قالت الصحف: عجز دولي في لجم العدو وضغوط على لبنان
الحوارنيوز – خاص
بعد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، حضر المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، وكلا الرجلين يحاولان عبثاً لجم إسرائيل وإقناعها بالموافقة على وقف إطلاق النار في غزة وبالتالي في لبنان..
العدوان مستمر، والتصعيد الإسرائيلي يشي بالأخطر..
مشهد يعكس العجز الدولي في وقف حرب الإبادة في غزة ووقف الاعتداءات على لبنان، ويعكس في الوقت نفسه حجم الضغوط المتزايدة على لبنان من أجل تقديم المزيد من التنازلات عن السيادة الوطنية والموافقة على تعديل القرار 1701.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: رسالة عاجلة أميركية لا تلجم التصعيد جنوباً
وكتبت تقول: شغلت عودة المبعوث الأميركي إلى لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين إلى تل ابيب في الساعات الماضية، الأوساط اللبنانية التي رصدت المعلومات القليلة التي سربتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذه العودة، فيما بدا واضحاً أن مهمة هوكشتاين لم تشمل بيروت بعد ولم تتبلغ المراجع الرسمية أي معطيات رسمية في هذا الصدد.
ولكن العامل اللافت في ما سرّب عن العودة المفاجئة لهوكشتاين إلى تل ابيب، تمثّل في حصر مهمته بحضّ إسرائيل عن عدم القيام بأي هجوم عسكري على لبنان، الأمر الذي قرأته أوساط ديبلوماسية بأنه رسالة ذات وجهين: الوجه الأول يعكس الجدية البالغة الخطيرة التي تتسم بها الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعدوان كبير على لبنان بما أوجب زيارة استثنائية عاجلة لنقل موقف أميركي حازم ضد أي عمل عسكري يستهدف لبنان. والوجه الثاني تحذيري للبنان من احتمال تعرضه لهجوم جدي ويستهدف الضغط على حكومته للقيام بكل ما يمكن مع “حزب الله” لتخفيف التصعيد ضد إسرائيل من الجنوب.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أعلنت “أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين وصل إلى إسرائيل برسالة أميركية إلى تل أبيب بالإمتناع عن عمل عسكري واسع بلبنان”. وأضافت القناة أن “الجميع يدركون في الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ حرباً مع “حزب الله” يمكن أن تؤدي إلى حرب متعددة الساحات”. وأكدت أن “هوكشتاين سيبذل جهداً إضافياً للوصول إلى تسوية في الشمال والمشكلة هي أن تسوية كهذه مرتبطة أيضاً بوقف النار في غزة”.
وفي الواقع الميداني لم تتراجع حدة العمليات بين القوات الإسرائيلية و”حزب الله” وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة علما الشعب ومنطقة اللبونة في الناقورة بالقذائف الثقيلة من عيار 155 ملم .وبعد الظهر نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت أطراف حديقة مارون الراس بصاروخ. وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة فجراً، باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدة الناقورة في القطاع الغربي. ومساءً حصلت غارة بمسيّرة إسرائيلية على كفرجوز في محيط مدينة النبطية حيث أفادت وزارة الصحة أن الغارة أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص تبين أنهم لبناني وسوري وطفله كانوا على دراجتين وإصابة ثلاثة أشخاص اخرين بجروح.
من جانبه، أعلن “حزب الله” أنه استهدف موقع بياض بليدا وموقع المالكية. وأعلن انه لأول مرة استهدف مستعمرة روش هانيكرا وقصف مستعمرة متسوفا برشقات صاروخية، وأعلن أيضاً أنه “رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية الآمنة وخصوصًا استهداف الشهيدين المظلومين في البياضة، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم الخميس قاعدة نحال غيرشوم بأسراب من الطائرات الانقضاضية، مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها”.
بوريل
في التحركات الديبلوماسية البارزة جال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل أمس على القيادات السياسية وكبار المسؤولين ودخل على الخط الرئاسي وحثّ جميع القادة في لبنان على العمل من أجل مصلحة بلادهم وتجنب المصالح الأخرى، مشدداً على وجوب عودة الاستقرار في لبنان عبر إنهاء الفراغ الرئاسي وأن تعود المؤسسات اللبنانية إلى العمل.
- صحيفة الديار عنونت: الرياض للودريان: لن نتدخل في التفاصيل ولا تعهدات قبل تحديد «هوية» الرئيس
مهمة معقدة لهوكشتاين في «اسرائيل» وبوريل ناصحا: لا تواجهوا واشنطن
السعودية تفكك لغم القرنة السوداء… هل «يخرج» التيار من هيئة مكتب المجلس؟
وكتبت تقول: ميدانيا، التصعيد سيد الموقف، داخليا، مع تصعيد حراك العسكريين المتقاعدين لتحركاتهم واتصالاتهم، كما لهجهتم التي بلغت حدودا غير مسبوقة، بعد “تهريبة” الحكومة أمس، “التي نقلت المواجهة الى مكان آخر”، على ما يؤكد الحراك، وحدوديا، مع انطلاق المرحلة الجديدة من الهجمة الاسرائيلية على الحدود الشمالية في لبنان وسوريا. سياسيا، جولات دبلوماسية، وزيارات اوروبية الى بيروت، واميركية الى تل ابيب، املا في تغيير “ما قد يكون كتب”، في وقت عادت الملفات الداخالية بغالبيتها الى مربعها الاول، من تعثر تحريك مياه الرئاسة الراكدة، مرورا بـ “هريان” المؤسسات الرسمية وشللها، ودوران المؤسسات الدستورية في حلقة مفرغة.
بوريل
ففيما وصل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى اسرائيل، ضيفا عزيزا، بشكل مفاجئ، حاملا رسالة سياسية، بعد سلسلة الزيارات العسكرية التي قام بها مجموعة من كبار ضباط الجيش الاميركي، الذين استطلعوا الجبهة الشمالية، كان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، يسوح ويجول بين المقار الرسمية اللبنانية، ناقلا تضامنا وتعاطفا كلاميا،لفت فيه اعتماده لغة سادت مع اندلاع ثورة 17 تشرين، في اعلانه ” أنّ “الاتحاد الأوروبي يقف مع الشعب اللبناني” دون ذكر الدولة، وطغت عليه مرارة عدم استقباله في تل ابيب، على ما اشارت مصادر مواكبة للجولة والاجتماعات، معبرا عن قلقه مما قد تحمله الاسابيع القادمة من تصعيد على الجبهة الجنوبية، في ظل اصرار رئيس الحكومة الاسرائيلية على المضي قدما في سياساته، ناصحا بعدم السير بعكس الرياح الاميركية “هذه الايام”.
في معرض تعليقها على الزيارة، اشارت اوساط سياسية الى ان الزيارة الاوروبية الى بيروت غير مفيدة عمليا، ولن تضيف شيئا، سواء على الصعيد المادي وحتى السياسي، اذ لا توافق بين دول الاتحاد الاوروبي على التعامل مع الملف اللبناني، في ظل انقسامها حول الموقف من حزب الله، ودور المؤسسات الرسمية اللبناني، فالاتحاد يقف لا حول ولا قوة له حتى فيما خص انتخابات رئاسة الجمهورية، كما ان الاتحاد لم يتخذ بعد اي إجراءات جدية لتنفيذ وعده بدفع “المليار يورو”، فيما خص ملف النزوح السوري، وعدم قدرته راهنا على رفع نسبة مساعداته للبنان، خصوصا ان تمويل خطة الطوارئ الحكومية اوروبي بغالبيته، معتبرة ان كل المواقف التي اطلقها بوريل، لن تقدم او تؤخر في مسار الاحداث والتطورات، التي يتم رسمها بين واشنطن وتل ابيب، حيث يجري اعداد “طبخة لبنانية ما”، لم تعرف مكوناتها حتى الساعة، باعتراف المسؤول الاوروبي نفسـه.
الملف الرئاسي
رئاسيا، عادت الامور على ما يبدو الى مربعها الاول رئاسيا، رغم استمرار الاتصالات “السرية” التي بداها اعضاء الخماسية مع بعض النواب، حيث اعادت الاوساط السبب الى نتائج جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى الرياض والتي اتت مخيبة لباريس، اذ فشل الاخير في “جر” القيادة السعودية الى الوحول اللبنانية من جديد، اذ يصر ولي العهد السعودي على ان المملكة لن تتدخل في لعبة الاسماء والآليات الانتخابية، ولن تمارس اي ضغوط في هذا المجال، كما انها لن تتعهد بتقديم اي مساعدات، او تغيير في سياستها تجاه لبنان الرسمي، قبل انتخاب رئيس ومعرفة هويته، ليبنى على الشيء مقتضاه.
وليس بعيدا عن الملف الرئاسي علم ان اتصالات بعيدة عن الاعلام تجري لتخفيف الاحتقان بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والذي ارتفعت حدته في الايام الاخيرة، تمهيدا لعقد اجتماع للجنة بكركي، لاستكمال مناقشتها حول الوثيقة التي تعتزم انجازها، والتي تلح الفاتيكان على خروجها الى العلن في اقرب وقت ممكن، كسقف تلتزم به الاطراف المسيحية السياسية.
هوكشتاين
وبالعودة الى زيارة الوسيط الاميركي الى تل ابيب، فقد كشفت المعلومات ان الزيارة تأتي في سياق استكمال المباحثات التي بدأت “افتراضيا” الاسبوع الماضي واتفق على متابعتها، بعدما انجز العسكريون وضع تصوراتهم، وفقا للأولويات التي وضعها الاسرائيليون، وفي هذا الاطار تكشف المعطيات ان ثمة طرحا اميركيا، مقبول لبنانيا، يقضي بخفض التصعيد العسكري على الجبهة اللبنانية، وحصره في الداخل السوري، انطلاقا من انخفاض حدة العمليات العسكرية في قطاع غزة، تزامنا مع اطلاق جولة مفاوضات دبلوماسية، ترافقها ضغوطات سياسية، وهو ما رفضته تل ابيب معتبرة ان اي مفاوضات دبلوماسية لن تنجح دون ضغط عسكري كبير، وسقف تاريخي محدد لها، وهذا ما تبلغته بيروت بوضوح.
وتتابع المصادر ان الادارة الاميركية تحاول تثبيت بعض نقاط “اتفاق اليوم الثاني لانتهاء الحرب”، قبل الانتقال الى البحث في الضمانات والآليات، التي تتضمن رفعا للتنسيق العسكري والامني بين واشنطن وتل ابيب، والذي بدأت تظهر مؤشراته على الارض سواء في لبنان او سوريا، وآخره في العملية التي نفذت في مصياف، والتي جاءت نتيجة تعاون استخباراتي وعمليات رصد وتجسس، نفذتها طائرات اميركية واسرائيلية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية لأيام، فوق الساحلين اللبناني والسوري، امتدادا نحو الداخل، مشيرة الى ان واشنطن لا تمانع تصعيد العمليات العسكرية في سوريا، في اطار خطة ضرب خطوط امداد الحزب، كجزء من عمليات الضغط، التي ستواكب بحملة في مجلس الامن.
- صحيفة الأنباء عنونت: الجنون الإسرائيلي بلا رادع… محاولة أوروبية وهوكشتاين على الخط مجدداً
وكتبت تقول: بدا من خلال أحداث الأيام والساعات الماضية أن الجنون الاسرائيلي مستمر بدون أي رادع، مستفيداً من انشغال العالم بملفات واستحقاقات، إن لم يكن تغاضيه وصمته عما تقترفه تل أبيب من جرائم إبادة وحرب على كل الجبهات من غزة الى جنوب لبنان مروراً بالضفة الغربية. وقد أظهر الواقع الميداني أن المساعي القائمة على غير صعيد تبدو وكأنها بدون جدوى مع حكومة اسرائيلية لا تعير وزنا لأي ضغط من هنا وأي تحرك من هناك.
ومع قتامة الصورة وضبابية المشهد السياسي الدولي لفتت مصادر أمنية لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى تقدم أسهم الحرب على المساعي الدبلوماسية، ورأت أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ما زال يناور لمنع الوصول الى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، معتبرة أن الجهود التي تبذل لتهدئة الوضع في جنوب لبنان ما زالت تصطدم بنفس الشروط الاسرائيلية. وبالمقابل فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي شارفت على نهايتها تدفع لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل نهائي بين اسرائيل وحزب الله والشروع بتطبيق القرار 1701 والانتهاء من عملية ترسيم الحدود البرية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
في غضون ذلك أنهى مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين مع بالتأكيد على ضرورة وقف التصعيد الميداني، لأن استمرار التوتر ستكون له عواقب سلبية على لبنان والمنطقة بأكملها.
وفي السياق أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى أن موضوع التوتر يتعلق بالجانب الاسرائيلي وقبوله بالتفاوض الجدي لوقف إطلاق النار، لكن حتى الساعة ليس هناك من مؤشرات واضحة تشي بوجود علامات ايجابية فعلية للقبول بالهدنة، بل الحكومة الاسرائيلية ذاهبة باتجاه آخر.
وفي تعليقه على المساعي الأميركية والأوروبية لمنع توسيع الحرب والحديث عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل لهذا الغرض، رأى موسى أن هذا الأمر يرتبط بمدى تقيد إسرائيل بالموقف الأميركي، مشيرًا إلى أن اسرائيل حتى الآن لم تعمل على تبريد جبهة الجنوب بل مستمرة في التصعيد على كل الجبهات، والسؤال هل الضغوط الأميركية جدية لنرى كيف سيتصرف الجانب الإسرائيلي في الايام المقبلة.
وعن اجتماع الخماسية المرتقب الأسبوع المقبل، أشار موسى إلى أن لا شيء واضحا بعد بالملف الرئاسي بانتظار الاجتماع وما قد يحمله من أفكار جديدة تساعد على إعادة تحريك هذا الملف ومدى استعداد القوى السياسية على القبول بالحوار والاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية. لكن مازال هناك قوى ترفض الحوار ونتمنى أن تتمكن الخماسية من الدفع باتجاه التوصل الى حل لإنجاز هذا الملف في أسرع وقت.
واستنادا إلى بعض المواقف الداخلية وإزاء جمودها عند حدود المصالح الذاتية يبدو تحرك الخماسية المرتقب صعباً، إلا إذا كانت تحمل أفكارًا متجددة من شأنها إقناع أصحاب هذه المواقف بأهمية تجاوز التفاصيل نحو حوار بناء في غياب أي بدائل عملية.