رأي

الفدائيون وأهل غزة اقسى نضالا من فيتنام (أحمد عياش)

 

د.أحمد عياش – الحوارنيوز

ليس الهدف المقارنة، فنضال شعب وقيادات فيتنام  لوحة نضالية تاريخية، الا ان غزة وفدائييها يقدمون مشاهد نضالية فائقة الجودة وشديدة التأثير. يؤسسون لنشوء مدرسة كفاحية معاصرة اهمّ ما فيها انّها نتاج عقل ودم عربي أصيل، لطالما شكك بذكائه وبإخلاصه وقامت بتشويهه سلوكيات اهل أنظمة عربية تابعة ومتخلّفة.

مع كامل الاحترام لبطولات فيتنام، الا ان الحديقة الخلفية كانت مفتوحة على دعم الصين الشعبية والاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية ودول عدم الانحياز ومنظمات عالمية تؤمن بالتحرر من الاستعمار.

الا ان غزة ليست محاصرة  من انظمة الأشقاء العرب ومتروكة من دول اسلامية ومسحوقة من جيش العدو الاصيل والافرنج والتتر والمغول، إنما أيضا مهددة بالجوع والامراض والاوبئة، وبغياب التعليم والطبابة وانعدام اسواق العمل من أجل صمود إنساني مناسب عند الحد الادنى للعيش.

كل مساحة غزة ال 365 كم مربع لا تتجاوز مساحتها العاصمة سايغون مع ضواحيها .

الصمود الاسطوري لأهل غزة ولقياداتها ولفدائييها فوق وتحت الأرض في مساحة تخلو من الجبال ومن الغابات ومن الانهار ومن الصخور ومن الكهوف، وفي جوّ صحراوي غير منعش يؤكد ان البطولات في الصمود هنا لا منافس لها في اي بقعة في الأرض، وان عملية طوفان الاقصى بدرّاجاتها النارية الطائرة لا مثيل لها الا في مخيلة مخرج في هوليوود او بوليوود او عربيوود.

صمود اهل غزة وفدائييها وقاداتها لأكثر من عشرة أشهر تحت قصف وحشي يومي وبمجازر إبادة يومية وتحت رحمة ووحشية تقنيات عدوانية فائقة الدقة في الرصد وفي المتابعة وفي المراقبة وفي الهجوم، وفي توثيق عبر بث اعلاميّ مباشر صورة وصورة  ،صمود يقال فيه وبثقة صمود اهم وأروع من عملية طوفان الاقصى نفسها.

 اليقين في هذه الحرب انه صمود الهي بلا اي نقاش، ولو كان اهل غزة وفدائيوها من الناس.

الصمود نفسه انتصار رائع.

الاصرار على قول “لا” في شروط مأساوية انتصار رائع.

للانتصار أشكال متعددة وليس بالضرورة إلحاق هزيمة عسكرية بالعدو.

لفيتنام رموزها، ولثورة الجزائر ابطالها، ولغزة ولفلسطين اليوم رموز تاريخية ستكتب أسماؤها بماء زمزم.

إن كان من عقل عربي تحرري نظيف حاليا في هذه الامة فإنه العقل الفلسطيني المقاتل والصامد والمبدع بلا اي منازع .

تحية لغزة ولأهل غزة ولفدائييها ولأبطالها ولشهدائها ولجرحاها ولأشجارهأ ولترابها ولبحرها،لماضيها ولحاضرها ولمستقبلها.

لرصاصها،

بعد فيتنام والجزائر وغيرهم من الشعوب صارت غزة أيقونة نضالية عالمية.

من دير ياسين إلى حصار بيروت  إلى غزة وجنين، تاريخ صمود لأبطال لا مثيل له في شروط مأساوية .

ظلم تاريخي وبطولات صمود ..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى