قالت الصحف :أصداء خطاب السيد نصر الله تتفاعل داخليا وخارجيا
الحوار نيوز – صحف
ظلت أصداء الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تتفاعل في الساحتين الداخلية والخارجية ،وتُلقي بظلها على افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم، لا سيما لجهة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب والعلاقات بين لبنان وقبرص.
الأخبار عنونت: المقاومة تخاطب العالم من خلف العدوّ: لكم أن تتجنبوا حرباً لا يقتصر مسرحها على الكيان فقط
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
ليس خبراً جديداً، أن تنشر أي وسيلة إعلامية عالمية أن إسرائيل ستشنّ حرباً على لبنان. لكنّ الأمر يصبح لافتاً عندما تسرّب قناة مثل «سي أن أن» خبراً بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ أحد نظرائه العرب بأن إسرائيل تنوي الهجوم على لبنان. طبيعة التسريب والشخصية المنسوب الخبر إليها تضعان الأمر في سياق متناسق مع موجة التهويل الجديدة التي أطلقها قادة العدو، بالتعاون مع الولايات المتحدة وجهات غربية، لمطالبة حزب الله بوقف جبهة الإسناد.وبمعزل عن «التقييم المهني» للجهات المعنية في المقاومة الإسلامية حول احتمالية الحرب الواسعة من عدمها، وجدت قيادة المقاومة ضرورة المباشرة في خطة من شقين، يتعلق الأول برفع مستوى الجاهزية العسكرية وإخراج خطط الحرب الكبرى من الأدراج ووضع أخرى جديدة ربطاً بمجريات الأشهر الثمانية الماضية، والثاني يتعلق بحملة الدبلوماسية العامة التي يقودها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، والتي كان خطاب أول من أمس أحد أشكالها، لجهة لفت انتباه العالم كله، وليس إسرائيل فقط، إلى أن قرار الحرب الشاملة مع لبنان يعني الذهاب إلى وضع لن يكون مطابقاً لتصوّر العدو وحماته.
وإذا كان جمهور المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة وجد في خطاب نصرالله جواباً شافياً حول استعدادات المقاومة، فإن الجمهور في دولة الاحتلال يتصرف أصلاً على أساس أن ما ذاقه قسم من سكان شمال فلسطين المحتلة، سيتحول إلى طبق يومي لكل مستوطني الكيان، علماً أن القيادتين السياسية والعسكرية تعرفان أن المواجهة الشاملة مع المقاومة تحتاج إلى قوة كبيرة من جانب إسرائيل حتى تدّعي القدرة على تحقيق الهدف من الحرب، وهذا يعني أن إسرائيل، إن قرّرت الدخول في هذه المواجهة، فستكون أمام خيار إلزامي بالخضوع لقواعد اشتباك جديدة غير تلك القائمة حالياً، وهذا بحدّ ذاته عنصر المفاجأة الجديد، إذ تؤكد المقاومة في لبنان، بشكل علني، أن طريقة خوضها الحرب الشاملة لن تشبه أي معركة سبق أن خاضتها مع إسرائيل، وهذا يعني أن ما يبقى في الميدان هو اختبار القوة!
لكنّ خطاب نصرالله لم يكن موجّهاً إلى قادة ومستوطني العدو فقط، ولا إلى قواعد المقاومة فحسب، بل أيضاً إلى جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يدعمون إسرائيل عسكرياً ومادياً وسياسياً. وقد صارح نصرالله «هذا العالم» بأن المواجهة الشاملة ستصيبه أيضاً، كون أدوات القتال من جانب المقاومة ستعمل في كل الأمكنة التي يستفيد منها العدو. وعندما قال إن البحر الأبيض المتوسط سيكون مُحرّماً على قوات الاحتلال وداعميها، فهو يعني أن على كل الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط أن تتصرف على أساس أنها معنيّة بالحرب. وحتى في إشارته إلى قبرص، فهو لم يكن يهدف فقط إلى ثني مسؤولي الجزيرة عن السير في برنامج تعاون خاص مع قوات الاحتلال، بل إلى التوضيح لهم، صراحة، بأنهم مسؤولون عن كل ما يجري على أرضهم، وأن المقاومة ليست معنيّة بالكلام الأخرق عن أن هناك قواعد تُعدّ أراضيَ أجنبية، مثل بعض القواعد البريطانية. وكل الرسائل التوضيحية التي وصلت من الجانب القبرصي إلى بيروت، أمس، لم تجب على السؤال المركزي: هل تعي قبرص خطورة معنى أن تتحول أراضيها إلى قواعد عمل لقوات الاحتلال؟
إذا كان القبارصة يفهمون الأمر، ويتحجّجون بعجزهم عن تغيير المعادلات، فهذا لا يعفيهم من المسؤولية. وهم يعرفون في تجربة الممر الإنساني البحري في غزة أن كل ما عرضوه من أفكار، أُطيح به تماماً عندما قرّرت الولايات المتحدة أن تدير المشروع وحدها وعبر جيشها، وليس في مقدور القبارصة الكذب على أنفسهم واللبنانيين وأيّ أحد آخر، بأن استخدام الأميركيين (والإسرائيليين) لمرفأ لارنكا كقاعدة انطلاق لبرنامج المساعدات، إنما تمّ وفق الخطة الأميركية – الإسرائيلية، واقتصر نصيب الجزيرة وأهلها على تشغيل عدد من سائقي الشاحنات التي تقرّر أن تنقل المساعدات بين السفن والرصيف البحري والشاطئ.لا يمكن للقبارصة نفي النشاط العسكري للعدو، ولا نفي اجتماعات التنسيق الأمني مع الغرب في الجزيرة، ولا قبولهم تجيير بريطانيا قواعدها لإسرائيل
الأمر الآخر الذي لا يمكن للقبارصة التهرّب من مسؤوليتهم عنه، هو أنهم يعرفون جيداً أن وفود الاستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية عقدت وتعقد سلسلة كبيرة من الاجتماعات في قبرص لتنسيق التعاون في ما بينها. وهذا التعاون لا يتعلق بأمن أوروبا، بل بتوفير الدعم الأمني والاستخباراتي لجيش الاحتلال في معركته ضد المقاومة في غزة ولبنان، إضافة إلى توفير مظلة دفاع جوية سبق أن استُخدمت في وجه الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
عملياً، تشكّل قبرص بوابة أوروبا بالنسبة إلى المقاومة في لبنان وفي فلسطين أيضاً، ومسؤولية الجزيرة هي مسؤولية الأوروبيين قبل أي أحد آخر. وإذا كانت القارة العجوز تئنّ من كلفة حرب أوكرانيا ونتائجها، فهي تعرف أنها ستئنّ أكثر مع مشاركتها في الحرب على غزة، لكن سيكون أنينها مختلفاً إن هي تورّطت أكثر في الحرب الإسرائيلية على لبنان. وهذا ما جعل خطاب نصرالله بشأن البحر المتوسط وقبرص يلقى الصدى الخاص عند الأوروبيين والأميركيين الذين أخذوا عبرة أولى من المواجهة البحرية، من خلال ما يجري في البحر الأحمر، ويعرفون جيداً أن الأسلحة الموجودة بيد المقاومة في لبنان، والمخصّصة للقتال في البحار، مختلفة كثيراً عما هو موجود في اليمن، فكيف ستكون الصورة لو تورّطوا في الحرب إلى جانب إسرائيل؟ علماً أن نصرالله نفسه سبق أن حذّر الأميركيين، منذ خطابه الأول بعد «طوفان الأقصى»، من أن المقاومة أعدّت العدّة للأساطيل الأميركية، مذكّراً إياهم بما واجهته قوات البحرية الأميركية في لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، يوم كانت المقاومة الإسلامية لا تزال حديثة الولادة.
طبول الحرب تُقرع أساساً، ولا حاجة أن يتكهّن أحد لأحد بما قد يحصل. لكن ما يُفترض بالعدو ورعاته إدراكه هو أن المعركة، إن وقعت، سيكون لها مشهد مختلف عما يجري في غزة. وإذا كان العدو يهدّدنا بدمار وموت كما يجري في غزة، فعليه أن يعرف أننا سنبدأ معركتنا معه بمشاهد لم يسبق له أن تخيّلها. وبقية الصورة متروكة – على ما يقول السيد – للميدان وأهله!
النهار عنونت: تهديد نصرالله لقبرص يرتدّ على “اللادولة” الساكتة
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
سدّد الهجوم التهديدي الذي شنّه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله في خطابه الأخير ضد قبرص، ضربة قاسية، ليس للعلاقات الراسخة المميزة اللبنانية مع إحدى اقرب وأوثق الدول المجاورة للبنان، بل لـ”اللادولة” اللبنانية التي بدت في أشدّ حالات إنكشافها وإحراجها وإرباكها الى حدود “تعذر” بل استحالة صدور بيان إدانة او إستنكار أو تبرؤ رسمي من هجوم نصرالله عن أي مسؤول لبناني رسمي.
غاب الرد الرسمي العلني طوال ساعات، فيما كان يتفاعل التهديد لقبرص “بأننا سنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب إذا أقدمت على فتح مطاراتها لإسرائيل” كما حذر نصرالله، إلى أن تم توزيع نبأ اتصال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب بنظيره القبرصي كونستانستينوس كومبوس، فيما افادت معلومات عن اتصال صباحي كان أجراه رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي بالرئيس القبرصي واتفقا على “معالجة الموضوع بهدوء ومن دون ضجيج إعلامي وعدم تضخيم الموضوع”.
