رأي

العلامة الخطيب العائد من طهران: ليس أمامنا إلا الصبر.. ولا مجال للتهاون والسقوط أمام مطالب العدو

 

 الحوارنيوز- محليات

عاد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب اليوم من طهران ،بعد زيارة استمرت أسبوعا شارك خلالها في مؤتمر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والتقى عددا من المسؤولين الإيرانيين.

 وتحدث في المطار عن الزيارة وتطورات الاحداث في ظل العدوان الصهيوني على لبنان فقال:

أولاً لا بد من توجيه التحية إلى شعبنا المضحي الذي تعرض لعدوان إسرائيلي همجي وإنتهاك هذا العدو كل القيم الإنسانية وكل الأعراف والقوانين الدولية ، ويريد أن يظهر نفسه انه هو المُعتدَى عليه ونتيجة هذا العدوان هو يدافع عن نفسه، و هذا خطاب للذين يتوجهون إلى العدو الصهيوني ويقولون عنه إنه يحق له أن يدافع عن نفسه، فيما هو المعتدي وهو المحتل وهو القاتل وهو المجرم، وهو الذي بكل التقارير الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية كلها وجهت التهمة اليه  لخرقه كل القوانين والأعراف وعدم مراعاة حقوق الإنسان.

 إلى هذا العدو الذي قتل وجزر في الشعب الفلسطيني وقصف البيوت على أهلها، إنه يريد اليوم بهذا العدوان على جنوب لبنان أن يعيد الكرة، نحن نقول للعالم أن هذا العدو خرق كل القوانين الدولية وخرق القرار ١٧٠١ تحت أنظار العالم كله وأمام الرأي العام العالمي، و هو الذي يخرق القرار ١٧٠١ ونحن المطالبون بأن نطبق القرار ١٧٠١ فيما نحن الذين طبقنا القرار ١٧٠١ بشهادة ممثل الأمم المتحدة والقوات الدولية في لبنان، وأن العدو الإسرائيلي هو فقط الذي خرق هذا القرار. لذلك لن نسمح لهذا العدو مهما بلغ إجرامه أن يتمادى في العدوان على لبنان، ونطالب الأمم المتحدة وكل القوى الدولية والمبعوثين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان للضغط على شعبنا وعلى المقاومة المعتدى عليها وعلى شعبنا وعلى الدولة اللبنانية في أن تستجيب تحت الضغط الإسرائيلي وبالقوة إلى ما تريده لن نقبل بهذا، وعلى الأمم المتحدة والقوى الدولية أن تضغط على العدو الإسرائيلي كي  يوقف عدوانه على لبنان وعلى جنوب لبنان الذي دمرت قراه والذي قتل أبناؤه من المدنيين، حيث اعتدى العدو على السيارات والطرقات وعلى المواطنين في بيوتهم، ونطالب مجلس الامن  أن يطبق قرارته الدولية وأن يذهب لتطبيق القرار ١٧٠١، و أن يفرض هذا على العدو الإسرائيلي الذي لم يتجاوب ولم يطبق القرار على الإطلاق.

  نأمل أن يتحقق ذلك وأن تقوم الدول التي تأتي إلى لبنان كي تمارس الضغط على المعتدي وعلى من يخالف القرارات الدولية ويمنع تطبيق القرارات الدولية ويعتدي على القرى الآمنة وعلى المواطنين  وعلى المدنيين وعلى المنشآت المدنية أن يلزم بتطبيق القرار ١٧٠١ فلبنان واللبنانيون ليسوا هواة حرب، وإنما هم يدافعون عن أنفسهم ويريدون تحقيق الأمن والإستقرار لقراهم وأبنائهم في جنوب لبنان.

وهنا لا بد في هذا الظرف الصعب الذي عاشه أهلنا في الجنوب وفي البقاع الغربي وفي البقاع الشمالي والأوسط، هؤلاء الذين تعرضوا في هذين اليومين إلى الهجمات الوحشية الإسرائيلية، أوجه لهم التحية وأوجه تحية الإكبار لشهدائنا ولأهاليهم بالعزاء والتبريك الذين دفعوا ثمن عزتهم وكرامتهم ولم يرضخوا لهذا العدو، وهم يعرفون ويعلمون بأن هذا العدو لا يستجيب لا لقرارات دولية وليس لديه شعور إنساني على الإطلاق.

