رأي

الصواريخ الإيرانية…ونهاية الصبر الإستراتيجي !(نسيب حطيط)

 

كتب د. نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

بدأت إيران الثأر لسيادتها ولقادة محور المقاومة ،بضربة صاروخية مكثّفة،خرقت جدار صوت  “الصبر الاستراتيجي” فبادرت اميركا والغرب، لخلع الأقنعة والقفازات وأعلنوا صراحة إلتزامهم بحماية امن اسرائيل وإعلان حلفهم العالمي المستتر والبدء بالعمل الميداني الواضح ضد محور المقاومة!

ان الصواريخ الإيرانية، أمر كان لابد منه ولو جاء متأخرا بسبب المراهنة على تنفيذ التعهدات الأميركية كما أعلن الرئيس الإيراني” بزشكيان” وعليه ان يستمر ،لأن الصراع بين المحور الامريكي والمحور المقاوم ،بلغ مرحلة “كسر العظام”، كما اعلنت اسرائيل وامريكا وجوب تفتيت قوى المقاومة ابتداء من لبنان بعد انهاك المقاومة في فلسطين وأبادة” غزة” واستكمال إبادة حركات المقاومة، بشكل تسلسلي بدأ في فلسطين وانتقل الى لبنان “حجر الرحى” والمرتكز الاساس لمحور المقاومة.

يعمل التحالف الامريكي الاسرائيلي وفق المعادلة “التلمودية”: “اقتله.. اولاً” لكل من تفترضه عدواً او مقاوما لمشاريعك الاستعمارية، واقتل نساءه واطفاله ودمّر بيوته واحرق زرعه. انه قانون “التلمود “وليس القانون الدولي او الانساني او الاخلاقي !

كان لابد من انطلاق الصواريخ الإيرانية، لحفظ المعنويات لجمهور محور المقاومة ولوضع حد للاستباحة الأمريكية-الإسرائيلية لدول محور المقاومة ،خاصة بعدما أعلن” نتنياهو”( انه يعيش اياماً رائعة وينوي تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط).

الصواريخ الإيرانية والردود الإسرائيلية_الأمريكية عليها والتي ستشمل كل الشرق الأوسط، كما أعلن الجيش الاسرائيلي ،سترسم بقذائفها وصواريخها حدود الدول والبيانات في المنطقة العربية والشرق الاوسط الكبير ، لتحقيق الاهداف التي مهّد لها “الربيع العربي” وفشل في استكمالها وتم استبدال الجماعات التكفيرية كجيش بديل، بالجيوش الأصيلة (الأميركية والإسرائيلية والفرنسية والأوروبية وبطبيعة الحال جيوش العرب المطبّعين).

تعيش المنطقة ظروفا سياسية وعسكرية، تشابه الظروف التي انتجت “سايكس_بيكو” لتحديد الحدود والدول ،لتقسيم جديد للمنطقة وتغيير كياناتها وحدودها مع عمليه تغيير”ديموغرافي” بناء على الانتماءات الطائفية والمذهبية والقومية والمنطقية والتي يمكن ان تستغرق فترة زمنية ،لسنوات ضمن “عشرية التغيير الاستراتيجي للمنطقة”

بدأت اميركا اعدادها ،لتحالف دولي جديد ضد محور المقاومة، كما اسّست التحالف الدولي لحرب “الخليج الأولى” ثم  “الثانية” على ان تعتمد خطة الحرب،المتسلسلة على دول وحركات المقاومة للقضاء عليها “بالمفرق والاستفراد” وفق جدول زمني، فاذا استغرق القضاء على المقاومة في غزة ،سنة كاملة مع بقاء جزء منها للمشاغلة، فقد بدأت سنة الحرب على المقاومة في لبنان!

ان الصواريخ الإيرانية، ستساهم في عرقلة المخطط الأمريكي وعدم استفراد ما تبقى من محور المقاومة ومغادرة دائرة “الصبر الاستراتيجي” او المفاوضات المخادعة والتضليلية الى مرحلة وحده الجبهات التي تحصّن محور المقاومة لمواجهة الهجوم الاميركي ،ربما يستطيع كبح جماح المشروع الامريكي او عرقلته او تأخيره !

سيبادر التحالف الامريكي العالمي لتوجيه ضربة لإيران، اما بإغتيالات مركزية او ضرب المفاعلات النووية وغيرها من المواقع الاستراتيجية رداً على الصواريخ الإيرانية وتحذيرا بوجوب عدم التدخل لمساعدة المقاومة في لبنان او العراق او اليمن وفلسطين !

لا خيار امام محور المقاومة الا القتال والمقاومة ومغادرة دائرة التردد والصبر الاستراتيجي التي الحقت الخسائر الكبرى به وخسرت كل قياداتها العسكرية والسياسية والميدانية والتي سهّلت على العدو الاسرائيلي قطع الرأس المخطط والقائد والرمز.

ان المشروع الاستعماري الغربي الذي سيطر على العالم منذ الحرب العالمية الثانية والذي خسر بعض أوراقه، لكنه استعاد معظمها عبر هجومه وحقّق تفكيك الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية ثم استباح العالم ، يعود للامساك بالعالم كمستعمرة خاصة بالغرب ومفاهيمه وثقافته وسياساته بقوه السلاح ومصادره القانون .

انها معركة مواجهة الاستعمار الغربي العالمية والتي يخوضها الاسلام التحرري وحيدا، بالتلازم مع اشغال روسيا بحرب اوكرانيا وحياد الصين المنتظرة على رصيف السياسة والاقتصاد والتي ستتوجه اليها امريكا بعد القضاء على خصومها في بقية العالم !

المعركة طويلة ولابد من خوضها ،لحفظ الكرامة والحقوق، لأننا بين خيارين ،اما العودة للعبودية السياسية والاقتصادية والثقافية والاعتقاد “بالديانة الإبراهيمية” والمثلية والشذوذ الأخلاقي والسياسي او مواجهة القتل والتدمير ،لكننا سنختار المواجهة والمقاومة على صعوبتها وقساوتها وعذاباتها، وعلينا ان نعيد مراجعة خططنا للمواجهة، بما يحفظ  وجودنا وديننا ويطيل زمن المواجهة والمقاومة، لعلّنا نستطيع هزيمة هذا المشروع الأخطبوطي المتوحش .

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى