رأي
انقلاب الصورة: لبنان جبهة رئيسية.. وغزة والضفة جبهة إسناد!(نسيب حطيط)
كتب د.نسيب حطيط – الحوار نيوز
-
على مشارف العام الثاني للحرب بين محور المقاومة والتحالف الأميركي، انقلبت الصورة والأدوار عما سبق، حيث كانت غزة جبهة الحرب الرئيسية وجبهة لبنان جبهة الاسناد الاولى وتبعها الأخوة في اليمن والعراق، لكننا بدأنا منذ أسبوعين مرحلة جديدة، لتكون جبهة لبنان هي “الجبهة الرئيسية” وجبهة غزة والضفة جبهة اسناد ومشاغله مع اليمن والعراق!
والسؤال المطروح …لماذا اتجهت اسرائيل واميركا وحلفاؤها العرب والغربيون الى جبهة لبنان ؟
في اليوم الثالث لعملية “طوفان الأقصى” صرّح عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين،بوجوب التوجه شمالا وخوض الحرب هناك ،مع ان العمليات انطلقت من غزة، لأن العقل الاسرائيلي يعتبر ان اول مسمار في “نعش” الكيان المحتل،قد غرسه المقاومون اللبنانيون بعد اجتياح عام 1982 عندما انهزم الجميع وذهبوا لتوقيع اتفاقيات “أوسلو” والتطبيع والاستسلام، وبقيت ثلة من اللبنانيين الوطنيين على اختلاف احزابهم وعقائدهم يقاومون العدو الاسرائيلي والذي انهزم مدحورا عام 2000 وتم تحرير الجنوب ،لأول مره في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي بدون قيد او شرط او إتفاقية سلام او هدنة !
حاول العدو الاسرائيلي ان يمسح عار هزيمته ، عبر قراره بالانسحاب بشكل تلقائي، لكنه كان قراراً تحت ضربات المقاومة والخسائر البشرية والعسكرية والمعنوية التي الحقها المقاومون بالجيش الذي لا يقهر،لكن تم قهره في لبنان فخاض حرب تموز عام 2006 لعلّه يسترجع بعض معنوياته ويعود لفرض إرادته ،فأصيب بالهزيمة مرة اخرى وأضاف نقطة أخرى في سجل الثأر من المقاومة.
يحمّل العدو الاسرائيلي المقاومة في لبنان، مسؤولية تجهيز المقاومة في فلسطين بعد اتفاقيات اوسلو والتخلي عن الكفاح المسلح من قبل السلطة الفلسطينية، فأحتضن البذرة الاولى لحركة “حماس” في مخيم “مرج الزهور” ثم واصل امدادها بالصواريخ الإيرانية و “الكورنيت” السوري والتدريب والدعم ونقل الخبرات، وبالنسبة للعدو الاسرائيلي كل صاروخ وعملية في الداخل الفلسطيني “تتحمل المقاومة مسؤوليتها لأنها شريكة فيها.
يحمّل الامريكيون والعرب المقاومة في لبنان مسؤولية منع سقوط النظام والدولة في سوريا، وأنها استطاعت دعمه مع بقية الحلفاء. وهذا ما أطاح بمشروع “الربيع العربي” الذي كاد ان يمسك بزمام المبادرة ويلقي القبض على الأنظمة والشعوب والثروات ،ولذا لابد من الثأر من هذه المقاومة.
تعتقد اميركا واسرائيل والغرب ان اسقاط ايران وحصارها يجب ان يبدأ، بالقضاء على المقاومة في لبنان ،لأن هذه المقاومة كانت الرئة التي تتنفس منها ايران سياسيا وعسكريا منذ انتصار الثورة الإسلامية ولا زالت حتى الان تقوم بمهمة ” رئيس اركان محور المقاومة “الذي لا تستطيع ايران لاعتبارات دولية وقومية خصوصا ،ان تقوم بهذا الدور. ويعتقد الاميركي ان اسقاط “حجر الدومينو” الاول المتمثل بالمقاومة في لبنان، سيؤدي الى تساقط احجار “الدومينو” لمحور المقاومة وقلعته الأخيرة في ايران، لذا تتحمّل المقاومة في لبنان مسؤولية الدفاع عن الثورة الإسلامية وعن المشروع الاسلامي التحرري في العالم!
تتحمّل المقاومة في لبنان ذات الفكر الديني منذ اعلان الامام الصدر بان” التعامل مع إسرائيل حرام” مسؤولية “بذر فكرة” تحرير الارض دون شروط ودون اتفاقية سلام في المنطقة وليس في فلسطين فقط ولذا عليها ان تتحمّل مسؤولية صناعه الفكرة وتنفيذها وتثبيتها!
لذا نحن أمام حرب ساخنة وقاسية وطويلة، بدون قيود اخلاقية او قانونية او انسانية بقيادة اميركا وادواتها في المنطقة ،وعلينا ان نعيد دراسة خططنا وتحضيراتنا بحكمة وعقلانية وتوسعة مروحه تحالف المقاومين ضد المشروع الاميركي والتفتيش عن المشترك معهم وتجميد مساحات الخلاف، لأننا بحاجه لكل صوت ولكل يد ولكل عقل لمواجهة المشروع الاميركي الأخطبوطي المتعدّد المحاور والمتفوق استراتيجيا.
علينا إعتماد الموضوعية والواقعية لجهة تحديد الأهداف مع امكاناتنا وقدراتنا الحاضرة حتى نستطيع الصمود والانتصار… كما انتصرنا عندما أنكر الاخرون امكانية انتصارنا.
نحن جزء من أمة ومحور…ومستعدون ان نكون الروّاد والأكثر تضحية …لكننا لسنا وكلاء الأمة والمحور…