ولكن عدم صدور رد فعل رسمي علني، رسم معالم انكشاف متجدد للحكومة والدولة والديبلوماسية اللبنانية لكون تداعيات التهديد بدأت تلامس ردود فعل لم تتبلور تماماً بعد، لكنها تنذر بتداعيات ديبلوماسية أولاً وأمنية ثانياً، علماً أن هذه القضية لن تقف حدودها عند قبرص بل ستتمدد إلى الاتحاد الأوروبي كلاً، خصوصاً وأن الرد القبرصي على تهديدات نصرالله كان قاطعاً لجهة نفي الحكومة القبرصية بأنه لن يتم منح أي دولة الاذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص. وما بدا لافتاً في الترددات السلبية لهذا التطور أن “اللادولة” لم تغب فقط عن اهتزاز خطير يهدد علاقات لبنان الوثيقة بدولة لها هذا الموقع الجغرافي والاستراتيجي الحيوي للغاية بالنسبة إلى لبنان، بل “اختفت” أيضاً لجهة التعامل مع جوانب شديدة الخطورة تناولها السيد نصرالله في خطابه لجهة حديثه عن الحرب والاستعدادات لها وكأن لا دولة في لبنان معنية بكل ما أطلقه من مواقف.
واقتصر تعامل الحكومة مع تهديد نصرالله بمحاولات الاحتواء الشكلية إذ أجرى الوزير بوحبيب اتصالاً بوزير الخارجية القبرصي “وأعرب له عن تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة”. وأُفيد أن الوزير القبرصي أكد مضمون البيان الصادر عن رئيس جمهورية قبرص أول من أمس من أن “بلاده تأمل في أن تكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة”، وشدد على “أن قبرص ليست في وارد التورط بأي شكل في الحرب الدائرة في المنطقة”، كما أوضح أن قرار اقفال السفارة القبرصية أبوابها أمس ليوم واحد كان محدداً مسبقا لأسباب ادارية تتعلق بنظام التأشيرات وهي ستعاود العمل كالمعتاد بدءاً من اليوم.
وبعد المعلومات التي فسرت إقفال سفارة قبرص في لبنان أمس أبوابها كرد فعل على كلام نصرالله، أعلنت السفارة القبرصية في بيان أن القنصلية لن تستقبل أي طلبات تأشيرة أو تصديقات ليوم واحد فقط، في 20 حزيران (يونيو) 2024.
كما أصدرت #وزارة الخارجية بياناً شددت فيه على “أن العلاقات اللبنانية – القبرصية تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الديبلوماسي وأن التواصل والتشاور الثنائي قائم وبوتيرة مستمرة ودائمة على أعلى المستويات بين البلدين بهدف التباحث في القضايا ذات المصالح المشتركة”.
ولكن تقارير إعلامية أفادت أن #بريطانيا وأميركا وإسرائيل بالتعاون مع قبرص تجري مسحاً شاملاً للبنانيين في الجزيرة “وسيتم التعامل مع مرتبطين بـ”حزب الله” في قبرص كإرهابيين”. كذلك أشارت إلى معلومات توافرت عن نية “حزب الله” استهداف مصالح بريطانية وأميركية وإسرائيلية في قبرص منذ شهرين.
ردود داخلية
وأثار هجوم نصرالله على قبرص ردوداً داخلية سلبية كان أبرزها لرئيس #الحزب التقدمي الاشتراكي السابق #وليد جنبلاط الذي كتب عبر منصة “إكس”: “في أيام الحرب الباردة توصّل الفرقاء من الجانبين إلى مفهوم التدمير الذاتي المشترك Mutual Assured Destructionأي استحالة الفوز لأي فريق فقط نهاية البشرية. ملاحظة، قبرص كانت ملجأً للبنانيين على مدى عقود أيام المحن”.
بدوره أكد النائب في كتلة “الجمهورية القوية “غسان حاصباني أن تهديد نصرالله لقبرص “ليس فقط مُحرجاً بل هو خطير جداً، لأن هذا “الحزب” كان سابقاً هدّد دول الخليج الشقيقة وأدخل لبنان في عزلة وهو اليوم يوسّع هذا التهديد ليشمل عبر قبرص تهديد الاتحاد الاوروبي لأنها عضو فيه. وهذا يشكل خطراً على لبنان كدولة ويضعه في عزلة عن العالم”.
