كتب حلمي موسى من غزة:
يأتي العيد اليوم في ظروف بالغة التعقيد ومن دون وضوح للخطوات القريبة المقبلة وان كانت الوجهة النهائية اشد وضوحا.
واضح ان اسرائيل عاجزة عن تحقيق اهداف حربها سواء بتهجير الفلسطينيين او اعادة السيطرة على اجزاء من القطاع بهدف الاستيطان فيها او حتى السيطرة العسكرية. فقرار مجلس الامن الدولي تحدث عن الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع وحل الدولتين والاهم عدم المساس بحدود القطاع.
ولكن الوجهة القريبة غير واضحة بسبب ان اسرائيل ترفض حتى الان قبول ما يسمى بالمقترح الاسرائيلي. ويبدو ان المفاوضات حاليا وصلت الى طريق مسدود في ظل تمسك المقاومة بموقفها وعدم تليين حكومة نتنياهو لموقفها. وفي كل حال يبدو ان الضغط الامريكي الذي كان شديدا اخلى مكانه لنوع من الترقب بانتظار تطورات.
وتشعر المقاومة في غزة حاليا بنوع من قوة الموقف نتيجة ما تحققه من استنزاف للعدو في عمليات يومية ناجخة من جهة وما يمثله موقف حزب الله الضاغط باتجاه رفض اي نقاش حول تسوية في لبنان قبل وقف الحرب في غزة.
اما اسرائيل فتعيش مأزقا حقيقيا. من ناحية هي عاجزة عن استعادة اسراها بطرق عسكرية وهو ما اشار اليه اغلب قادة الجيش وآخرهم الناطق بلسان الجيش ،كما ان الضغط العسكرى وصل نهايته باحتلال رفح. وقد بين احتلال رفح ان نظرية الضغط العسكري لتسهيل استرجاع الاسرى باءت بالفشل.
ولا يقتصر الامر عند هذه الحدود. فالجيش بعد ان احتل رفح يقول للقيادة السياسية انه وصل الى نهاية ما يعرف بالمرحلة الثانية، وهي نهاية المناورة البرية وانه سيدخل المرحلة الثالثة وهي الغارات المنطلقة من مواقع ثابتة في محوري فيلادلفي ونيتساريم وايضا من منطقة الحزام الامني الذي اقامه على حدود قطاع غزة.
وتواجه اسرائيل حتى الان معضلة اليوم التالي في التعامل مع غزة حيث لا اتفاق حول كيفية التعامل مع سكان القطاع واحتياجاتهم في ظل العجز عن توفير بديل حكم لحماس. فنظرية نتنياهو لا حماستان ولا فتحتستان تقود الى فراغ بسبب رفض محلي ودولي لاسرائيلستان ولاي حل ليس اقامة الدولة الفلسطينية او يقود اليها.
وهنا لا بد من الاشارة الى أن الكثير سيعتمد على قدرة الفلسطينيين على التوافق الداخلي حول المرحلة المقبلة وادارة شؤونهم. وربما ان الكثير من مستقبل الفلسطينيين يعتمد على ذلك. واذا كان الفلسطينيون ضيعوا في الماضي الكثير من فرص الاتفاق لاعتبارات اقليمية او دولية فليس مؤكدا انهم سيتفقون قريبا. ومع ذلك يبقى الامل بامكانية التعالي على الخلافات والتوصل الى برامج عمل سياسية معقولة تستفيد من زخم طوفان الاقصى وما احدثه من تغيير في المواقف الدولية وفي اضعاف مكانة اسرائيل عالميا.