قالت الصحف: جعجع يرفض الحوار قبل الرئاسة.. ونتنياهو يواصل حرب الإبادة
الحوارنيوز – خاص
كما كان متوقعاً، لم تخرج كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن سياقها التصعيدي ما عزز مناخ الانقسام الداخلي حيال عدد من الملفات وفي المقدمة منها الملف الرئاسي الذي اعتبره جعجع ملفاً مسيحياً لا بل مارونياً ورفض أي حوار إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية…
فلسطينياً، يواصل العدو حرب الإبادة الجماعية والتصفية السياسية في ظل عجز دولي وتواطؤ عربي … ومقاومة فلسطينية استثنائية في غزة كما في الضفة الغربية.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: خريطة “متجرّئة” لمعراب ومراوحة للحوار الرئاسي
وكتبت تقول: مع أن معظم الأوساط السياسية الداخلية نظرت إلى مجريات الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، التي تميّزت بـ”العودة” إلى ملفات الداخل وفي مقدمها مسائل الأزمة الرئاسية ومسار المواجهات الحربية في جنوب لبنان بما يشكل إعادة إحياء للحيوية السياسية حتى ضمن محطات ومنبريات سجالية، فإن الواقع عكس أهمية ودلالات بارزة لهذه العودة لا يمكن القفز فوقها بتسرّع وخلفيات جامدة.
ذلك أن نفض الغبار عن أزمة الفراغ الرئاسي ولو تمترس الفريقان العريضان، الثنائي الشيعي بلسان رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعارضة المسيحية والمستقلة بلسان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اللذين شكلا قطبي العودة إلى المشهد السياسي الداخلي في محطتي اليومين الأخيرين، بدا بمثابة إعادة ترسيم للواقع السياسي المأزوم برمته بما يؤهل هذا المشهد أقله مبدئياً ونظرياً لتلقي جرعات أو محاولات جديدة من التحركات أو الوساطات الداخلية والخارجية لإيجاد مخارج للأزمة السياسية التي باتت أشدّ تعقيداً وصعوبة بعد “حرب المشاغلة” في الجنوب.
وتمثل ذلك في مواكبة المناخ الداخلي العائد إلى الأزمة الرئاسية بمعطيات تتحدث عن عودة تحريك التنسيق السعودي الفرنسي حول الوضع في لبنان واحتمال عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان عقب زيارة له للرياض سيقابل فيها الفريق السعودي المكلف بالملف اللبناني. كما ثمة مؤشرات حيال تحرك محتمل جديد للمجموعة الخماسية متى تجمعت عوامل كافية تشجعها على ذلك.
وفي أي حال، فإن الكلمة التي القاها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء أمس في المهرجان الحاشد الذي أقيم في معراب لإحياء “ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية” انطوت على عناصر جديدة وغير تقليدية رأى فيها مراقبون تجرّؤاً استثنائياً من هذا الفريق المسيحي الأساسي لجهة اعلان جعجع خريطة طريق تتجاوز موقفه التقليدي الثابت من الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً لجهة دعوته المفاجئة الى حوار وطني مفتوح في بعبدا عقب انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور للبحث في تعديل الدستور والقضايا المصيرية المتصلة بعنوان “أي لبنان نريد؟”. كما انسحب الأمر نفسه على تأييده صيغة جديدة تشمل كل شيء إلا حدود لبنان ووحدته.
بري والحوار
افتتاح إعادة ترسيم المشهد المأزوم داخلياً، بدأ مع الكلمة التي وجّهها الرئيس بري في مناسبة ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر التي تناول من ضمنها ملف الإستحقاق الرئاسي، مؤكداً “بإسم الثنائي الوطني، حركة امل و”حزب الله” أن هذا الاستحقاق هو إستحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني، بل العكس كّنا أول من دعا في جلسة تجديد المطبخ التشريعي وأمام رؤساء اللجان إلى وجوب أن تبادر كل الأطراف السياسية والبرلمانية إلى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع من دون إملاء أو وضع فيتو على أحد”.
وقال: “اليوم نعود ونؤكد ما طرحناه في 31 آب (أغسطس) من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة تليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه”.
وسارع نواب القوى المعارضة إلى الرد على دعوة بري وأعلنوا “حرصهم على التشاور مع جميع الكتل والنواب الزملاء تحت قبة البرلمان للوصول إلى إنهاء الشغور الرئاسي تحت سقف الدستور والمؤسسات، كما جاء في كلمة رئيس المجلس النيابي والذي دعا فيها إلى التشاور في المجلس، وبناء عليه، نؤكد كنواب قوى المعارضة ضرورة حضورنا إلى المجلس لعقد جلسة عامة مفتوحة طال انتظارها لانتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من بعد دورتها الأولى التشاور الذي تحدث عنه رئيس المجلس يليه دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف”.
- صحيفة اللواء عنونت: الحل «الجنوبي» يعود إلى الواجهة.. وهوكشتاين يحضِّر تفاهماً حول الـ1701
الخماسية تتحرك بعد لقاء لودريان – العلولا.. وجعجع يرفع سقف الاعتراض على حوار برِّي
وكتبت تقول: حافظت التطورات الميدانية في الجنوب على وتيرتها، بالتناغم مع التطورات المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتحوّل في الوضع داخل اسرائيل نفسه، بدعوة «الهستدروت» الى الاضراب العام، وشل البلاد، على وقع تظاهرات ضخمة في تل ابيب للمطالبة بالإذعان من قبل حكومة نتنياهو (ومنه شخصياً اي نتنياهو) والذهاب الى صفقة لتبادل الاسرى والمحتجزين، بدل العودة بتوابيت من غزة من جراء المعاندة والتأكيد على الاستمرار بالحرب، مع استمرار المآسي والمجازر وتهديد الوضع برمته في المنطقة بحرب واسعة لا تُبقي ولا تذر.
وسط هذه الصورة الدراماتيكية تحدثت معلومات دبلوماسية عن ان بعد ردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر وبانتظار الرد الايراني الذي لن يشكل عائقاً امام المساعي الجارية للحل، فإن بوادر توحي بأن لغة الحل تتقدم على لغة الحرب.
وحسب المعلومات بأن «العدو الاسرائيلي منهك وقيادته العسكرية باتت تستجدي الحل رغم كل التهويل بتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان».
واعتبرت مصادر المعلومات ان الفرصة متاحة للتفاهم على حل شامل بالنسبة للقرار 1701، بعد وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
وكشفت المعلومات التي نقلها الدبلوماسي بأن الحرب باتت قاب قوسين او ادنى من الانتهاء، وعلى الجميع التحضر لليوم التالي بعد وقف العدوان… واشارت المعلومات ذاتها الى ان لبنان تلقَّى رسالة بهذا الخصوص ، وكان قد سبق للقوى اللبنانية المعنية ان وضعت تصورها لكيفية تطبيق ١٧٠١، وقد تبلغ الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بالموقف اللبناني الرسمي، ومن المرجح ان يزور المنطقة مجددا خلال الشهر الجاري للتوصل لاتفاق نهائي حول القرار ١٧٠١، فيما اللجنة الخماسية تنشط في الكواليس للتوصل الى تفاهم بين اللبنانيين لانتخاب رئيس بحلول السنة الحالية على ابعد تقدير.
الملف الرئاسي
رئاسياً، يُجري الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الخميس في السعودية، مع الوزير في الديوان الملكي نزار العلولا مشاورات، وتردد ان السفير السعودي في بيروت وليد بخاري غادر (أو سيغادر) للمشاركة في الاجتماع.
وحسب المعلومات المتداولة، فإن الاجتماع الاول لسفراء اللجنة الخماسية سيعقد منتصف ايلول في دارة السفير السعودي بخاري.
وإذا جرت الأمور على هذا النحو، فإن شهر ايلول سيحسم مجرى الملف الرئاسي سلباً او إيجاباً واستغلال الفرصة التي قد تكون الاخيرة عبر مبادرة الرئيس برّي، ليتبين الى اين سيتجه لبنان، هل الى مزيد من التصعيد والمواجهات السياسية في الداخل، والعسكرية على الجبهة الجنوبية، ام الى تفاهمات ليست مستحيلة الآن على من سبق وتوافق عليه «المختلفون والخصوم» في البرلمان من القوى السياسية في ملفات سياسية وتشريعية كثيرة وحتى داخل الحكومة المختلف ايضاً على صلاحياتها ودورها! لكن يبدو ان المعارضة لازالت تتحصن وراء متراس رفض كل المبادرات إلّا مبادرتها التي لا تختلف في الجوهر عن مبادرة برّي كون عنوانها الاساسي هو الحوار او التشاور أيّاً كانت تقنيات وتفاصيل جلسات هذا الحوار.
المواقف: لا تقدم
على ان الموقف السياسي الداخلي بقي متأرجحاً بين الرفض والقبول للذهاب الى المجلس والمشروع بالحوار برئاسة الرئيس نبيه بري، وهو ما ابده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وامتنع عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن نهاية الأسبوع شهدت مواقف وردود فعل محلية حول الملف الرئاسي أكدت المؤكد بشأن التباين حول مقاربة التشاور المطروح، على أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع رفع سقف المواجهة سواء في هذا الملف أو ملف الحرب، معربة عن اعتقادها أن ما سجل يوحي أن أي حراك لهذا الملف لن يجد له أي سبيل.
وأوضحت المصادر نفسها أن قوى الممانعة سترد على جعجع في عدد من النقاط التي أوردها.
واعاد الرئيس بري في كلمة له لمناسبة الذكرى الـ46 لاختفاء الامام السيد موسى الصدر التأكيد ان الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق دستوري داخلي، مؤكدا على ما طرحه في 31 آب من العام الماضي من دعوة ما تزال مفتوحة للحوار والتشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنص دستوري دون افقاده من اي طرف كان».
ودعا بري الى التشاور غداً تحت سقف البرلمان، وصولا الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه، مؤكدا ان لا علاقة للاستحقاق بالوقائع المتصلة بالعدو الاسرائيلي سواء في غزة او الجنوب اللبناني.
وفي الشق الجنوب اكد بري التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الاممي 1701 وتطبيقه حرفيا.
وفي قضية الامام الصدر ورفيقيه اكد ان لا تسوية الا بعودتهم وكشف كل ما يكتنف الجريمة منذ 46 عاما من غموض.
جعجع: القرار في بعبدا
وطالب جعجع في الملف الرئاسي بالذهاب لانتخاب رئيس للجمهوري وفقا للدستور، وبعدها ندعو الى طاولة حوار في قصر بعبدا حيث يتركز النقاش على عنوان «أي لبنان نريد».
- صحيفة الأنباء عنونت: الإنقسام الداخلي يتعمّق… لا حلول قبل التسوية والرئاسة “مكانك راوح“
وكتبت تقول: تستمر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة من دون تحقيق نتائج تُذكر أو خروقات يُبنى عليها، لا بل إن التشاؤم سيّد الموقف، والمخاوف من تطيير الاتفاق تتصاعد في ظل تهديدات جديدة أطلقها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ضد “حماس” بعد حادثة مقتل رهائن إسرائيليين.
لا معطيات تدعو للتفاؤل باحتمال حصول أي خرق إيجابي إلّا الضغط الأميركي على إسرائيل للقبول بصفقة هدنة تجنّب المنطقة المزيد من التصعيد. لكن حتى هذا المعطى لا تعويل حقيقياً عليه. فنتنياهو لا زال رافضاً للرضوخ لرؤى الولايات المتحدة وتنفيذ مطالباتها، وأميركا لا تُشكّل ضغطاً كبيراً على إسرائيل ونتنياهو للقبول بأي اتفاق، ولو أرادت ذلك حقاً لكانت قد أوقفت شحنات الأسلحة وألزمتها بالاتفاق.
في لبنان، فإن الجبهة الجنوبية أقل حدّة مما كانت عليه قبل، ومردّ ذلك تنفيذ “الحزب” ردّه على اغتيال القيادي فؤاد شكر وانتهاء مرحلة الرد والرد على الرد، والطرفان يتنفسان استراحة قبل معرفة معالم المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن إسرائيل لا زالت تصب اهتمامها على غزّة.
لكن ما حصد الاهتمام كان خطابَي رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إذ لم يتفق الطرفان إلا على الاختلاف، وفي حين أن برّي كان واضحاً بأن الحوار سوف يؤدي الى حل لانتخاب رئيس الجمهورية، فإن جعجع بقي متمسكاً برفض هذا المخرج ومصرّ على إجراء دورات مفتوحة.
لا إشارات جدّية بأن الاستحقاق الرئاسي قد يسلك مسار الحلول في الوقت القريب، وتقول مصادر مراقبة إن ثمّة قناعة راسخة بأن لبنان المرتبط بمجريات الإقليم أكثر من أي دولة أخرى لن ينفصل عن تعقيدات المشهد، وستبقى استحقاقاته معلقة إلى أن يحين موعد التسوية.
هذا المشهد ليس صحياً بحسب المصادر، لا بل على العكس، فإن الأزمات المتعاقبة، وآخرها أزمة العتمة الشاملة وانقطاع الكهرباء، مرشّحة لأن تكون أسوأ في الأيام المقبلة، لأن الحكومة غير قادرة على تصريف الأعمال في ظل التعطيل الحاصل والشلل الذي يضرب المؤسسات الدستورية، بدءاً من رئاسة الجمهورية.
إذاً، فإن الحلول غائبة بشكل كلي عن الأفق، ولا أمل بالخروج من النفق في ظل المعطيات التي تشي بأن السوداوية ستزداد قتامة في الأسابيع والأشهر المقبلة، حتى يستجد أي مستجد يبدّل المعطيات ويُعلن موعد التسوية، لكن حتى ذلك الحين، فإن الأسوأ هو الخيار الأكثر ترشيحاً.