الحوار نيوز – طهران
شارك نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر “طوفان الاقصى وصحوة الضمير الانساني الدولي ، الذي افتتح اعماله صباح اليوم في العاصمة الإيرانية طهران ،في حضور رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي الذي التقى الشيخ الخطيب على هامش المؤتمر .
وألقى العلامة الخطيب كلمة في الجلسة دعا فيها الأمة العربية والإسلامية إلى الوقووف إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والضغط بكل السبل لوقف العدوان الاسرائيلي ،وطرح عددا من الإجراءات داعيا إلى تشكيل هيئة لمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات.
وجاء في كلمة العلامة الخطيب:
أتوجّه بالتحيّة للمقاومين الابطال في غزة الذين يخوضون معركة الشرف والبطولة ضد عدوّ محتل غاصب للأرض، إرهابي قاتل للنساء والاطفال يرتكب المجازر ضد المدنيين الأبرياء ويستهدف المؤسسات المدنية والبيوت الآمنة بالطائرات وآلة الحرب الرهيبة وأشدّ الأسلحة فتكاً ودماراً وخراباً، ويحاصر المدنيين مانعاً عنهم الطعام والماء والكهرباء، ويهدّد بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
يرتكب العدو هذه الجرائم الانسانية الرهيبة بدعم من الدول الغربية التي تُظهر نفاقها في الشعارات التي ترفعها مُدّعية الدفاع عن حقوق الانسان ومحاربة الارهاب فيما هي تقوم اليوم بأفظع الجرائم ضد الانسانية والدفاع عن الهمجية الصهيونية وارتكاباته بأسلحة فتاكة، سارع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية بتزويده بها وتغطيته سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، بل أكثر من ذلك إلى ما يشبه تشكيل قيادة جبهة للقتال ضد الأمة عبر حرب غزة وإرسال حاملات الطائرات وتزويد العدو بالذخائر في محاولة للترهيب عن تقديم الدعم والمساندة لأبناء شعبنا الفلسطيني في غزة في محاولةٍ لعزلها والاستفراد بها والتخلّص منها لإنهاء القضية الفلسطينية وتأمين الكيان الصهيوني الإرهابي وترسيخ هيمنته المطلقة على العالمين العربي والإسلامي لنهب ثرواتهما وتقطيع أوصالهما.
لقد اْفتُضح الغرب المنافق في عملية طوفان الاقصى الذي قاد الحرب على غزة والشعب الفلسطيني بشكل فظّ وجنوني، وأفصح عما كان يضمره ويخفيه من وحشية جارفة مخالفاً كل ادعاءاته عن مسؤوليته في تطبيق القانون الدولي وما يرفعه من شعارات حقوق الانسان مانعاً وقف المجازر التي يرتكبها بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ والرضّع، يجهر ساعياً إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء تمهيداً لتهجير سكان الضفة إلى الاردن إنهاءً للقضية الفلسطينية.
لقد أبلى سكان غزة وقوى المقاومة في لبنان والمنطقة بلاءً عظيماً وكانوا على قدر البلاء الذي تعجز الجبال عن تحمّله بل أعظم بما قدّموه من تضحيات ومن صبر وإرادة لا تُصدَّق معتمدين على إيمانهم بالله وبالشهادة والإعداد وبوعد الله للصابرين بالنصر ولن يخلف الله وعده، وكانت ملحمتهم التي تَكتُبُ الآن التاريخ الجديد للعرب والمسلمين بل للعالم وكانت امتحاناً للعرب والمسلمين وبالأخصّ للذين لم ينجحوا حتى اليوم في هذا الامتحان ليس أنظمتها فحسب بل الشعوب العربية والاسلامية المؤيدة لقوى المقاومة وللملحمة التي تخوضها في غزة.
إنّ هذه المعركة تحتاج لأن يتحوّل هذا التأييد الى فعلٍ على أرض الواقع مع أهمية التعبير عن تأييدها ودعمها الذي تؤديه وتُعبِّر عنه بإقامة المظاهرات والتجمعات، فالجميع مسؤول لأن القضية ليست مسؤولية فريق منها وهي كما قلت أدّت جزءاً من وظيفتها ولا يعني هذا أن وظيفتها انتهت، فقوى المقاومة تُشكِّل العمود الفقري في هذا الهيكل الذي يحتاج الى اللحم الذي يحميه.
