غياب المربي سالم عبد الباقي: رسول للعلم وللتربية الوطنية والقومية في لاغوس – نيجيريا
حسيب فايز مكارم
رحل الاستاذ والمربي سالم عبد الباقي.
رحل علم من أعلام الإغتراب اللبناني والعربي الثقافي والتربوي.
كان من الشخصيات اللبنانية الهامة في نيجيريا، حاضرٌ في مناسباتها بأفراحها وأحزانها.
حاضرٌ بين الأبناء والتلامذة في صفوفهم ولدى مذاكرتهم.
شخصية لا تنتسى، فقد كان وزوجته المربية نوال معلمين للغة العربية في مدرسة الجالية اللبنانية في لاغوس ثم تسلم بجدارته وكفاءته موقع مدير المدرسةومربياً لاجيال من الطلاب اللبنانيين والنيجيريين ومن قوميات أخرى يقيمون في لاغوس.
اشتهر داخل المدرسة بمتابعته الدؤوبة لأمور التعليم والتربية والتوجيه ولنشاطات الطلاب وراحتهم.
صارت المدرسة اللبنانية بيته ووطنه ينتمي اليها كرسالة وليس كوظيفة يتابع التفاصيل من مناهج وإدارة وعملية تربوية وصيانة المدرسة حتى يبقى هذا الصرح مستوفيا كافة الشروط الصحية والبيئية والتربوية طبعا. كان يحرص على نظافتها وشراء اللوازم والقرطاسية والكتب، والعلاقات مع الدوائر الرسمية النيجيرية والمدارس الأخرى في المدينة. وكان الاستاذ سالم رأس رمح في الثمانينات من القرن الماضي في حملة جمع التبرعات واعادة بناء مبنى المدرسة بشكلها العصري الحالي في حي يابا بالتعاون مع محلس امناء مؤلف من شخصيات لبنانية، وكثيرا من العائلات اللبنانية والسورية قدمت التبرعات السخية لإعادة البناء وسميت غرف الصفوف التعليمية باسماء العائلات بناء على اقتراح الاستاذ سالم.
وكان خارج المدرسة نجما ساطعا في الجاليتين اللبنانية والسورية بحيث تحول منزله في حي أبابا حيث يقيم الكثيرون من افراد الجاليات العربية إلى مركز للتلاقي ومحكمة لفض النزاعات البيتية والعائلية. وتحلى الاستاذ سالم بملكة الشعر والادب فأصدر عدة دواوين شعرية في كتيبات صغيرة، ومن ضمن قصائده، النشيد الرسمي لمدرسة الجالية اللبنانية في لاغوس ، الذي لحنه الموسيقي اللبناني أحمد قعبور وأنشدته مجموعة وطبع على كاسيتات فكان يذاع كل صباح في باحة المدرسة والمناسبات ويرافق النشيد بالصوت الحي طلاب المدرسة الذين توجب عليهم حفظه غيبا .
كنت ترى الاستاذ سالم اللبناني الأقرب للسفراء العرب في لاغوس ثم للقناصل العامين حين انتقلت السفارات إلى العاصمة الجديدة في ابوجا، حيث كان يلقي القصائد والخطابات في المناسبات الوطنية كما في حفلات التخرج السنوية للطلاب. لقد تعلم ابناؤه منح وديمة ايضا في مدرسة الجالية في لاغوس، وتزوجت ابنته ديمة من أحد أبناء الجالية، الشاب سامي الجرمقاني.
تفتقد الجالية العربية في لاغوس الانسان الراقي والعطوف سالم عبد الباقي وتتذكره اباً واعظاً وصديقا ناصحا للكثيرين.
رحمه الله
*عضو سابق في مجلس أمناء مدرسةالجالية اللبنانية في لاغوس.