واصدرت “مجموعة من الناشطين السياسيين” المعارضين البيان رقم 1 “على أن تتبعه في الايام المقبلة بيانات أخرى اعتبرت فيه “أن ما قام به “حزب الله” يُضرّ بمصالح لبنان واللبنانيين ضارباً عرض الحائط الدستور عندما هدّد دولة شقيقة يعتبرها العالم البوابة الشرقية لأوروبا والنافذة الوحيدة نحو الغرب”، وشددت على “أن في لبنان خياراً لبنانياً يرفض سلوك “حزب الله” شكلاً ومضموناً. وحرصاً على مصالح وعلاقات لبنان نُطالب الحكومة ومجلس النواب رئاسة وهيئة عامة بالخروج من دائرة الإستقالة عن دورهم والتحرّك بشكل سريع وفعّال رفضاً لما قاله نصرالله ودفاعاً عن مصالح ملايين اللبنانيين”.
وساطة بريطانية
اما في ما يتصل بالوضع المتفجر في الجنوب، فاعلن المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي مساء أمس أنه تلقى اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أبدى فيه الأخير استعداد بلاده للقيام بأي اتصالات ومساعٍ لتخفيف حدة التوتر في جنوب لبنان وتثبيت الهدوء والأمن والاستقرار.
وأفادت محطة “سي أن أن” الأميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لتوغل بري وهجوم جوي على لبنان، ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع قوله، إن احتمال حرب بين إسرائيل و”حزب الله” يتزايد مع تلاشي فرص التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حماس”.
وفي زيارتها الأولى لمقرّ قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (#اليونيفيل) في الناقورة، التقت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو وقوّات حفظ السلام التابعة لليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان. وقالت: “تهدف جهودنا المشتركة إلى استعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر من التبادل الكثيف الذي أدّى إلى تعطيل حياة عشرات الآلاف على كلا الجانبين. من الضروري لجميع الأطراف وقف تبادل اطلاق النار والالتزام بحلول مستدامة تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701”. وأشادت بقيادة اليونيفيل وتفاني حفظة السلام التابعين لها، المتواجدين دائماً على الأرض ويواصلون دوريّاتهم في منطقة جنوب نهر الليطاني رغم الظروف الصعبة والخطيرة.
أما على الصعيد الميداني، فأغارت مسيّرة إسرائيلية بأربعة صواريخ مستهدفة سيارة في بلدة دير كيفا، متسببة بسقوط قتيل هو عباس إبراهيم حمزة حمادة من بلدة الشهابية الجنوبية الذي نعاه “حزب الله”. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف قائد عمليات منطقة جويا في “حزب الله” فضل إبراهيم بغارة. واستهدفت غارة إسرائيلية أخرى سيارة في بلدة حومين الفوقا متسببة بسقوط قتيل أيضاً أُفيد انه نجل الشيخ محمد جمعة عمار جمعة. واستهدفت غارة أخرى سيارة على طريق حناويه في قضاء صور، وادّت الى إصابتين.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه قصف ثكنة زرعيت بعشرات صواريخ الكاتيوشا واستهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا وموقع الناقورة البحري.
اللواء عنونت: احتواء الأزمة مع قبرص.. وبلينكن يكشف عن قرار بـ«توغّل إسرائيلي» في الجنوب
رسالة جنبلاطية لبرِّي.. وصدمة في مجلس النواب: 1000 دولار كلفة النازح السوري بالسنة
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول:
سعت الدبلوماسية لمعالجة تحذير حزب الله لقبرص على خلفية معلومات من أنها ستستخدم اسرائيل مطاراتها وموانئها للحرب على لبنان، في حال حدوثها، ونجحت الى حد ما في وقف التداعيات، بعدما أكد الرئيس القبرصي ان بلاده جزء من الحل، وليست جزءًا من المشكلة.
لكن الحرب الميدانية بين حزب الله واسرائيل لم تتوقف، فإسرائيل تابعت سياسة اغتيال قيادات المقاومة وعناصرها عبر المسيَّرات من الجو، والحزب صعّد من ردّه على أية عملية تجري، بالقصف الصاروخي، وعبر المسيَّرات الانقضاضية للمواقع العسكرية، وبعشرات الصواريخ الموجهة والدقيقة، الأمر الذي جعل قوات الاحتلال تخلي عدداً من المستوطنات في الشمال.
إلى ذلك كشفت مصادر وزارية ان لبنان الرسمي استوعب الإشكال الذي سببه تهديد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله باستهداف للجزيرة في حال استمرت الحكومة القبرصية بتقديم تسهيلات لوجستية وسمحت لإسرائيل باستخدام مطاراتها لضرب لبنان.
وقالت المصادر ان اكثر من اتصال جرى على مستويات عالية،شملت الرئيس القبرصي ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، تم خلالها التأكيد على حرص المسؤولين اللبنانيين على العلاقات الجيدة مع قبرص، وعدم علاقة الدولة اللبنانية بتصريح نصرالله، لا من قريب ولا من بعيد، لان لبنان يحفظ لقبرص حكومة وشعبا، وقوفها الى جانب لبنان باستمرار، لاسيما خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعرض لها، وكانت تقف الى جانب لبنان على الدوام، وتؤمن كل مستلزمات تخزين المساعدات ونقلها الى لبنان .