من هنا فلا يجوز وضع هذه المسؤولية على عاتق القوى المقاومة أو فريق منها والاتكال عليها والاكتفاء بالتنظير على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي وإن كان مهماً في ما إذا كان بالاتجاه الصحيح، وهو اعطاء المعنويات والدفع بالاتجاه الذي يجعل الامة تتفاعل مع قوى المقاومة وتنخرط معها في معركة التحرير والانتصار وتُواجَهُ فيه من البعض من القوى المثبِّطة إذ ما زلنا نسمع النغمة الخبيثة منها بإعطاء المعركة طابعاً مذهبياً تارة وبُعداً إقليمياً وقومياً تارة أخرى، إما لارتباطه بالعدو فهو يؤدي وظيفة العميل أو ليُغطّي صورة سقوطه وتخلّفه عن القيام بواجبه ومسؤوليته، فطالما سمعنا هذا البعض يتبجّح بعروبيته كشعارات للهروب والتخذيل عن نصرة فلسطين وشعبها الأبيّ الصابر والبطل الذي أخذ على عاتقه ومعه المخلصين من أبناء الأمة الأوفياء والمقاومين الذين لم ولن يتخلوا عن نصرتهم أن ينتزع حقّه بيده بعد أن عوَّل على المبادرات التي أسموها بمبادرات السلام، فلم يعطوهم إلا آمالاً كذاباً.
أيها الغزيّون (أهل غزة)،
إنّ المطلوب اليوم نصراً حقيقياً تنتزعونه عنوةً عن كل مجالس النفاق والدجل والكذب بدم شهدائكم الأبرار، أطفالكم ونسائكم وشيوخكم الذين هم أجلّ الشهداء وليسوا ضحايا، فهم اختاروا البقاء والثبات مع المجاهدين ولم يقولوا لهم اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا إلى سيناء هاربون بل قالوا لهم كما قال المِقدادَ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ يَومَ بَدرٍ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا لا نَقولُ لك كما قالت بَنو إسرائيلَ لِموسى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} المائدة: 24، بل قالوا: اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا معكم مقاتلون. كما أن المطلوب اليوم من الدول العربية والاسلامية تعاوناً يُثمر خلاصاً لأهل غزة ووقف العدوان.
نعلم أن الدولة والوطن هما القيمة التي لا يجوز التفريط بها ويجب الحفاظ عليها والدفاع عنها وفي بعض الأحيان الاستشهاد من أجلها حين تتعرّض الكرامة الوطنية للامتهان والانتهاك كما في مواجهة العدو للقيم وللإنسانية الذي يتهدّدها بالحرب والاحتلال والعدوان والقتل والتدمير كما فعلت وتفعل دولة العصابات الصهيونية مدعومةً بقوى الشر الدولية التي تؤمّن لها الغطاء الدولي السياسي والعسكري وكل ما تحتاجه لممارسة عدوانيتها وانتهاكاتها ومجازرها البربرية والارهابية وقتل وتدمير كل ما يرمز للحياة، وهي مارست وتمارس اليوم هذا البطش والاجرام في غزة والضفة الغربية وبحقّ الشعب الفلسطيني عموماً في كل فلسطين وعلى الحدود اللبنانية، وتمارس عدوانها على قراه ومدنييه أمام العالم والمنظمات الدولية دون أن تلقى حتى إدانة من مجلس الامن الدولي، وجلّ ما يفعل أن يغضّ البعض عنها كشحا بينما يشجعها الاخرون على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم كالولايات المتحدة الاميركية.
أيها الأخوة، إنّ غزة تتعرض اليوم لأبشع مجزرة وحشية، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فالعدو كما تكشف أعماله، وكما كشف تاريخه، يمارس القتل والعدوان والإبادة الجماعية.
إنّ العدو الصهيوني قاتِل الاطفال والنساء يعرف حق المعرفة ان لجوءه إلى اسلوبه الغادر الجبان والمعتاد في اغتيال القادة لن ينجيه من مصيره المحتوم الذي اقترب ولن يكون بعيداً وإنما يزيد الشعب الفلسطيني الذي اعتاد تقديم الشهداء قوةً وبأساً وإصراراً على إلحاق الهزيمة النهائية بهذا الكيان الإرهابي والشيطاني، وان اللعب بالنار سترتد على وجوده وكيانه.
ومع ما يتكبّده الشعب الفلسطيني في معركته من قتل لأطفال وحرائر غزة والضفة الغربية تُكسر إرادة العدو رغم كل الدعم الذي يتلقاه مادياً ومعنوياً من الغرب الظالم الخالي من القيم الانسانية والمحكوم بهاجس القوة الغاشمة وعقلية السيطرة والنفوذ والاستحواذ الذي يُقدَّم له بل هو من يخوض هذه المعركة ويخطط لها.
على الرغم مِن كل ذلك فرضت غزة وقوى المقاومة نفسها وتحوّلت المعركة إلى معركة بين الخاسِرَين بايدن ونتن ياهو، بين من يريد اتقاء الخسارة بتطويل المعركة ومن يريد اتقاءها بتقصير المعركة وسيجرّ الاول الثاني معه إلى الخسارة، ويبقى أن قوى المقاومة وبالأخص الشعب الفلسطيني في غزة وفي لبنان والعراق واليمن هي التي تفرض انتصارها عليهما وعلى الغرب وقد بدت بشائر النصر واضحة لتخطّ طريق التحرير الكامل لفلسطين ومقدّساتها ولتفرض التغيير في قيم العالم الجديد بإذن الله تعالى.
