا نعمل على تحويل الأفكار إلى مبادرة وطنية شاملة ونستدرج مبادرة خارجية لوقف الحرب في لبنان والمطلوب طرح صيغة وطنية للخروج من الأزمة”.
في هذه الأثناء، لم يتوقف القصف الاسرائيلي على لبنان طوال يوم أمس، فمنذ ساعات الفجر الأولى وطوال النهار شنّ الطيران الحربي عشرات الغارات التي توزعت بين مختلف المناطق اللبنانية وصولاً الى الضاحية الجنوبية ومخيم البداوي في طرابلس.
وتستمر المواجهات الميدانية جنوباً، في اشتباكات تكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وإن كان لا يعترف بها، كما تشير مصادر أمنية عبر جريدة الأنباء الالكترونية.
وتحدثت المصادر الأمنية عن أسباب التفوّق الميداني للمقاومة الإسلامية، مذكّرة بالمواجهات التي شهدها الجنوب في حرب تموز 2006، فحزب الله يعرف طبيعة الأرض ما يمنحه موقعاً دفاعياً متقدّماً، إضافة الى اللحظة التي يقاتل فيها في ظل الوحشية الاسرائيلية والاغتيالات التي استهدفت قادة كبار في صفوف الحزب لا سيما الأمين العام السيد حسن نصرالله، ما يعطي المقاتلين دفعاً كبيراً في أرض المعركة.
واعتبرت المصادر أن حزب الله يملك أريحية أكبر في الحرب الميدانية، وهو قادر على تسديد ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي إذا ما قرر التوغّل أكثر داخل الأراضي اللبنانية، ولن تكون المهمة سهلة.
وفيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية ليل أمس عن حدث أمني كبير عند الحدود مع لبنان، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله أن “مجاهدو المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معاد عند الحافة الأمامية في الجنوب ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ”.
ولاحقاً، صدر عن حزب الله البيان الآتي: دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، ولدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 11:00 من مساء يوم الجمعة، اشتبك معها مجاهدو المقاومة الإسلامية مما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة وأُجبرت على التراجع وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى”.
بالتزامن، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت، لتعطي جرعة دعم لحزب الله، مؤكداً خلال جولته على المسؤولين الرسميين أن المقاومة في لبنان ستنتصر وأن طهران لا زالت على دعمها السابق للبنان.
وتعليقاً على هذه الزيارة، قال الوزير السابق رشيد درباس في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أنها جاءت في غير محلها، مضيفاً: “نحن اليوم في ورطة كبيرة وهو أتى لتجديد المعزوفة القديمة ذاتها”.
ورأى درباس بأننا كلنا خاسرون، واصفاً اللحظة التي نمرّ بها بأنها لحظة التضامن الوطني ووجوب الانتصار لبعضنا البعض دون تمييز.
وعن كلام عرقجي حول مساندة غزة، سأل درباس: “أين غزة وماذا حل بأهلها؟”.
وحول المواجهات الميدانية على الأرض، توقع درباس أن تكون خسارة اسرائيل جسيمة لأن هناك فرق كبير بين الكومندوس والمشاة، مضيفاً “لكن لا ننسى أننا أمام جيش مدجج بأحدث الأسلحة التكنولوجية ولديه قيادة أركان تعرف كيف تخطط لحروبها”.
أيام صعبة يعيشها لبنان، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، ولا يبدو الأفق واضحاً حتى اللحظة في ظل الجنون الإسرائيلي الذي يستبيح البلد من دون أي رادع.