مبادرة الثلاثي بري وميقاتي وجنبلاط تحط في معراب وبكفيا.. والأجواء “غير ناضجة” قواتيا!(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
حطت مبادرة اللقاء الثلاثي الذي جمع أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووليد جنبلاط ،على طاولة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب،ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل في بكفيا، لإختبار مدى التفاعل الإيجابي للقوات والكتائب مع النقاط الثلاث التي تضمنتها المبادرة وهي: الموقف الموحد من العدوان على قاعدة الإلتزام بتنفيذ القرار 1701، إنتخاب رئيس للجمهورية “غير استفزازي” لأي طرف، ومقاربة وطنية لملف النازحين تجنباً لتداعيات داخلية قد تفتح جرح الإحتراب الأهلي وتعيد لبنان الى مناخات الحرب الأهلية اللبنانية…
إشارة الوزير السابق وائل أبو فاعور إلى أن اللقاء جرى بتكليف من الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والرئيس الحالي للحزب تيمور جنبلاط، لا تبدد حقيقة أن الزيارة كانت منسّقة مع “الثلاثي” وبتكليف غير مباشر منه.
وإذا كان حزب القوات اللبنانية يدور في حلقة “صمت” رسمي فإن المؤشرات تفيد بأن “القوات” دخلت “مرحلة صمت” لسببين:
- لأن موقفها من حرب الإسناد ومن الموقف من سلاح المقاومة واضح، لا لبس فيه، لكنها في مثل هذه الظروف آثرت الصمت لأن الكلام الآن وتظهير هذا الموقف قد يتسبب بخلق مناخ إنقسام حاد “سيترتب عليه تداعيات تمس بمشاعر فئات لبنانية تعاني من ظروف مؤلمة ومحزنة ومؤسفة” فضلا عن التداعيات الأمنية المحتملة.
- أما السبب الثاني فإن “القوات” تراقب بصمت مجريات المعركة ونتائجها لتبني على الشيء مقتضاه!
وبحسب الوزير أبو فاعور فإنه وضع “القوات” في أجواء اجتماعات الأمس التي تشكّل “محاولة لوضع خارطة وطنية تخرجنا من الوضع المأساوي الذي نعيش”.
وشرح ابو فاعور حيثيات هذه “الخارطة التي ترتكز الى 3 نقاط اساسية، “تتناول النقطة الاولى مسألة وقف العدوان الاسرائيلي واستعداد لبنان الرسمي والسياسي لتطبيق القرار الدولي 1701 ووقف إطلاق النار بشكل فوري وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ليقوم بمهماته مع قوات الامم المتحدة”،وذلك “بهدف رئيسي هو كسر السردية الاسرائيلية التي تقول ان لبنان لا يريد تطبيق القرار 1701 واستغلالها على مستوى المجتمع الدولي، بغية عدم التوصل الى وقف إطلاق النار”، وأكد “حاجة لبنان الى مبادرات دولية ولو انه لا مبادرة او مسعى دوليا على الطاولة”، وقال: “من هنا نحن نحاول عبر موقف لبناني استدراج هذا التدخل الدولي لوقف العدوان المستمر”.
اضاف: “اما النقطة الثانية في خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها، فتمحورت حول ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل المستجدات الكثيرة التي يمكن البناء عليها لإنهاء الفراغ الرئاسي، ولا سيما ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مرن جدا ويُعوَّل عليه بعدما زالت الاعتبارات والتحفظات والاشتراطات نتيجة الظروف القائمة، وبالتالي نعتقد انه بات هناك اساس سياسي مرن يمكن البناء عليه”.
وتابع: “أما النقطة الثالثة، فركّزت على الموقف الوطني الجامع في اغاثة النازحين والوقوف الى جانب ابناء شعبنا، هذه المسألة التي يجب ان يعتبر الجميع انه معني بها، ليس من باب التضامن الوطني بل لتفادي اي ارتدادات سلبية قد يشهدها الوضع الداخلي”.
واكد ان “الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي يحاولان من خلال هذه المبادرة توسيع رقعة التفاهم الذي حصل بالأمس، والتواصل مع القوى السياسية الاخرى لإيجاد توافق أكبر على خارطة الطريق التي ربما ستشكل فرصة سانحة للخروج من الوضع الذي نتخبّط فيه”.
وكشف ردا على سؤال، انه “لمس تجاوبا من قبل رئيس حزب “القوات” في عدد كبير من القضايا، فيما يحتاج بعض منها الى تدقيق أكثر، ولكن الأجواء ايجابية ويمكن البناء عليها”.
الخلاصة التي انتهى اليها أبو فاعور تشير إلى أن الظروف لم تنضج بعد لدى القوات اللبنانية لفتح كوة في جدار الصمت الموازي لرفض الحوار الوطني.
وتقول المعلومات بأن رئيس حزب القوات جعجع، طمأن أبو فاعور بأن القوات لن تسمح بأي مساس بالسلم الأهلي، لا بل هي متعاطفة إنسانياً مع كل النازحين، لكن هذا لا يعني أن نسلم بحوار يتجاوز الأصول الدستورية حيال ملف الرئاسة”.
وتضيف المعلومات بأن جعجع سأل أبو فاعور عن “اقتراحات عملانية وليس أفكار عامة”، وما إذا تنفيذ القرار 1701 سيكون حقيقي أم شكلي؟ فالأهمية هي لتسليم سلاح حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية، وليس في الجنوب فحسب، فهل هذا هو المطروح في المبادرة الثلاثية؟
بإنتظار الأجوبة التي قد تأتي من جانب أبو فاعور، والتي قد تجيب عنها وقائع المواجهات مع العدو، فإن أجواء اللقاء لا تبدو إيجابية والمخاوف من مخاطر داخلية جدية تواكب العدوان الإسرائيلي أمر يستحق التنبه منه.
في بكفيا
وبعد لقائه أبو فاعور وراجي السعد في بكفيا ،صرّح رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، قائلًا: اطلعنا على الاجتماع الثلاثي الذي بالشكل لم يكن موفقا، لكن المهم المضمون حيث أقرت الدولة بفصل المسارات بين لبنان وغزة، وهذه المرة الأولى التي يؤكد فيها على فصل المسار إضافة الى التزام الدولة بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، وهذا أمر مهم جدًا”.
وتابع الجميّل: “الأهم أن يتوقف القتل والدمار، فاللبنانيون مشردون ولا ذنب لهم في ما يحصل هم ضحايا ما يحصل، لبنان كله ضحية ما يحصل، وما من لبناني لا يتعرض للأذى، وما يهمنا وقف الحرب وان يعود الناس الى منازلهم”.
وأشار الى أنّ “الأولوية هي لوقف التوغل البري الإسرائيلي وهذا يتطلب ان تتحمل الدولة مسؤوليتها وان يتجاوب حزب الله مع الدولة والمبادرة، ويقبل بانتشار الجيش على كامل أراضي الدولة اللبنانية، وبعد هذه المرحلة لا بد من خطوات كثيرة يتم الحديث فيها عن الانتخابات الرئاسية، وهذا مطلب أساسي ولكن بعد كل ما حصل لا يمكن الرجوع الى ما قبل 7 تشرين الأول، ومن غير المسموح لاحد أن يورط البلد بما يحصل من حرب او ازمات كالتي ندفع ثمنها اليوم”.
وأكّد، أن “هذه المرحلة تتطلب تكاتفًا وطنيا، وممنوع أن يشعر أحد انه مهزوم،والأهم ألا أحد يكون مكسورًا وأن نحضن بعضنا البعض وان نفهم أن أي حل لا يمكن لأحد أن يقوم به منفردًا، والمطلب هو بالاعتراف بشهدائنا وتاريخنا .هذا ما ننادي به منذ عشرات السنين وحان الوقت لنعترف بتضحيات بعضنا البعض”.
ولفت الى أنّ “البلد يجب أن يبنى بالشراكة لكن هناك خطوتان: تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة النازحين الى بيوتهم وأن تستمر الدولة بالموقف الذي أعلن أمس، والرئيس بري مسؤول وعليه أن يلعب دورًا مع حزب الله، من ثم علينا ان نتعلم من تجاربنا كيف يعيش أبناؤنا بازدهار وبصفحة مشرقة”.
وقال الجميّل: “لن نتوقف عند شكل لقاء عين التينة، فبقدر ما كان مزعجًا، إنما المهم الموقف الرسمي وأن لبنان لا يبنى إلا بالشراكة ولو كان هناك طرف ناقص لكننا نتواصل مع المعارضة وكل الأفرقاء، ونحاول ان نضع الايجابات والدفع بأن يهدأ البلد ويبنى على أسس متينة وليس على العورات كما حصل في السابق”.
من جهته رد أبو فاعور على انتقاد الجميل للقاء الثلاثي من حيث الشكل،فقال إن اللقاء ليس محورا جديدا ،وبالتالي لم يكن ممكنا دعوة طرف مسيحي واحد في ظل التعدد الحاصل .