سياسةشرق أوسطصحف

قالت الصحف: قراءات في نتائج مساعي هوكشتاين وحراك الخماسية

 

الحوارنيوز – خاص

أبرزت افتتاحيات صحف اليوم زيارة المبعوث الأميركي الى المنطقة أموس هوكشتاين، وقرأت في نتائج زيارته الى كيان العدو، وقد رجحت المؤشرات عدم تقدم المسعى الدبلوماسي إذا لم نقل فشله  في غزة كما في لبنان وتقدم الخيارات الأخرى!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: لبنان يستبعد “الغزو” والخشية من تصعيد الاستنزاف

وكتبت تقول: رصد المسؤولون اللبنانيون أمس المعلومات المسربة عن لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل لمعرفة ما إذا كانت بيروت ستكون محطته التالية تبعا للنتائج والمناخات التي وجدها لدى المسؤولين الإسرائيليين حيال “الجبهة الشمالية”، علماً ان توجساً لبنانياً واسعاً برز حيال المعطيات التي تحدثت عن خلافات وتخبط داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن لبنان فيما كانت تبرز تهديدات جديدة بعملية غزو لشريط بري محدود لجنوب لبنان كما لو ان الامر يعكس توزيع أدوار. ومع ان المعطيات التي طبعت مناخات المراجع اللبنانية الرسمية، السياسية والعسكرية، بدت متقاطعة مع معطيات “حزب الله” في استبعاد جدية التهويل الإسرائيلي بعملية برية انطلاقاً من اقتناع هؤلاء بان معرفة إسرائيل لضخامة الكلفة التي ترتبها عليها أي مغامرة كهذه ترجح طابع الحرب الدعائية النفسية على هذا التهديد، فان ذلك لم يقلل في المقابل من قتامة الانطباعات لدى المعنيين في لبنان الذين ازداد توجسهم من المعالم التصعيدية الاخذة في الاتساع على الجبهة الجنوبية ويخشون، حتى في حال استبعادهم حرباً واسعة، من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة.

وتعززت هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان هوكشتاين اُبلغ في إسرائيل موقفاً جامعاً على الاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان. وتكشف مصادر معنية بان الحركة الديبلوماسية الغربية او الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية اظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما أوحى ان الأسابيع المقبلة ستشكل مرحلة محفوفة بخطورة عالية خصوصا اذا تبين ان “التمرد” الإسرائيلي على الإدارة الأميركية الضاغطة من اجل منع حرب واسعة في لبنان سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان. وبرزت هذه المخاوف من طغيان الوضع الميداني في الجنوب على الاجتماع الأخير للجنة سفراء المجموعة الخماسية كما في لقاءات السفراء منفردين مع مراجع وشخصيات لبنانية، وكان اخرها لقاء السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولقاء السفير السعودي وليد البخاري أمس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. حتى ان المصادر نفسها اشارت الى ان الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت قبل نهاية الشهر الحالي، قد تصبح رهن الأجواء والمعطيات التي ستتكشف بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل ولبنان، بما يعني الربط القسري بين الوضع الميداني في الجنوب وملف الازمة الرئاسية.

هوكشتاين في إسرائيل

ووسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد “حزب الله” ولبنان وصل أمس كبير مستشاري الرئيس جو بايدن أموس هوكشتاين إلى إسرائيل لمناقشة الوضع في لبنان، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. وقالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية إن هوكشتاين سيقترح خلال زيارته خططاً لإعادة رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لقناة “الحدث” إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.

واجتمع هوكشتاين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تضج بمعلومات عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اقالة غالانت بسبب معارضته توسيع العمل العسكري في الشمال. ولكن وسائل الإعلام نفسها نقلت عن غالانت قوله لدى اجتماعه بالموفد الأميركي ان “السبيل الوحيد المتبقي لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم هو العمل العسكري” وان “احتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط جبهة لبنان بغزة”.

وفي المقابل بثت القناة 12 الإسرائيلية ان هوكشتاين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر مشيرا الى ان واشنطن ملتزمة بحل ديبلوماسي في الشمال.

والتقى هوكشتاين لاحقا نتنياهو الذي صرح على الأثر “سنقوم بما يلزم لحماية امننا وإعادة سكان الشمال”. وأوضح مكتب نتنياهو ان الأخير ابلغ هوكشتاين انه لا يمكن إعادة السكان الى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني.

تحرك السفراء

اما في المقلب السياسي والديبلوماسي من المشهد الداخلي فالتقى أمس البطريرك الماروني السفير السعودي وليد البخاري على مدى ساعة في الديمان وتناول الحديث تحرك اللجنة الخماسية والتطورات في الجنوب علما ان اللجنة الخماسية ستعقد اجتماعها المقبل في مقر السفارة السعودية. وافيد ان “البخاري أكد للراعي وقوف المملكة العربية السعودية دائما الى جانب لبنان واهتمامها بمساعدته على تخطي ازماته على الصعد كافة”. ويسبق حراك سفراء “الخماسية” في بيروت عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي تفيد معلومات ان الرياض استعجلت إعادة تحريك مهمته. وفي الاجتماع الاخير للسفراء الخمسة في مقر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في قصر الصنوبر تبين ان الدوائر السياسية في عواصمهم لم تنفك عن متابعة مساعيها الرئاسية رغم صعوبة التعاطي مع الافرقاء اللبنانيين. وحضر الملف الامني في الجنوب من الباب الواسع مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية وانعكاسها على المسار العام في البلد. ولم يخرج مضمون اللقاء في الملف الرئاسي عن إطار التشاور وتبادل الافكار التي تساعد في التقريب بين الكتل النيابية والتوجه الى جلسة انتخاب مضمونة النتائج بغض النظر عن الاسم الذي سينتخب.

وفي هذا السياق أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس ان “ما طرحناه في ٣١ آب من تعديلات في مبادرتنا حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان”. وأضاف ان:” كل أطراف الخماسية أيدت مبادرتنا الرئاسية بالمفرق فما الذي يمنع اعلان تأييدها بالجملة؟”

ورداً على سؤال حول إمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب قال بري:” فشروا”.

 

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: نتنياهو لهوكشتين: مع الاحترام… نفعل ما نراه مصلحتنا

 

 

وكتبت تقول: «نقدّر الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة، لكننا سنقوم بكل ما هو ضروري لإعادة مواطنينا إلى بيوتهم بأمان في شمال إسرائيل». بهذه العبارات استقبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي حمل رسالة من البيت الأبيض تدعو إسرائيل إلى عدم شن حرب على لبنان.ووصل هوكشتين إلى تل أبيب أمس في زيارة تهدف إلى خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتجنّب حرب قد تنزلق إلى صراع إقليمي واسع وطويل الأمد. وعقد الموفد الأميركي سلسلة لقاءات شملت نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الحرب يؤاف غالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد.
الزيارة جاءت بعد ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة على الحدود الشمالية مع لبنان، استمرت بعد وصوله واجتماعه مع نتنياهو الذي اعتبر أن «عودة سكان الشمال مرهونة بتغيير جذري في الوضع الأمني»، فيما أبلغ غالانت الزائر الأميركي أن «فرص التوصّل إلى اتفاق دبلوماسي تنفد»، وأن «العمل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال». في المقابل، اعتبر المبعوث الأميركي أن «المعركة الواسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى بل ستعرّض إسرائيل للخطر»، محذّراً من أن «صراعاً أوسع في لبنان يمكن أن يتطوّر إلى صراع إقليمي أوسع وأطول بكثير»، ومن أن «العملية العسكرية وحدها لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم».
وفيما لم يُعرف ما إذا كان هوكشتين سيزور بيروت لنقْل الرسالة نفسها حول ضرورة لجم التصعيد ومنع حصوله، سرّبت «هيئة البث الإسرائيلية»، أنه «سيقدّم خلال زيارته مقترحاً لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان، وأن إسرائيل ترفض هذا المقترح وتعتبره استفزازاً في هذه المرحلة، لأنه يتضمّن تمرير الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله في مناطق سيطرة إسرائيل (قبل أشهر من اندلاع عملية طوفان الأقصى) ».

