كتب أكرم بزي :
كغيري من المراقبين الذين شاهدوا المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بأهالينا في قطاع غزة، كان أكثر ما يؤلمني هو “قتل الأطفال بلا هوادة”. والذي استفزني أكثر عندما رأيت على شاشات التلفزيون أحد الجنود “يتلذذ ويضحك” بعدما استدرج فتاة عمرها 12 عاما وقام بذبحها، ناهيك عن الكثير من القصص التي لا يتسع المقام لنقلها وشرحها.
وهذا دفعني الى القيام بهذا البحث عن تاريخ قتل الاطفال والمجازر التي قام بها العدو الصهيوني منذ احتلال أراضينا في العام 1948 وإنشاء الكيان الغاصب على أراضينا العربية لغاية هذه الساعة. وكنت دائما أتساءل لماذا الإصرار على قتل الأطفال، ولماذا تعمد كل رؤساء وزراء الكيان الغاصب على المزايدة على بعضهم بالمجازر التي يندى لها جبين الإنسانية. وعندما اطلعت على عقيدة هؤلاء، وعندما تبين لي أن إسحق رابين رئيس الوزراء الأسبق وفي مذكراته (مذكرات اسحق رابين صفحة 118 ) يذكر فيها أنه كيف كان يعطي التعليمات للجنود الصهاينة عندما يدخلون الى القرى ليقتلوا أهلها ان لا يترددوا في قتل الاطفال والسبب “لأنهم عندما يكبرون سيقومون بقتلكم فعليكم قتلهم قبلوا أن يقتلوكم”…
والجدير بالذكر أن صحيفة نيويورك تايمز نشرت هذا المقطع على احدى صفحاتها وأشارت الى رقم الصفحة الآنفة الذكر، وتبين لي ما يلي:
في محاضرة للكاتب الصحفي الصهيوني جدعون ليفي يحدد فيه المبادىء الثلاثة التي أدت الى احتلال فلسطين من قبل اليهود فيقول:
المبدأ الأول: “معظم الشعب الإسرائيلي يؤمن بأنهم شعب الله المختار و – يحق لنا أن نفعل ما نشاء-“.
المبدأ الثاني: “الدولة الوحيدة التي أنشئت وقدمت نفسها على أنها ضحية هي إسرائيل، بل إسرائيل هي الضحية الوحيدة على هذا الكوكب”.
المبدأ الثالث: “نزع الإنسانية عن العرب والفلسطينيين (dehumanization of palestinians) واعتبارهم حيوانات وبالتالي لا يمكن العيش مع الحيوانات في بلد واحد”.
والأسس التي اعتمدها الصهاينة واليهود المتطرفون قامت على مبادىء مستقاة من تعاليم “التلمود”، هذا الكتاب الذي تم احراقه مئات المرات في أوروبا وأعيد نشره بالرغم حظره.
وعلى سبيل المثال أورد ما جاء في “الكنز المرصود في قواعد التلمود” الكتاب الثالث – فساد الآداب – الفصل الأول – عن (القـريب) – قريب اليهودي هو اليهودي فقط ـ باقي الناس حيوانات في صورة إنسان هم حمير وكلاب وخنازير ـ يلزم بغضهم سراً ـ وهي “قاعدة النفاق الجائزة”… جاء في التلمود: أن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة. فإذا ضرب أميٌّ[1] إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية.
رأي الحاخام (اريل)، كان يعتبر الخارجين عن دين اليهود خنازير نجسة تسكن الغابات. ويلزم المرأة أن تعيد غسلها إذا رأت عند خروجها من الحمام شيئاً نجساً، ككلب أو حمار، أو مجنون، أو أميّ، أو جمل، أو خنزير، أو حصان، أو مجزم[4].
والخارج عن دين اليهود حيوان على العموم، فسمه كلباً أو حماراً أو خنزيراً. والنطفة التي هو منها هي نطفة حيوان.
وقال الحاخام (اباربانيل) إن المرأة غير اليهودية هي من الحيوانات. وخلق الله الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب لأمير أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان وهو على صورته الحيوانية. كلا ثم كلا فإن ذلك منابذ للذوق والإنسانية كل المنابذة. فإذا مات خادم ليهودي أو خادمة، وكانا من المسيحيين، فلا يلزمك أن تقدم له التعازي بصفة كونه فقد إنساناً، ولكن بصفة كونه فقد حيواناً من الحيوانات المسخرة له!!
وعلى اليهودي ألا يبالغ في مدح المسيحيين، ولا يصفهم بالحسن والجمال، إلا إذا قصد أن يمدحهم كما يمدح الإنسان حيواناً، لأن الخارج عن دين اليهود يشابه الحيوان!!
عن قتل الأطفال والنساء…
أما الأطفال غير اليهود فقد جاء في سفر العدد (9: 10-31) حرفياً (وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم وأخذوا كل الغنيمة، وكل النهب من الناس والبهائم وذلك تم بعد أن قتلوا كل الرجال والملوك).
أما قتل الأطفال فقد جاء ذكره في التوراة إذ جاء في سفر إشعيا (18-12:13) : (واجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز والإنسان أعز من ذهب أوفير، كذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطّم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم)
وفي السفر التوراتي عينه 21: (14-23) يأتي ذكر الأطفال (هيّئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملأوا وأوجه العالم مدناً فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل إسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب، واجعلها ميراثاً للقنفذ).
أما في سفر العدد (31:17) فهناك أمر صريح بقتل الأطفال (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها) وفي سفر صموئيل الأول (12 : 15-4) يظهر الأمر بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عندهم بل أقتل رجلاً وامرأة وطفلاً رضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً)!!
وفي التلمود إذ نقرأ: (التلمود وجد قبل الخليقة ولولاه لزال الكون، ومن يخالف حرفاً منه يمت) !!
وفي نفس الموضوع يقول التلمود (إن اليهود أحب إلى الله من الملائكة، فالذي يصفع اليهودي يصفع العناية الإلهية)!!
يرى اليهود أن غيرهم من الشعوب قد خلقوا لخدمتهم (خلق الله الناس باستثناء اليهودي من نطفة حصان، وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم. إن اليهود يشكّلون جزءاً من العزة الإلهية لذلك تكون الدنيا بما فيها ملكاً لهم ولهم عليها حق التسلّط).
عن الكاتب : ريمون ميشال هنود في صحيفة اللواء في 30 تشرين الثاني 2023
لقد اعترف المؤرّخ اليهودي برنار لازار في كتابه (اللاسامية) بأن عادة ذبح الأطفال مردّها إلى استخدام دم الأطفال من السحرة اليهود في الماضي. إن ما يجري في غزة اليوم من قتلٍ وإبادة للأطفال الفلسطينيين بالأسلحة المحرّمة دولياً يبرّر ما قالته غولدامائير منذ 52 عاماً (لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل عربي)!!
لقد برّأت المحكمة العسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية لقوات الإحتلال الإسرائيلي في 15 تشرين الثاني 2005 الضابط المتّهم بقتل الطفلة الفلسطينية إيمان الهمص، وأسقطت عنه تهماً بالقتل والإستخدام غير المشروع للسلاح وتعطيل العدالة بعد أن طلب من جنوده تغيير إفاداتهم المقدمة للتحقيق العسكري.
جاء في كتاب (شريعة السلطة) للرابيان يتسحاق شبيرا ويوسي إليتسور الصادر من مدرسة (عود يوسف حاي) الدينية والذي كتبا فيه في الفصل الخامس «يجب قتل أطفال العرب كي نسبب الحزن لأهاليهم».
أما في الفصل السادس فيحددان طريقة الانتصار على العرب فيقولان: «يتوجب الانتقام منهم باستمرار، ويجب الانتقام منهم بقسوة؛ لذلك يجب قتل الرضع» أما من يُخطئ قتل الأطفال فيعلن هذان الحاخامان بفتواهما المشهورة فيقولان: “وممنوع النقاش أيا منهم مذنب أم لا، والذي يمارس هذا النقاش يعتبر شريكا منهم”.
كتاب (باروخ البطل) الذي نشره الحاخام (إسحق جينزبرغ). ويُمجِّد هذا الكتاب الإرهابي (باروخ غولدشتاين) الذي نفّذ مذبحة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة في رمضان سنة 1994م، الذي تسبب في اغتيال 29 فلسطينياً وجرح العشرات أثناء ركوعهِم في صلاة الفجر قبل أن يقتله بقيةُ المصلين. وقد رفع المستعمرون الصهاينة رتبة هذا الإرهابي إلى درجة (القديس)، وأقاموا له (مزاراً دينياً) في مستعمرة (كريات أربع) ليصبح رمزاً دينياً وعنوانا وطنيا للبطولة والفداء لدولة إسرائيل.
الكاتب: (جهاد العايش آل عملة) (صادرعن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية)
1- «حطِّم الصالح من بين الأجانب»
2- وفي موضع آخر من التلمود يقول: «حتى أفضل الغويم يجب قتله»
3- ويقول: «اليهودي الذي يقتل مسيحيا لا يقترف إثما، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة»
4- ويقول: «إن الأضحية الوحيدة الضرورية بعد هدمِ الهيكلِ في القدسِ هي إفناء المسيحيين».
5- ويقول: كل من يسفك دم شخص غير تقي – غير يهودي -، عمله مقبول عند الله، كمن يقدم قربانا إليه).
أظهرت استبانةٌ أجرتها المجلة الأسبوعية اليهودية (هاولام هاري) في تل أبيب بين الطلبة اليهود في فلسطين، أعلن 95% منهم أنه يجبُ قتل كلِّ العرب، وعندما سألوا إحدى أمهات هؤلاء الطلبة من أين لابنك هذا الشعور تجاه العرب؟ أجابت: هكذا علموه في المدرسة!!
***
رؤساء وزراء الكيان الصهيوني يتبارون ويزايدون من يقتل اكثر ممن، ولكن يبدو ان بنيامين نتنياهو الأكثر وحشية لغاية الآن، فقد بلغ عدد ضحايا مجزرة قطاع غزة لغاية كتابة هذه السطور حسب وزارة الصحة الفلسطينية، 30,035 شهيدا و70,457 مصابا، وبذلك يكون بنيامين نتنياهو كرئيس لوزراء الكيان المحتل منذ 29 ديسمبر 2022 لغاية 29/2/2024، قد حطم الرقم القياسي بين رؤساء حكومات الكيان الصهيوني.
المصادر:
1- “الكنز المرصود في قواعد التلمود” الكتاب الثالث – فساد الآداب – الفصل الأول/
(الكنز المرصود في قواعد التلمود / المؤلف : د. روهلنج – شارل لوران / ترجمة يوسف حنا نصر الله / دراسة وتقديم : أحمد حجازي السقا. / الموضوع :الديانة اليهودية التلمود / الصفحات : ص327.)
2- بوليمك: (19/20)
3- أبهوداه زاراه: (ب، 26).
4- سفر إسرائيل: (ب، 177).
5- زوهار: (2271)
6- ايكالوت سموني: (224س.ن.772)
7- سوربنتات: (97، 3، ب، 17).انظر: همجية التعاليم الصهيونية، تأليف، بولس حنا، تقديم محمد خليفة التونسي، الناشر: دار الكتاب العربي-بيروت، ط1، ت، 1969م.
8- وكالة كونا الكويتية / عدد 24/2/2022.
9- المجلة الأسبوعية اليهودية (هاولام هاري)