قالت الصحف: استعراض قوة أم تمهيد لتوسيع العدوان؟
الحوارنيوز – خاص
التصعيد غير المسبوق للعدو في الجنوب أمس كان الموضوع الرئيسي لإفتتاحيات صحف اليوم ،وتوزعت الآراء بين من اعتبره مجرد استعراض قوة وبين من رأى فيه تمهيد لتوسيع العدوان…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: اليوم الأعنف للغارات: إسرائيل تحمي الأفخاخ
وكتبت”النهار”: لعل تصعيد إسرائيل امس لوتيرة غاراتها الجوية على المنطقة الحدودية في جنوب لبنان لا يحتاج الى الكثير من الاجتهادات والتفسيرات بعدما تجاوز التخوف من الانفجار الواسع بين إسرائيل و”حزب الله” في الأيام الأخيرة اطار التهديدات المتبادلة الى تجاوز الخطوط الحمر لقواعد الاشتباك على ضفتي خط المواجهة، ووصلت الغارات اول من امس الى تخوم جزين. ولكن، ومع طغيان كفة استبعاد قيام إسرائيل بإشعال الحرب الشاملة، حتى مع تصعيد وتيرة تحدياتها واستفزازاتها في الساعات الأخيرة، فان ثمة معطيات لدى جهات ديبلوماسية مطلعة على الاتصالات التي تتلقاها الجهات اللبنانية المعنية تثير الخشية الشديدة لجهة التنبيه ولفت الأنظار الى ان اتساع المواجهات على مستوى المنطقة بعد تطوري انطلاق الضربات الأميركية والبريطانية للحوثيين في اليمن، وقصف الحرس الثوري الإيراني لاربيل في العراق، من شأنهما أيضا ان يضعا الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية في لبنان على صفيح حار للغاية اكثر مما سبق طوال المئة ويومين من عمر “جبهة المشاغلة”. ذلك ان هذه الجهات تحذر من ان الجبهة التي ربطت ربطا محكما بتطورات حرب غزة باتت الان امام تعقيد إضافي هو خطر تحولها الى منصة من منصات المواجهات الخلفية بين القوى الغربية وإسرائيل وايران بما يضاعف المخاطر والمخاوف من انزلاق للوضع الميداني نحو تفجير واسع.
ولذا اكتسب ما نقله أحد النواب من زوار عين التينة أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري دلالات مهمة لجهة كلام بري عن تجنب الأفخاخ الإسرائيلية. اذ نقل النائب طه ناجي عن بري بأن “لبنان لن يقع في الفخ الإسرائيلي الذي يهدف إلى جرنا لحرب شاملة، وهو في الوقت نفسه كله ثقة بحكمة المقاومة ووعي قيادتها في لبنان الى كل هذه الأفخاخ. كما يؤكد الرئيس بري أن إسرائيل التي إرتكبت الخطأ الإستراتيجي الأول في عدوانها على غزة، في حال قامت بالعدوان على لبنان فإنها ترتكب الخطأ الإستراتيجي القاتل”.
“الغارات الأشد”؟
في أي حال، فان الوقائع الميدانية على الجبهة الجنوبية اتسمت بخطورة واضحة ترجمتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية التي أوردت ان “غارات اليوم (أمس) على لبنان هي الأشدّ منذ بداية الحرب”. وقد شهدت المنطقة الحدودية كثافة استثنائية في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية عليها بحيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 15 غارة على أطراف حولا، وادي السلوقي، وادي الحجير، وطريق رب ثلاثين الطيبة وحدها من دون المناطق الأخرى التي استهدفتها غارات وقصف مدفعي. وطاول القصف المدفعي كروم الزيتون في محيط منطقة العبارة في بلدة كفركلا. وعملت سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني – الرسالة الإسلامية على سحب الجرحى الذين أصيبوا في الغارات التي استهدفت المنطقة ما بين وادي السلوقي ومجدل سلم وجرى نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة. وتعرضت بلدة رب ثلاثين لقصف مدفعي، مما تسبب باحتراق منزل. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة على اخماد النيران. وشن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية أخرى على أطراف بلدة حولا. وشنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة على بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه. واستهدف القصف المدفعي أطراف علما الشعب كما استهدفت غارة جوية اسرائيلية أطراف البلدة. وزعم الجيش الإسرائيلي ان “قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب”. الا ان مصدرا في قوات “اليونيفيل” شكك في هذه المزاعم ضمنا حين قال: “لم نتلق أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً”. كما زعم الجيش الإسرائيلي انه “استهدف 150 خلية لحزب الله جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات”. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “هجوم كبير للجيش في وادي السلوقي جنوب لبنان وعشرات الأهداف تعرضت لهجوم متزامن”. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي هجوماً على لبنان. ونقلت عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوري غوردين، قوله: “نحن أكثر استعداداً من أي وقت مضى، وسنواصل تعزيز الاستعدادات والتقييمات”. وأشار غوردين إلى نشر عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود الشمالية، وقال: “ضربنا الكثير من المواقع على الجانب الآخرولا يزال هناك الكثير مما يجب عمله من أجل النجاح في تحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في تحسين الوضع الأمني حتى نتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
في المقابل، أعلن “حزب الله” عن سلسلة هجمات له على مواقع إسرائيلية وقال انه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين شرق مستوطنة إيفن مناحم كما شن بعد الظهر ومساء سلسلة عمليات استهدف فيها موقع السماقة في مزارع شبعا ومن ثم تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع راميا وموقع بياض بليدا كما أعلن انه “ردا على اعتداءات العدو على محيط القرى الجنوبية استهدف محيط المستوطنات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة”.
- صحيفة الأخبار عنونت: استعراض قوة إسرائيلي جنوباً: باريس وواشنطن لم تيأسا بعد من «الوساطة»
وكتبت الأخبار تقول: شهدت المعركة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقد دخلت في مئويّتها الثانية، تصعيداً واضحاً في الوتيرة والنوعية، مع المحافظة على المساحة الجغرافية المحدودة لتبادل النيران على طرفَي الحدود. ولوحظ في الأيام الأخيرة تعمّد العدو «الاستعراض» في استهداف مواقع للمقاومة بغارات جوية عنيفة على أهداف لا قيمة عسكرية فعلية لها، اعتاد أن يستهدفها بقذائف المدفعية أو بصواريخ المُسيّرات. وهو ما حصل في وادي السلوقي، أمس، عندما شنّت طائرات العدو نحو 14 غارة ألقت عشرات الصواريخ في الوادي، بالتزامن مع قصف مدفعي للمنطقة نفسها. ويبدو أن العدو يهدف من القصف «الاستعراضي» رفع مستوى الضغط على المقاومة، عبر إثارة