حسن علوش – الحوارنيوز
السياق الذي تسير وفقه مجريات العدوان الإسرائيلي على لبنان تشي بوجود أربع مراحل للعدوان:
المرحلة الأولى: ما نشهده اليوم من عمليات قصف مركزة تستهدف مخازن الأسلحة المركزية، المنصات الصاروخية، أمكنة تواجد المجموعات العسكرية للمقاومة، إغتيال ما أمكن من القيادات الرئيسية في هيكلية المقاومة، المدنيين في مختلف قرى الجنوب بإستثناء قرى قضاء حاصبيا وقرى قضاء جزين.
المرحلة الثانية: الى جانب الأهداف الأولى سيبدأ العدو بإستهداف مناطق معينة في بيروت العاصمة لمزيد من الضغط على “البيئة” وتقليب الرأي العام اللبناني، سيما وأن العدد الأكبر من العائلات النازحة لا قدرة مادية لها على الصمود ما يكفي معيشيا وإجتماعيا.
المرحلة الثالثة: استهداف كافة المعابر الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسورية لقطع خطوط الإمداد وفتح باب البحث بشأن آلية دولية تكون مسؤولة عن مراقبة الحدود البرية بين لبنان وسورية.
المرحلة الرابعة: استهداف سورية وضرب بنيتها العسكرية ومؤسساتها الدستوية والتمهيد لإعادة البحث في تغيير النظام وفقاً للأجندة العربية –الأميركية التي بدأت تحت شعار ما سمي بالثورة السورية بقيادة المجموعات التكفيرية بدعم من بعض الأنظمة العربية والغربية.
هل سيتحقق هذا السيناريو؟
التقديرات تفيد بأن ثمة إستحالة.
فالقضية تتوقف على قدرات المقاومة النوعية. ومن ثم قدرة المحور أن يكون قادرا على المواجهة الشاملة.
وفي هذا السياق يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
– إن اشتداد الخناق المتدرج على المقاومة وجمهورها سيدفع الأخيرة لخوض معركة “صولد” على مختلف المحاور.
– هذا يعني إعلان رسمي عراقي – سوري بأن البلدين دخلا الحرب الشاملة.
– لا يمكن لإيران الدخول في مواجهة مباشرة مع العدو لا يسبقها غطاء عربي بالحد الأدنى. فهي كدولة اعتمدت منذ مدة نهج تعزيز المقاومات داخل كياناتها لأنها هي الأقدر على المواجهة ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
– كما أن هذا السيناريو لا يمكن أن يحقق نجاحا خارج إطار التغطية الدولية من حليفين يلتزمان الحياد حتى الآن هما الاتحاد الروسي والصين.
– سيناريو ثالث قد يجد طريقه إلى التقدم وهو “سيناريو بري” الذي يوافق على ترتيبات أمنية في الجنوب شرط أن تكون ضمن أجندة واضحة وملزمة لتنفيذ القرار 1701.. على أن يبدأ الأمر بموافقة مسبقة واعلان واضح من قبل العدو بمثل هذا الإلتزام.
– ما يبدو واضحا أن العدو يرفض تنفيذ القرار 1701، كما يرفض تنفيذ أي من القرارات الدولية في حالتي فلسطين ولبنان ما يعني أن الأرجحية للسيناريو الأول.
ما لم يشعر العدو بوجع يتجاوز وجعنا لن يرضخ لأي سيناريو لوقف إطلاق النار لا في غزة ولا في لبنان.