وشددت المصادر على ان الجانب القبرصي تفهَّم موقف الحكومة اللبنانية، واكد حرصه على استمرار العلاقات الجيدة التي تربط البلدين والشعبين على كل المستويات.
وأجرى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اتصالاً هاتفياً بنظيره القبرصي كونستاتينوس كومبوس لاعادة تأكيد موقف لبنان الذي ينظر بايجابية للدور القبرصي، ودور الجزيرة في دعم الاستقرار الاقليمي.
وصدر عن وزارة الخارجية بيان جاء فيه:«يهم وزارة الخارجية والمغتربين التأكيد مجدداً ان العلاقات اللبنانية- القبرصية تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الدبلوماسي، وأن التواصل والتشاور الثنائي قائم وبوتيرة مستمرة ودائمة على اعلى المستويات بين البلدين بهدف التباحث في القضايا ذات المصالح المشتركة».
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية انه «لا اساس لأي ادعاء عن تورط قبرص عبر بنيتها التحتية في حال اي مواجهة تتعلق بلبنان».
السفارة والتأشيرات: ليس بعيدا، وبعد معلومات صحافية سرت عن اقفال سفارة قبرص في لبنان ابوابها كرد فعل على كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس، أعلنت سفارة جمهورية قبرص في بيان، أن القنصلية لن تستقبل أي طلبات تأشيرة أو تصديقات ليوم واحد فقط، في 20 حزيران 2024. ولفتت السفارة القبرصية، الى انه يمكن استلام جوازات السفر والتصديقات من خلال إظهار الإيصال الصادر عن القنصلية عند تقديم طلب التأشيرة.
وسجل موقف تضامني للاتحاد الاوروبي مع الجزيرة التي هي عضو فيه، وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد: قبرص دولة عضو في الاتحاد، وأي تهديد ضدها نعتبره تحديداً للاتحاد ككل.
بين كاميرون وبلينكن
وفيما تلقى الرئيس نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ابلغه عن استعداده لمنع تدهور الوضع في الجنوب، حضرت الاستعدادات الاسرائيلية لحرب على لبنان، في جولة وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الاخيرة، مع نظرائه من عرب واسرائيليين.
ووفقا لما نقل عن بلينكن أنه ابلغ احد نظرائه العرب ان اسرائيل عازمة على التوغل في لبنان في حرب خاطفة، رداً على ما سمعه من أن حزب الله أبلغ الوسطاء العرب والاجانب انه لن يوقف عمليات المساندة قبل وقف الحرب في غزة.
إلًّا أن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيري قال: لا نريد رؤية أي توسعة للحرب في الشمال، ونتابع بجدية التوتر بين حزب الله واسرائيل.
وأعلنت الخارجية الاميركية: اوضحنا للاسرائيليين رغبتنا في حل دبلوماسي للصراع الحالي، ولا نريد رؤية تصعيد على حدود اسرائيل ولبنان.
كما اشارت الى ان «التوصل لاتفاق لوقف اطلاق للنار بغزة، سيسهم في خفض التصعيد على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية».
رسالة جنبلاطية لبري
نيابياً، نقل وفد اللقاء الديمقراطي، برئاسة النائب تيمور جنبلاط الى الرئيس نبيه بري رسالة من النائب وليد جنبلاط مفادها ان اللقاء مستمر بالتحرك حول الملف الرئاسي، على الرغم من أن الجولة الاولى من اللقاءات لم تُفضِ الى أية نتيجة.
واعلن النائب السابق غازي العريضي باسم اللقاء ان وجهات النظر كانت متفقة، مشيرا الى التسهيلات التي قدمها رئيس المجلس، سواء للجنة الخماسية او الموفدين الدوليين، موضحاً: سنكمل تحركنا مجدداً، على الأقل للوصول الى اتفاقات تؤدي الى إنهاء الشغور الرئاسي، كما كان يحدث دائماً.
التقرير المستند
نيابياً، استعمت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب من مدير البنك الدولي في لبنان جان كريستوف كاريه، على الأرقام التي تضمنها التقرير الذي اعده البنك حول الاعباء المالية المترتبة على النزوح السوري في لبنان.
وقال رئيس اللجنة النائب فادي علامة «ان التقرير، وكما ورد وتمت مناقشته، يقسم الى قسمين يتعلقان بالشق المالي والاقتصادي. على الصعيد المالي يظهر التقرير أن عبء الحرب في سوريا والتي أدت الى نزوح باتجاه لبنان كان أن أدى ذلك الى انخفاض النمو في الناتج المحلي الى 3 % في العام، وذلك في الفترة الواقعة ما بين 2011 الى 2017 . وأن الكلفة هي حوالى 31 مليار في السنوات السبع الأولى من الحرب أي بمعدل 5 مليار دولار يتحمله لبنان بسبب الحرب التي نتج عنها النزوح».