الموفد الأميركي حذّر من التصعيد: الحرب مع لبنان لن تجلب لكم الأمن

وقالت مصادر مطّلعة في بيروت إن ««كل هذه الطروحات والأفكار التي تحدّث عنها هوكشتين في زيارات سابقة، كانت تستند إلى تقديرات أميركية خاطئة بقرب التوصّل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، وكان هوكشتين يسعى إلى تحضير الأرضية على الجبهة الجنوبية لمواكبة وقف الحرب بترتيب عسكري أمني في الجنوب وهذا ما لم يحصل». واستغربت المصادر وصف الزيارة باعتبارها الفرصة الأخيرة قبل التصعيد، لأن «مخاطر هذا الخيار يعرفها جيداً الإسرائيليون والإدارة الأميركية التي لن تسمح لهم بذلك مهما حاولوا ابتزازها، رغم أن كل الخيارات قائمة في ظل حكم المجانين في الكيان».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن السفير الأميركي في كيان العدو جاك ليو قوله: «إننا نسعى للتوصّل إلى اتفاقات لمنع مواجهة لا ترغب بها إسرائيل ولا حزب الله»، معتبراً أن «التوصل إلى هدوء في غزة يمنع حرباً واسعة في الشمال». فيما اعتبر السفير الفرنسي لدى الكيان فريدريك جورنيس أن «الحرب مع لبنان ستكون مدمّرة للمنطقة، ولا نستطيع أن نتحمّل تكاليفها، كما أنها ستكون سيئة بالنسبة إلى إسرائيل»، مشيراً إلى أننا «نتحدّث مع الجميع في لبنان، وهذه هي مصلحتنا، ولدينا أيضاً قناة مع الأمين العام لحزب الله». وأضاف أن «الجميع يدرك أننا سنعود بشكل تقريبي إلى خطوط القرار 1701، لكن هذا لن يحدث حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة».

 

 

·       صحيفة الأنباء عنونت: إسرائيل تبلغ هوكشتاين بنواياها العدوانية… و”الخماسية” تنتظر زيارة لودريان

وكتبت تقول: لم تخرق زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب المشهد الميداني، فالمسعى إلى احتواء التصعيد وتبريد الجبهة الجنوبية انطلاقاً من الالتزام بتطبيق القرار 1701، لا يزال يُقابَل بتعنت إسرائيلي غير مسبوق وبإصرار واضح من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على رفض المقترح الأميركي إذ إن أي كلام عن هدنة في غزة أو تسوية على الجبهة الشمالية مع لبنان ستقابَل برفض شديد من نتنياهو الذي يراهن على استمرار الحرب بما يخدم مستقبله السياسي غير آبه بتحرير الأسرى لدى حماس. 

ومع استمرار التهديدات الإسرائيلية للبنان، وآخرها مزاعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع حزب الله، كان لافتاً موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حول إمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب، بالقول: “فشروا”. 

ولا يبدو أن تحذيرات هوكستين لاقت آذاناً صاغية في تل أبيب، بعدما نبّه من أن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرّض إسرائيل للخطر. لكن أجوبة كل من نتنياهو وغالانت كانت تصعيدية بأن إسرائيل ستقوم بما يلزم لإعادة مستوطني الشمال.

في السياق، اعتبر أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن التهويل بحرب وشيكة تشنّها إسرائيل ضدّ لبنان يندرج في نطاق الحرب النفسية، مشيراً إلى أنَّ الأمور أصبحت مكشوفة بأن إسرائيل لا يمكنها القيام بحرب لا نفسياً ولا عسكرياً دون موافقة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، إلاّ في حال تمكنّت حكومة الحرب الاسرائيلية من إغراق أميركا بها. 

حسين رأى أنَّ زيارة هوكشتاين الى تل أبيب عادية ولا تحمل الكثير من المفاجآت فهو جاء ليؤكد أن الولايات المتحدة هي ضد توسيع الحرب، إنما في المقابل ليس لها القدرة على اقتراح الحلول في الوقت الحاضر، لافتاً الى أنَّ الوضع الميداني سيشهد تصعيداً دون أن يلامس الحرب الشاملة، إذ ممكن القيام بعملية موضوعية بهدف محدد ومدروس.

داخلياً، تواصل اللجنة الخماسية حراكها على صعيد الملف الرئاسي، وفي هذا الاطار صبّت زيارة السفير السعودي وليد البخاري الى الديمان، وسط الحديث عن رسالة سعودية فرنسية في البريد الرئاسي، قابلها بري بالقول إن ما طرحه في 31 آب الماضي من تعديلات في المبادرة حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن اللجنة الخماسية تنتظر الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والمتوقعة الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول، والتي ستوضح العديد من النقاط لا سيما على مستوى ما يحمله من أفكار، وما قد يكون قد توصّل إليه في مباحثاته مع المسؤولين السعوديين مؤخراً في الرياض.

بالمحصلة، كل المؤشرات تنذر بخطر داهم على الحدود الجنوبية في ظلّ غياب أيّ أفق لحلّ قريب لوقف الحرب، أو تسوية تؤدي لانتخاب رئيس ينقل اللبنانيين إلى برّ الأمان تحت وطأة التوتر الحاصل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى