تحية للفدائي مازن عبود*..(أحمد عياش)
د. أحمد عياش – الحوارنيوز
الموت امر عابر ، لا تحزنوا، أمر عادي لا نهابه، متنا كثيرا والعجب كيف نجونا من تفاصيل حرب الشوارع.
خرجنا وما اكترثنا إن كانت عودتنا آمنة وقاتلنا بسرّية وما تركنا خلفنا وصيّة باملاك، وسقطنا شهداء وجرحى واحياء وما انتظرنا راتباً وما توقعنا تعويضاً ولا حتى تركنا للأهل بعض المال ثمناً لضريحنا.
لسريرنا.
لحليب طفلنا وقلمه ودوائه .
لم نترك لطفلنا ثمناً لشمعة.
قاتلنا بلا درع واق من الرصاص وبلا خوذة عسكرية تحمي الرأس.
كان وما زال رأسنا عاليا ما يكفي الا تحويه خوذة عسكرية او سياسية.
قاتلنا وفي اليد سلاح ليكون فعّالاً ومدمّراً كان علينا ان نقترب إلى مسافات امتار ليكون رصاصنا صائباً.
و عاد منّا من عاد ولم يعد منّا كثيرون، وما زلنا لغاية الآن نعود ونعود لمشاتل الورد.
للحقول.
للكتب العتيقة.
لمشاعل اضأناها في ظلمة ليل.
قال :
لا تحزنوا،الموت أمر عابر،أمرٌ عاديّ جداً،لم ترعبنا طائرات ودبابات،لن يخيفنا سرطان جبان.
قال،كنّا هناك،في عتمة مدينتنا ،قرب صيدلية بسترس وكنّا ثلاثة .
ثلاثة شبان صمموا الا يطمئن العدو الأصيل في عاصمتنا .
عار علينا ان يعود العدو الأصيل لكيانه المؤقت ليقول :
دخلنا بيروت ولم نجد أحدا.
وكي لا يكتب التاريخ ان العدو الأصيل غزا بيروت ونجا،كنّا هناك بلا وعد بجنّة من احد.
و كنّا هناك.
لا تحزنوا يا أصدقائي، الموت أمر عابر،طارىء،أمر عاديّ، لم ترعبنا دبابات ولم يرعبنا خونة الداخل فهل يخيفنا سرطان جبان؟
من هنا ومن تحت شجرة تين محررة في بلدة حاروف وجالساً على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة، أعلن سورة الفاتحة عن روح كل الفدائيين من جمول إلى المقاومة الإسلامية.
*مازن عبود – مناضل وقيادي عسكري، انتمى إلى الحزب الشيوعي اللبناني وشكل مع عدد من رفاقه أول مجموعة عسكرية أطلقت باكورة عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في بيروت بعد اجتياح العدو.
** الذكرى السنوية الثانية لوفاته.