اضاف:«إن كلفة استضافة لبنان للنازحين السوريين حوالي الـ1000 دولار للشخص الواحد في السنة. واذا قارنا بيننا وبين الأردن، فإن الكلفة أعلى قليلاً بسبب الوضع الاقتصادي وطريقة التعاطي مع ملف النزوح المختلفة».
واشار علامة الى «أن لدينا في العام حوالى المليار ونصف المليار في السنة، وهي كلفة استضافة زائدة على لبنان ليتمكن من تغطيتها .لذلك فإنه نتيجة الحرب ونتيجة النزوح أدى ذلك الى انخفاض الاستثمار في لبنان حوالى 20% بين2011و2017 كما أن الاستيراد قد تأثر نزولاً حوالى 35% بحسب الدراسة والصادرات حوالي 45% وهذه أرقام كبيرة، فضلاً عن تأثر رأس المال سلباً والتسبب بشح الاستثمارات والايداعات حوالى 20%».
غارات وردّ على الاغتيالات
ميدانياً، شنت ليل أمس طائرات العدو غارات على بلدات طلوسة وحولا وميس الجبل وسهل الخيام.
واستهدف حزب الله موقع الناقورة البحري بقذائف المدفعية واصابه اصابة مباشرة، كما قصفت المقاومة الاسلامية ثكنة زرعيت بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
الجمهورية عنونت: تخوُّف أميركي من إندلاع حرب وبريطانيا تعرض وساطة للتهدئة جنوباً
وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:
انتهى اليوم اللبناني ـ القبرصي الطويل باستيعاب الأزمة الناشبة بين لبنان وقبرص، والذي قد يُتوّج بزيارة مسؤول قبرصي رفيع للبنان قريباً. ولم ينسحب هذا المشهد على الجبهة الجنوبية التي بقيت مفتوحة على كل الاحتمالات، نتيجة استمرار التهديد الاسرائيلي وتخوف واشنطن من احتمال نشوب حرب واسعة على هذه الجبهة في حال تلاشي الفرص المتاحة لهذا الامر. في الوقت الذي يستمر الاستحقاق الرئاسي دائراً في الحلقة المفرغة.
نقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي رفيع قوله أمس، انّ «احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله» يتزايد مع تلاشي فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس». وأضاف «انّ إسرائيل أبلغت إلى واشنطن مخاوفها من تعرّض القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من «حزب الله».
وفي هذه الأثناء نقل موقع «أكسيوس» عـن مصادر مطلعة، انّ اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين مساء الثلثاء كان سيئاً. وقال هوكشتاين، إنّ «الاتهامات في شأن حجب الأسلحة كاذبة». واضاف، انّ «الخلاف الجديد بين نتنياهو وإدارة بايدن يعرقل جهود التهدئة وتجنّب الحرب مع «حزب الله». واعتبر انّ تصرف نتنياهو «يخلق فجوة بين الحليفين تؤدي لتآكل الردع الإسرائيلي في نظر حزب الله».
وذكر الموقع، انّ فريق بايدن كان غاضباً ومصدوماً من نتنياهو، وانّ مسؤولين قالوا إنّه «غير متزن».
الت هيئة البث الاسرائيلية («كان»)، انّ الولايات المتحدة حذّرت لبنان من انّها ستدعم أي هجوم إسرائيلي عليه إن لم يوقف «حزب الله» هجماته اليومية على شمال إسرائيل».
وذكرت الهيئة في تقريرها، انّ هوكشتاين شدّد على أنّ إنهاء النزاع بين «حزب الله» وإسرائيل بطريقة ديبلوماسية وبسرعة «أمر مُلحّ». ونقلت عنه قوله لمسؤولي لبنان، إنّه «إذا لم يوقف «حزب الله» هجماته اليومية على شمال إسرائيل، فقد يجد نفسه هدفاً لعملية إسرائيلية
محدودة». واوضح أنّ «هناك حاجة إلى حل ديبلوماسي لإجبار «حزب الله» على التراجع عن الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، وإلّا فإنّ إسرائيل يمكن أن تشنّ هجوماً محدوداً بدعم من الولايات المتحدة».
الى ذلك، قال الاتحاد الأوروبي امس «نعمل مع الأطراف الإقليمية لمنع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله». ولكنه اضاف حسب قناة «العربية»: «لا نستطيع وقف أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله». وتابع: «سنساعد الجيش اللبناني في المحافظة على السلام في جنوب البلاد». واستكمل: «آخر ما يحتاجه لبنان حرباً طويلة الأمد». واعتبر انّ «أي تهديد للدول الأعضاء (في الاتحاد) غير مقبول». وذلك في إشارة الى التحذيرات التي وجّهها الامين العام لحزب الله إلى قبرص أمس الاول.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقّى اتصالاً امس من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، تمّ خلاله البحث في العلاقات بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
وخلال الاتصال، أبدى كاميرون «استعداد بلاده للقيام بأي اتصالات ومساع لتخفيف حدّة التوتر في جنوب لبنان وتثبيت الهدوء والأمن والاستقرار».
عملية برية
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الرئيس السابق للمكتب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب نيتزان نورييل، قوله «إنني أعتقد أنّه في غضون أسابيع قليلة سنشهد عملية إسرائيلية في لبنان وستستمر أشهراً». وأشار إلى أنّ «العملية البرية للجيش الإسرائيلي سيكون هدفها دفع «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة». وأضاف أنّ «العملية ستترافق مع غارات جوية عبر الأراضي اللبنانية، ليظهر لهم الثمن الذي سيدفعونه».
وأوضح نورييل أنّ «التصريحات الإسرائيلية تعني أنّه نفد صبرنا. وإذا لم تتمكنوا من التوصل إلى اتفاق يمكننا التعايش معه، (الحرب) هي خطوتنا التالية». وقال: «الناس، خصوصاً بعد 7 تشرين الأول، يخشون سيناريوهين: هجوم بري أو صواريخ على منازلهم»، وأعرب عن اعتقاده أنّ «التوترات قد تستمر إلى ما بعد أيلول». واعتبر أنّ «القرار يعود إلى نتنياهو، لذلك فإنّ الأمر يبدأ وينتهي مع نتنياهو».
من جهتها، أشارت المسؤولة السابقة في استخبارات الجيش الإسرائيلي ساريت زيهافي، إلى أنّ «اسرائيل «مهتمّة بوقف إطلاق النار أكثر من الحرب وخصوصاً إذا واجهت حملة متعدّدة الجبهات تديرها إيران».
في حين قال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، إنّه إذا أصرّت إسرائيل على أخطائها وقرّرت توسيع رقعة الحرب إلى أماكن أخرى في المنطقة من بينها لبنان، «فعليها أن تعلم أنّ طاقات جديدة ستُفعّل ضدّها».
اغتيالات وردود
وعلى الجبهة الجنوبية وبعد ليل من الاعتداءات على قرى الجنوب وعمليات مؤثرة للمقاومة ضدّ المواقع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة، وبعد هدوء صباحي امس ساد القرى، أغارت طائرة اسرائيلية مُسيّرة بأربعة صواريخ على سيارة في بلدة دير كيفا، ما ادّى الى سقوط عباس ابراهيم حمزة الذي نعاه «حزب الله» «شهيداً على طريق القدس». فيما وصفه الجيش لإسرائيلي بأنّه «قائد عمليات منطقة جويا في «حزب الله».
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مرتفعات الريحان، فيما تعرّضت أطراف بلدة كفركلا وتلة العزية في اتجاه ديرميماس لقصف مدفعي قبيل مراسم تشييع الشهيد وهبي إبراهيم، وطاول القصف مدينة الخيام، فيما تعرّضت منطقة بئر كلاب في مرتفعات اقليم التفاح لقصف جوي بصاروخين. وعصراً اغارت طائرة مسيّرة على سيارة بيك آب على طريق حناويه في قضاء صور، وسقط جريحان، فيما اغار الطيران على بلدة يارون. واعلنت «المقاومة الإسلامية» انّها قصفت «ثكنة زرعيت» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وموقع رويسات العلم بالرشاشات الثقيلة وتجمعاً للجنود داخل موقع السماقة في مرتفعات كفر شوبا. كذلك قصفت موقع «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع الناقورة البحري. وافادت قناة 12 العبرية انّ 25 صاروخًا انطلقت من لبنان وسقطت في الجليل الغربي.
الأزمة مع قبرص
في غضون ذلك، نجحت الاتصالات التي نشطت امس في مختلف الاتجاهات في استيعاب الأزمة السياسية ـ الديبلوماسية التي نشبت خلال اليومين الماضيين بين لبنان وقبرص بعد تحذير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السلطات القبرضية من استخدام اسرائيل قواعدها العسكرية والجوية لشن اي عدوان على لبنان، وزادتها بلبلة معلومات عن إقفال السفارة القبرصية في لبنان، تبين انّها غير صحيحة، وانّ الاقفال كان مقرّراً سلفا وليوم واحد لإجراءات تتعلق بتأشيرات السفر، وستعاود السفارة عملها المعتاد اليوم..
وقد حوصرت الأزمة وعولجت في مهدها، بنتيجة مواقف صدرت عن مسؤولين قبارصة كبار، وعن وزارة الخارجية اللبنانية. فبعدما كان صدر اول تعليق قبرصي على كلام نصرالله من تل ابيب مساء امس الاول على لسان سفير قبرص لدى إسرائيل كورنيليوس كورنيليو، الذي قال بكلام تهديدي وتحذيري: «بالطبع سنردّ على تهديدات نصرالله، ونحن نعمل بتنسيق وثيق مع إسرائيل»، عمل الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على تلطيف كلام سفيره فقال: «إنّ قبرص غير متورطة في أي نزاعات عسكرية، وتضع نفسها كجزء من الحل وليس المشكلة. وأنّ ممرنا الإنساني نحو غزة هو شهادة على التزامنا بالسلام والاستقرار، فقبرص
ليست جزءاً من المشكلة، بل هي جزء من الحل». واضاف: «أنّ قبرص لديها قنوات ديبلوماسية مفتوحة مع كل من حكومة لبنان وحكومة إيران. والحكومة ستعالج القضية عبر القنوات الديبلوماسية».
ولاحقاً، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية انّه «لن يتمّ منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص. وأنّ علاقات جمهورية قبرص مع لبنان ممتازة». واكّد أنّ «قبرص ليست منخرطة ولن تشارك في أي صراعات حربية» .
وفي هذه الاثناء، اكّدت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان «انّ العلاقات اللبنانية- القبرصية تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الديبلوماسي، وانّ التواصل والتشاور الثنائي قائم وبوتيرة مستمرة ودائمة على أعلى المستويات بين البلدين بهدف البحث في القضايا ذات المصالح المشتركة».
واتصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بنظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، وأكّد له «تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة». فردّ كومبوس مؤكّداً مضمون البيان الصادر عن الرئيس القبرصي أمس، من انّ بلاده «تأمل ان تكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة». وشدّد على «انّ قبرص ليست في وارد التورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة». وأوضح انّ قرار إقفال السفارة القبرصية ابوابها ليوم واحد أمس «كان محدّداً مسبقاً لأسباب ادارية تتعلق بنظام التأشيرات، وهي ستعاود العمل كالمعتاد بدءاً من الغد (اليوم).
وشدّد الوزيران على «عمق علاقات الصداقة التي تربط البلدين واهمية تعزيز التعاون الثنائي بينهما لما فيه مصلحة الشعبين».
وتوقّعت مصادر انّ يزور مسؤول قبرصي رفيع المستوى بيروت قريباً لعقد اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين «لوضع الامورفي نصابها، واستكمال البحث في ما بدأه الرئيس القبرصي خلال زيارته الاخيرة لبيروت حول موضوع الهجرة غير الشرعية للاجئين من لبنان».
حراك «التقدمي»: لا إيجابية
على الصعيد الرئاسي، بدا انّ الاستحقاق الدستوري لا يزال في عطلة العيد، لكن خرقه استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط مع وفد من «اللقاء» وقيادة الحزب، وجرى عرض لآخر تطورات الأوضاع السياسية والمستجدات، لا سيما منها المساعي المتصلة بالملف الرئاسي وأجواء الإتصالات التي أجراها «اللقاء الديموقراطي» مع الأطراف السياسية والكتل النيابية.
وقال عضو «الحزب التقدمي الاشتراكي» غازي العريضي بإسم الوفد انّ «تيمور بيك نقل موقف «اللقاء الديموقراطي» والحزب التقدمي الإشتراكي وخلاصة الإتصالات والمشاورات التي جرت مع كل الكتل النيابية، في محاولة للوصول الى تفاهم والخروج من المأزق للوصول الى إنتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة وإعادة إطلاق عمل المؤسسات». واضاف: «لم نتوصل في هذه المرحلة إلى نتائج إيجابية كما كنا نأمل، لكن التحرك لن يتوقف، إذ لا خيار أمامنا كلبنانيين إلّا التشاور بعضنا مع بعض لنصل إلى النتيجة المرجوة، آخذين في الإعتبار الواقع الداخلي الصعب والمأزوم على كل المستويات، وما يحذّر منه الكثيرون من زوال الكيان اللبناني، وأيضاً ما يجري في المنطقة والتداعيات السلبية التي يمكن أن تصل إلينا».
وختم: «لذلك الدعوة بالنسبة إلينا هي هي، ونحن سنواصل تحرّكنا مجدداً، بنَفس طويل وبصبر، هذا هو خيار الحزب الأساسي، وهذا هو التوجّه الذي نستند إليه، والتجارب كما سبق وذكرنا أكثر من مرّة، خضنا كل التجارب وكنا نذهب دائماً إلى إتفاقات، نأمل أن تنتهي المسألة بهذا الشكل في أقرب وقت».