كتب أكرم بزي – الحوار نيوز
بعد كشف المقاومة الإسلامية عن “بنك أهداف” في فلسطين المحتلة، عبر ما حملته طائرة “الهدهد” في الحلقة الأولى، من صور عالية الدقة لمجموعة أهداف حساسة( “مصانع الأسلحة والتكنولوجيا” وميناء حيفا ومخازن الأمونيا ومنطقة “الكريوت”) والتي تحتوي على 260 ألف مستوطن، جُلهم يعمل في “الميناء” والمصانع الآنفة الذكر ومنظومات الدفاعات الجوية، وأماكن تواجد البارجات الحربية من فئة “ساعر 4 و 5 و6″، بالإضافة إلى أماكن صيانة السفن والغواصات الحربية، والأبراج الشاهقة ومخازن الوقود وشركات الكهرباء … الخ، بات من الواضح أن المقاومة الإسلامية في لبنان وضعت “إسرائيل” في مرمى نيران صواريخها الدقيقة والثقيلة.
ويبدو أن توقيت الإفصاح عن هذه الرسالة، جاء قبل يوم واحد من الخطاب المتوقع لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، في ذكرى أسبوع على استشهاد قائد وحدة “نصر” في المقاومة الإسلامية الشهيد طالب سامي عبدالله (أبو طالب)، وبعد وصول المبعوث الأميركي لرئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، والذي على ما يبدو لم يأتي بشيء جديد سوى ما أفصحت عنه وسائل الإعلام الصهيونية، من أن هوكشتاين خلص من لقاءاته مع قادة العدو “غير متفائل”، وأن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو أبلغه رسالة مفادها: “إما ان يتراجع حزب الله لما بعد الليطاني أو الحرب”!
وسائل إعلام لبنانية أكدت أن المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين “يحمل معه في جولته رسالة إسرائيلية شديدة اللهجة وأكثر خطورة من الرسائل الماضية بضرورة التفاوض ووقف إطلاق النار على الحدود، والا فإن التصعيد سيصبح حتمياً”.
يبدو أن “الرسالة” أرادت المقاومة إرسالها في هذا التوقيت بالذات، قبل خطاب السيّد وبعد وصول هوكشتاين، لتكون رادعة ولتبلغ الأميركيين قبل الإسرائيليين على حد سواء، ولتقول أن “يدنا باتت حول رقابكم” وإذا أردتم “توسعة الحرب” فنحن لها وأن كل مصانعكم ومنشآتكم العسكرية والمدنية، ستطالها صواريخنا ومسيراتنا من الدقيقة الأولى.
فرسائل التهديد التي حملها المبعوثون الغربيون منذ بداية الحرب لغاية الآن بلغت بحسب وسائل الإعلام المحلية أكثر من 140 رسالة، والتي حملت في طياتها “إغراءت” و”تهديدات” في آن واحد، الهدف منها كان الفصل بين جبهات الإسناد عما يجري في قطاع غزة، لكنها كلها باءت بالفشل ولم تحقق أي نتيجة وما زالت المقاومة على موقفها.
أهمية ما كشفته “طائرة الهدهد”، ليس ف يما حملته من صور عالية الدقة والتعريف بالمراكز الحساسة والخطيرة لدى الكيان الصهيوني وحسب، بل كشفت أن المقاومة تستطيع ان تُدخل إلى سماء الكيان الصهيوني المؤقت طائرة استطلاع متطورة تقوم بإجراء عملية مسح شامل للكيان الصهيوني بأكمله،من دون ان تُكتشف من قبل أجهزة الرصد والمتابعة وكل ما تتشدق به المنظومات العبرية، وهذا يدلل على أن الجيش الصهيوني يعاني من عجز على القيام برصد هذا النوع من الطائرات المسيّرة والتي بات حزب الله يمتلك القدرة العالية في التحكم بها، إن كان على مستوى التحكم والسيطرة الجوية او على الإنقضاض على الأهداف العسكرية او المدنية وقت ما تشاء، بالإضافة الى تحديثات دقيقة عن المنشآت الحيوية.
يأتي هذا الكشف، بعد سلسلة إخفاقات مُني بها جيش العدو الصهيوني في قطاع غزة، وخاصة بعد عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة وتحديداً في رفح، بعدما سجلت وسائل الإعلام الصهيوني مقتل أكثر من 36 ضابطاً وجندياً في كمائن محكمة خلال الأسبوعين الماضيين، بالإضافة إلى العمليات النوعية التي قامت بها المقاومة الإسلامية في لبنان والتي عبرت عنها وسائل الإعلام الصهيونية بعناوين مختلفة أبرزها: “الشمال يحترق”، وبحسب أعضاء بلديات الشمال المحتل: “أصبحت المنطقة حقل رماية بكل ما للكلمة من معنى”.. فما فعله حزب الله في الشمال الفلسطيني المحتل حوّل المنطقة إلى مساحات خوف وقلق ورعب، وكل المستوطنين أو معظمهم غادروا إلى الوسط، وهناك شريان نازف على المستوى الاقتصادي”. وكما يقول بعض المستوطنين الذين صرحوا للإعلام فإن الشمال يحترق.. إنه الجنون.. والحكومة عاجزة عن اتخاذ القرار.. وجيش الاحتلال غير قادر على الحماية”.
لم تستطع “إسرائيل ومعها أميركا والغرب” من إحراز أي صورة نصر في قطاع غزة بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر منذ عملية 7 أكتوبر 2023 ولغاية الآن، بالرغم من كل المجازر والتدمير والإبادة.
في إحدى المقابلات أكّد اللّواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، أنّ “أيّ قرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لمهاجمة “حزب الله”، سيجلب محرقةً على إسرائيل”، مشيرًا إلى أنّ “الحرب في قطاع غزة فقدت غايتها، وهي مستمرّة فقط من أجل مصلحة نتانياهو”.
الخلاصة: أن العدو الصهيوني، يسير من إخفاق إلى إخفاق، ويبدو أننا سنشهد هزيمة مدوية، بعد هزيمة 7 أكتوبر 2023، ولن يستطيع “جيش العدو الصهيوني” أن يقوم بتوسيع الحرب في “الجبهة الشمالية”، فما كشفته المقاومة الإسلامية في لبنان، وبحسب الخبراء العسكريين الصهاينة والمحليين، لا يمثل سوى 20% مما يملكه من صواريخ وعتاد عسكري يستطيع أن يقلب المعادلات رأسا على عقب، وما شاهدناه في الفيديو من “طائرة الهدهد” يؤكد ذلك. وما سيقوله غداً الأمين العام لحزب الله سيكون أكثر إفصاحاً وتوضيحا لما يجري، وغداً لناظره قريب.
وبالمناسبة ولدقة مشاهد طائرة الهدهد يتداول الناشطون على “السوشيال ميديا” طرفة تُنسب إلى الإعلام الصهيوني تقول: “إن محفظة جلدية لونها أسود فقدت على ساحل حيفا، الرجاء من طائرات حزب الله تحديد مكانها”!!
وهنا مشاهد الفيديو التي وزعها الإعلام الحربي في حزب الله: