الحوار نيوز – صحافة
كتبت زكية الديراني في صحيفة الأخبار:
بات بحُكم المؤكد أنّ المرحلة السياسية الحالية التي تشهدها المنطقة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ستنعكس على سياسات الإعلام العربي وتوجهاته الجديدة.
وقد بدأت التغييرات الإعلامية ترمي بظلالها على الإعلام القطري الذي يستعدّ لمرحلة جديدة لم تتكشّف معالمها بعد. هذا الأمر ليس جديداً، فولادة بعض وسائل الإعلام وخواتيمها، مرتبطان بتطورات المرحلة السياسية.
في عام 2012، انطلق موقع «المدن» في ظلّ «الربيع العربي» الذي كانت قاطرته قطر في الميادين العربية. واليوم تتحضّر المنطقة لمرحلة سياسية مختلفة عمّا كانت عليها سابقاً بحكم «طوفان الأقصى» والمعادلات التي يرسيها على الأرض. من هذا المنطلق، فالتغيرات التي يشهدها موقع «المدن» القطري حالياً، تعدّ أولى تباشير مرحلة ما بعد «الطوفان».
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على اعتكاف ساطع نور الدين عن العمل، حسم القائمون على موقع «المدن» أمرهم بإنهاء تعاقدهم مع الصحافي الذي تولّى رئاسة تحرير الموقع منذ انطلاقه قبل 12 عاماً. لكن فضّ التعاقد مع الصحافي اللبناني، لم يكن بهذه السهولة، بل سبقتها مدة صمت من الطرفين طالت أشهراً عدة.
وكان نور الدين قد امتنع عن الكتابة منذ تسعة أشهر، متجنباً الإدلاء بموقفه إزاء التغييرات السياسية والأمنية الحاصلة في المنطقة والانقسام بين المؤيد للقضية الفلسطينية والمطبّع مع العدو الإسرائيلي.في المقابل، بقي نور الدين يتولى إدارة الموقع القطري طوال هذه المدة، لكن من بعيد، إذ طلب من موظفيه العمل من منازلهم وعدم المداومة في المكاتب، من دون أن يشرح لهم الأسباب التي أفضت إلى هذا القرار، ليتضح أن قرار اعتكافه عن الكتابة يعود إلى خلافات بينه والقائمين على «المدن» لأسباب عدة، قيل إنّها تتعلق بالسياسة التحريرية للموقع الذي تحوّل إلى ناطق باسم حزب «القوات اللبنانية» الذي تتماشى سياسته مع سياسة السعودية.
على الضفة نفسها، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ القائمين على «المدن» توصلوا إلى تسوية مع نور الدين أفضت إلى تركه المشروع الإعلامي بشكل نهائي. وأبلغت الجهات القطرية الموظفين بالقرار قبل أسبوعين تقريباً، مؤكّدةً على أن الموقع الإلكتروني سيتابع عمله بشكل عادي من دون تعديلات طارئة.
وتشكّلت هيئة تحرير تتألف من الصحافيين رشا الأطرش ومنير الربيع ويوسف بزي، لمتابعة عمل الموقع الإلكتروني، ريثما يُعيَّن صحافي في القريب العاجل خلفاً لنور الدين. وتُجرى حالياً مفاوضات مع عدد من الأسماء المعروفة، لكن حتى كتابة هذه الأسطر لم يرسُ القرار على الاسم، فكيف سيبدّل موقع «المدن» جلده وسياسته التحريرية ليتماشى مع المرحلة السياسية المقبلة؟
