جمعية دفن الموتى ..الإعلامية!
كتب واصف عواضة:
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية خلال اليومين الماضيين بثلاثة أخبار مزيفة ،نقلت من خلالها ثلاث شخصيات لبنانية من دار الفناء الى دار البقاء،وشغلت الرأي العام والأهل والأصدقاء بهذه الأخبار الكاذبة.
ولولا جائحة كورونا لكان سيل المعزين قد تدفق الى دارة كل من الوزير السابق الدكتور عدنان منصور ،والنائب ميشال المر والنائب السابق الدكتور بيار دكاش.لكن المقربين من الشخصيات الثلاث سارعوا الى نفي هذه الأخبار التي اشتعلت كالنار في الهشيم.
وقد نفى المكتب الاعلامي لوزير الخارجية والمغتربين الاسبق عدنان منصور خبر وفاته، مؤكدا انه بخير .وقال ان "كل الاشاعات التي انتشرت غير صحيحة بتاتا ،ولا يعرف من أطلقها ولأي غاية، وان كل ما تم تداوله لا يمت الى الحقيقة بصلة، فصحته جيدة جدا، وهو يمارس حياته بشكل طبيعي ولا يشكو من أي عوارض صحية".
كذلك نفت عائلتا المر ودكاش هذه الأنباء وأكدتا أنهما بخير وبصحة جيدة .والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي ينشر فيها خبر وفاة المر ودكاش من دون أن تُعرف الغاية من وراء هذه الأخبار الكاذبة .
صحيح أن وسائل الاعلام والتواصل تزخر في هذه الأيام بالأخبار المزيفة ،ولكن معظمها له أهداف معينة في إطار "البروباغندا "السياسية والإعلامية التي تخدم مصالح محددة .إلا أن الأخبار الكاذبة المتعلقة بالموت لم يُعرف لها هدف وجيه ،خاصة عندما تتناول شخصيات ليسوا في موقع المسؤولية ،بحيث يشكل رحيلهم تغييرات سياسية وموقعية كبرى ،بل يخلق فقط بلبلة غير ذات معنى في صفوف الأهل والأصدقاء والرأي العام.ولا يعني هذا الكلام أي انتقاص من الشخصيات السالفة الذكر.
من هنا تبدو "جمعية دفن الموتى الإعلامية " سخيفة وتافهة ومسيئة الى مهنة الاعلام والى أخلاق المنخرطين في أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي.وعليه فإن نشر وتوزيع الأخبار قبل التحقق من صحتها ،هو عملية أخلاقية وإنسانية ،وليس فيها من السبق الإعلامي إلا غياب المهنية والاحتراف لدى الإعلاميين الذين يفقدون مصداقيتهم ،وهي أغلى فضيلة مهنية يتمتع بها الإعلامي والصحافي .والسلام على من اتبع الهدى.