الذعر بين أهالي المناطق الجنوبية التي لم تدخل بعد فعلياً في دائرة العمليات المباشرة، وتوجيه رسائل بإمكانية توسّع دائرة القصف الإسرائيلي ونوعيّته. في غضون ذلك، دوّت صفّارات الإنذار في عدد من المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، أمس، إثر سلسلة عمليات نفّذها حزب الله على مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي. وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية استهداف تجمّع لجنود العدو شرقي مستوطنة إفن مناحم، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والمستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بصليات صاروخية، وتجمّعين لجنود العدو في محيط موقعَي راميا وبيّاض الإعلام العبري: هوكشتين أبلغ اللبنانيين أن إسرائيل لن تتردّد في المبادرة بحرب محدودة برية وجوية وبحرية رغم معارضة واشنطن
وفيما تتصاعد، كمّاً ونوعاً، وتيرة عمليات المقاومة وبالمثل اعتداءات العدو، تشهد الكواليس الدبلوماسية مشاورات مكثّفة لتجنّب التصعيد ومحاولة الوصول إلى صيغة مناسبة تعيد الهدوء إلى الجبهة الجنوبية. ونقلت قناة «كان» العبرية عن دبلوماسيّين غربيين اعتقادهم أن «تقليص القتال في قطاع غزة، والحديث عن نقل (إعادة) سكان فلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وخطوات معينة، من شأن ذلك إيجاد مناخ جيّد، ربّما يؤدي إلى إمكانية الحديث مع حزب الله حول حل دبلوماسي في الشمال». وأوضحت القناة أن «الوسطاء من فرنسا والولايات المتّحدة، يحاولون التوصّل إلى حلّ دبلوماسي بهذا الخصوص»، مشيرة إلى أن «حزب الله يوضح بشكل علني، وأيضاً للوسطاء، أنه يريد وقف الحرب في قطاع غزة قبل التحدّث عن حلّ في الشمال». وأضافت القناة العبرية أن «مستشاراً كبيراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موجود حالياً في إسرائيل، تحديداً للبحث عن حلّ دبلوماسي لهذه القضية». وأكّدت أن «الوسطاء الفرنسيين والأميركيين يعتقدون بأنه يجب تنفيذ وقف إطلاق نار، وبعد ذلك يمكن الحديث عن التفاصيل الصغيرة». ولكن، بحسب الدبلوماسيين الغربيين، يبدو أن «وقف إطلاق النار، وتسوية طويلة الأمد بين إسرائيل وحزب الله، هدفان بعيدان جداً على الأقلّ في هذه المرحلة، إلا أن الوسطاء يعتقدون بأن الشعور بتقليص الحرب (في غزة) قد يكون كافياً للتقدّم بشيء ما».
وكتب رون بن يشاي، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «في مناسبات سابقة، عندما زار عاموس هوكشتين لبنان، أبلغ مضيفيه أن الولايات المتحدة تعارض الهجوم الإسرائيلي، فاستنتجوا من ذلك أن إسرائيل أسقطت خيار التحرّك بسبب خوف البيت الأبيض من أن تتحوّل الحرب إلى حملة إقليمية. هذه المرّة وعلى ما يبدو، بعد طلب غالانت الصريح، رسم هوكشتين صورة مختلفة للبنانيين، مفادها أن إسرائيل لن تتردّد في جرّ الجيش الإسرائيلي إلى حرب محدودة برية وجوية وبحرية رغم معارضة الولايات المتحدة». وبحسب بن يشاي، «أوضح هوكشتين للبنانيين أن ذلك سيحدث إذا استمرّ (السيد) حسن نصرالله في المطالبة بوقف الحرب في غزة كشرط لإجراء محادثات». وبحسب الكاتب، يمكن التقدير أن «هذا ليس تهديداً فارغاً»، إذ إن «قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، تابع عن كثب، بالأمس (الإثنين)، مناورة تحضيرية للواء احتياطي للمناورة في جنوب لبنان، بل ومنحها دعاية بارزة». ومن المتوقّع أن تُجرى اليوم تدريبات عسكرية في مستوطنة كريات شمونة على الحدود مع لبنان.
- صحيفة اللواء عنونت: ميقاتي من دافوس: مفتاح المعالجة وقف الحرب في غزة
العدوان
وكتبت تقول: يسير الوضع في لبنان، على وقع متلازم لمتغيرات الصراع في المنطقة، وتوسع جهات الاستهداف، سواء بالصواريخ البالستية العابرة للمسافات البعيدة من آخر نقطة في غرب اسيا (إيران) الى سواحل المتوسط في سوريا، مروراً بالبحر الاحمر والبرَّين العراقي والسوري.
وعلى هذا النحو، استمرت التساؤلات عن المدى الذي يمكن ان يبلغه المسار الانحداري باتجاه «حرب كبرى» على نقاط التوتر في اقليم الشرق الاوسط او بداية الترجل الحربي باتجاه الخروج الآمن من ممرات الاشتباك.
وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية خافتة وأن التركيز منصب على ترقب التطورات الحاصلة، فيما تبقى جبهة الجنوب في أولويات المتابعة، ولفتت إلى أن ما من تحضيرات محلية جدية في الملف الرئاسي وكل ما يحكى هو استئناف اللجنة الخماسية الاتصالات بشأن تفعيل هذا الملف، وقد يتظهَّر ذلك من خلال زيارة متوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت لكنها لاحظت أن أي مستجد تصعيدي قد يؤدي إلى تعليق هذه الفكرة،ما قد يدفع إلى استمرار الشغور الرئاسي وجعل الملفات عرضة للتأخير او البت داخل حكومة تصريف الأعمال التي توجه لها انتقادات في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر سياسية عن اتصالات أجراها كبار المسؤولين اللبنانيين مع الدوحة، وعلى هامش مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دافوس لدى لقائه رئيس الحكومة القطرية، لإرسال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان في اقرب وقت ممكن، لاستئناف مهمته مع كافة الاطراف السياسيين لإعادة الحرارة الى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المتوقف ، واستكمال مساعيه التي قام بها سابقا، انطلاقا من الدور التوفيقي الذي تقوم به الدوحة منذ بداية ازمة الانتخابات الرئاسية وحتى قبل اندلاع حرب غزة قبل ثلاثة اشهر، بدعم من اللجنة الخماسية وتاييد معظم الاطراف السياسيين، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.
إلا ان لبنان الرسمي بقي على موقفه لجهة وقف النار في غزة اولاً، فهو حجر الاساس لبداية نوع من الاستقرار الدائم، والبحث عن حلول سواء في ما يتعلق بالقرار 1701 او حول الموضوع الفلسطيني، مشدداً بعد التحذير، من اننا «ملتزمون بأن نبعد كأس الحرب عن لبنان»، والحرب ستكون كرة الثلج التي تطال الجميع، ولن يكون لبنان وحدة ضحيتها، كاشفاً عن البدء بالتحضير لاستقرار طويل في الجنوب.
ومن دافوس، قال الرئيس نجيب ميقاتي اننا «نسعى الى الحلول الدبلوماسية، وملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان»، وقال: قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع، معتبراً ان حزب الله يرد على الاستفزازات الاسرائيلية، واصفاً حزب الله بأنه يتصرف بعقلانية، ويضع مصلحة لبنان فوق اي مصلحة.
ولم يرَ ميقاتي اي رابط بين ما يجري في الجنوب وانتخابات رئاسة الجمهورية.
اللجنة الخماسية
وتعقد اللجنة الخماسية العربية – الدولية اجتماعاً نهاية الشهر الجاري او الاسبوع الاول من شباط، لمراجعة المواصفات التي ارسلت عبر برقيات حملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى الكتل النيابية، وحصل على اجابات حولها، وبعد ذلك يحمل لودريان مجدداً الى لبنان خلاصة هذه المواصفات، ويعلن اما عبر بيان او مؤتمر صحافي.
وبعد ذلك، من الممكن عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب الرئيس، من زاوية نضوج الاجواء التفاوضية في المنطقة التي تحتاج الى رئيس من اجل تنفيذ القرار 1701 او الشروع بعملية الترسيم البري للحدود الجنوبية من الغرب الى الشرق.
واشارت مصادر سياسية على تواصل مع تيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي، ان مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العشاء الذي أقامه وليد جنبلاط على شرف سليمان فرنجية أمس الاول، تناولت الملف من خلال تبادل وجهات النظر بين الزعيمين واستعراض موقف كل منهما في كيفية المساعدة على إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن، باعتبار وجود رئيس للجمهورية ضروريات لإعادة انتظام عمل المؤسسات والنهوض بالبلد.
وكشفت انه لم يتم التزام اي طرف بموقف او تسمية اي مرشح ، او تبديل مواقفهما السابقة والتزاماتهما السياسية، ولكن تم التأكيد على اهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والقيام بما يلزم من مساعي واتصالات لتسريع الانتخابات، وانتخاب رئيس ،لا يكون استفزازيا لأي طرف كان، وان يبقى التواصل بينهما مستمرا في المرحلة المقبلة.