أوجه لأهالي الشهداء هذه التحية تحية الإكبار الذين لهم حق على اللبنانيين جميعاً .هم دافعوا عن لبنان ولم يدافعوا عن طائفة ولم يدافعوا عن منطقة، وإنما دافعوا عن كرامة اللبنانيين جميعاً لأن الجنوب والبقاع هو جزء من لبنان ومن سيادة لبنان ومن دون الجنوب والبقاع وأي جزء من لبنان ليس هناك سيادة، السيادة لا تكتمل ولا تكون أصلاً إذا كان هناك جزء من لبنان تُنتهك سيادته. كما أتمنى للجرحى الشفاء العاجل، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلوب أهلنا وأن يصبروا هذه الأيام القليلة إن شاء الله. صبروا أياماً قليلة فأعقبتهم راحة طويلة، ليس أمامنا إلا الصبر ولا مجال للتهاون والسقوط أمام مطالب العدو الإسرائيلي ومن يدعمه أو الضغوط للمبعوثين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان لممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية التي أوجه لها التحية، وقد قامت بما يمكنها القيام به في المجال الصحي وفي سائر المجالات، وإن كان الوضع يتطلب أكثر . فالنازحون على الطرقات يحتاجون إلى المزيد من العناية.

 كما أشكر اللبنانيين جميعا الذين إستضافوا إخوانهم من اللبنانيين ومدوا لهم يد العون ومواطنيهم هم إخوانهم، أشكر كل الذين تعاونوا مع مواطنيهم، مع أهلهم الذين إضطروا إلى ترك ديارهم دفاعاً عنهم وعن لبنان جميع،ا وليس فقط دفاعا عن الجنوب كما ذكرت أو البقاع، اللذين تعرضا إلى هذا العدوان الهمجي وإضطروا إلى ترك بيوتهم وبعضهم إستشهد في هذه البيوت وفي الساحات وبعضهم بقي في أرضه صامدا رغم الضربات الوحشية التي يقوم بها هذا العدو.

أنا في هذه الفترة التي كنت غائباً فيها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كنا دائما مشغولين في كيفية دعم لبنان مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أوجه لها التحية والتي كانت أول من قدم للبنان المساعدة، وهرعت لتقديم المساعدة خصوصا في المجال الطبي، ولاسيما في مجال أخذ الجرحى ومعالجتهم في مستشفيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد تشرفت بلقائهم وبزيارتهم وأطمئن أهلهم ان معنوياتهم عالية جدا. لقد أخذت أنا منهم المعنويات ورغم جراحهم الكبيرة وآلامهم الكبيرة أوجه لهم ولأهلهم التحية، وأسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل لهم ، هناك عناية كاملة بهم لا يحتاجون إلى شيء، هناك عناية كاملة لم يحتج منا سواء الأطباء أو المسؤولين اي توصية في هذا المجال وأنا رأيت هذا بأم العين .

 الحمدلله رب العالمين أن وفقت لزيارة بعض الجرحى وليس الجميع لضرورات، ولكن رأينا البعض وطمأنني المسؤولون والأطباء بأن  أوضاعهم، أوضاع الأكثر منهم سوف تتحسن ان شاء الله ، وبقدرالإمكان يمكن ترميم ما يمكن ترميمه من إصاباتهم. كما شاركنا في مؤتمر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وكانت لنا لقاءات مع كثير من المشاركين في هذا المؤتمر الدولي، وكان شعارنا في هذا المشروع المشترك للوحدة الإسلامية بين بلدان العالم العربي والعالم الإسلامي، وأن يكون هذا عبر الدول الرسمية والدخول إلى البلدان عبر أبوابها، والتواصل مع سائر أبناء هذه البلدان عبر المؤسسات الرسمية، وإن شاء الله هناك عمل حثيث وجهد كبير تبذله هذه المؤسسة مؤسسة التقريب بين المذاهب ولتوحيد الروئ ببن المسلمين، وهناك اهتمام خاص بالموضوع الفلسطيني واللبناني، فهم يعتبرون القضية قضية واحدة، الجبهة في لبنان والجبهة في فلسطين هي في مواجهة هذا العدو الشرس الذي لا يفرق بين الطوائف وبين المذاهب  في اجرامه، وإنما يحاول أن يفرق بينهم وأن يوقع الفتنة في ما بينهم من أجل مصالحه وتحقيق مصالحه . هناك أعتقد  أسلوب جديد في التعاطي مع موضوع التقارب، في موضوع التقريب بين المذاهب في موضع عمل الوحدة بين المسلمين، وإن شاء الله هذا العمل هو طبيعي لأن هذا العمل يحتاج إلى وقت ويُستفاد من التجارب التي مر بها، وكانت هناك نجاحات وإخفاقات وإن شاء الله هذا الموضوع يتكامل شيئاً فشيئاً وأن يصل إلى غايته المرجوة.

طبعاً تشرفنا بلقاء سماحة الامام القائد السيد الخامنئي في لقائه المشاركين في المؤتمر،  حيث أكد سماحته على دعم  لبنان وفلسطين وضرورة توحد المسلمين جميعا لمواجهة هذا العدو، كما  دعا إلى العمل الجاد من أجل دعم الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني ليستطيع أن يقاوم وأن يستمر في المعركة التي ستنتهي بإنتصار الشعبين اللبناني والفلسطيني والعالم الإسلامي إن شاء الله.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى