من هو المجتمع الدولي الذي يناشده الجميع وقف العدوان على غزة؟(زياد علوش)
د. زياد علوش – الحوار نيوز
على مدى تسعة اشهر، ترتفع اصوات على مستوى العالم بافواه كفتحات صناديق البريد، ترسل مناشداتها للمجتمع الدولي كي يوقف العدوان على غزة. فمن هو هذا المجتمع الدولي الذي صم آذانه بشكل مريب؟
إذا كان المقصود بذلك الدول الفاعلة، فلم تبق دولة في العالم، سواء كانت فاعلة او مفعولا بها، الا وناشدت بضرورة وقف اطلاق النار، وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية التي يجوب وزيرا خارجيتها ودفاعها ورئيس استخباراتها الشرق الاوسط سريا مريا لاستجداء الخلاص لغزة. وإذا كان يعني ذلك الشخصيات لم تبق شخصية في العالم على تنوعها الا وناشدت، وفي المقدمة “المدعو جو بايدن” المعروف ب “جو” الذي لا تدعه زوجته ينام الليل توقظه وتقول له: “جو” ارجوك اوقف الحرب(على حد قوله).. وها هو بفعل الكوابيس يصرخ على طول ليله “انقذوني من نتنياهو وبن غفير وسموتريتش”…
واذا كان المقصود المؤسسات والمنظمات الدولية، فهنا مربط الفرس من الامم المتحدة ومجلس امنها ووكالاتها، وكذا كل المنظمات الانسانية والحقوقية …
وإذا كان يعني عامة الشعب فالجماهير خرجت وتخرج في غير زمان ومكان.
يبدو من المؤكد والحال كذلك، ان “السيد نتنياهو” الذي تحدى العالم هو بذاته المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي هو “السيد نتنياهو”.
وعلى ما تقدم فالمجتمع الدولي هو مجتمع النفاق العالمي.
نضع ذلك برسم من يعتقدون بمقولة “قوة لبنان في ضعفه” ويطالبون بنزع سلاح المقاومة مراهنة على حماية المجتمع الدولي.
وحدها غزة بشعبها ومقاومتها ومن في معناها على درب القدس، تحدت من تحدى العالم اجمع.
*كاتب صحفي ومحلل سياسي