إنّ صفةَ العدوانِ ثابتةٌ في العدو الصهيوني، وليس أمراً جديداً عليه، وغزة أثبتت أنها قوية وحصينة، وأنَّ العدو وإن أمعن في القتل والتدمير لكنه لم يستطع كسر إرادة المقاومين ولن يستطيع.
إننا على عهدنا في اعتبار القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية والوقوف الى جانب المقاومين في لبنان وفلسطين.
إنّ الفارق بين أولئك الذين يمارسون العدوان وقد يلقون حتفهم في هذا الصراع يندفعون في عدوانهم بتحريض غرائزي مادي حيواني وعن الحقد والانتقام الشخصي وعن الشعور بالخوف والقلق وعدم الاستقرار، وأما الذين يواجهون الظلم والعدوان فهم يقومون بذلك بدافع من القيم التي آمنوا بها وعن الشعور بالأمن النفسي المرتكز على الحق ولا ينطلق من الحقد والكراهية والانتقام، وإنّما الدعوة للحق والدفاع عن قيم الحق والعدالة.
إنّ هذا يبرز بشكل واضح اليوم في معركتنا مع العدو الاسرائيلي الذي يرتكب الجرائم بحقّ أبناء أمتنا فيرتكب المجازر بحق الآمنين كما يفعل اليوم في غزة والضفة وكما فعل بالأمس في لبنان كما في مجزرة قانا وقتله الأطفال في مركز للقوات الدولية المفترض انه تحت حماية الامم المتحدة والقوات الدولية، فلا عهود ولا مواثيق ولا قوانين دولية تُحتَرم لديه وإنما البطش والإرهاب وموازين القوة وشريعة الغاب والعدوانية الشريرة هي التي تحكم تصرفاته، ومن المؤسف انه استطاع أن يُعمّم هذه اللاأخلاقية على العالم فيجد من يُدافع عنه ويحميه ويشجّعه على هذه الممارسات أو لأنه الأداة التي يبطش بها الغرب اندفاعاً خلف غرائزه وعدوانيته وأطماعه التي لا حدود لها.
ولتكن التجربة العربية والفلسطينية الرسمية في التعاطي مع العدو والاتفاقيات التي سُمّيت باتفاقيات السلام التي لم تحقّق لهم أمناً ولا سلاماً واستغلها العدو لمزيد من توسيع الشرخ وإيجاد الفتن بين دولها وشعوبها ومزيدا من التوسع والعدوان ، درسًا للأمة، وإنّ الذين فرضوا هذا الخيار على الشعوب العربية لم يجنوا من كل ما ادّعوه لصالح الامة سوى السراب والخراب، بل كان المستفيد الوحيد الكيان الصهيوني وازدياد الانهيار في الوضع العربي والفلسطيني وأثبت أن هذا العدو لا يلتزم بالعهود والاتفاقيات ويستغلّها لتحقيق المزيد من التوسع بينما يُلزَم الجانب العربي بها ولا يستطيع التفلّت منها.
إنّ على الامة اليوم أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم صفاً واحداً وقولاً واحداً، وأن تُقدّم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الذي يمثّل كرامتنا وعزتنا وهو يتحمّل عن الأمة كل أثقال المواجهة. وإنّ على العالم أن يتحمّل مسؤوليات وتبعات ما قد يحصل إن لم يوقف آلة حرب القتل الهمجية الإسرائيلية.
وعلى الدول العربية والاسلامية أن تقوم بواجبها ولو في حدّه الأدنى من العمل على إيقاف هذه المجزرة الرهيبة والدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة عبر المحافل الدولية والتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية بما فيها إعادة التجربة بوقف تصدير البترول إليها، وليس ما يحصل في غزة والضفة الغربية اليوم من مظالم سوى مظهر من مظاهر الحضارة المادية وفلسفتها الوحشية التي تدفع نحو هذا الصراع الدموي الذي لا يعرف الانسانية ولا يقيم وزناً للمعايير الاخلاقية والقانونية والمشاعر الانسانية ليس الانسان فيها سوى موجود مادي مثله مثل أي كائن مادي آخر، فمع المصالح لا قيمة للإنسان، فالمصالح لديهم هي التي تبني قيمها.
لذلك لا معنى لتوجيه المناشدات للمجتمع الدولي وللمؤسسات الدولية لأنها لا وجود للقيم الانسانية عندها (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)، فليس أمام شعوبنا سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية بعد الاتكال على الله (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
ولقد أثبت الشعب الفلسطيني بتضحياته العظيمة أنه شعب عظيم وأنه قادر بصبره وتضحياته وصموده قدرته على الانتصار وقلب المعادلة بما يبديه من رباطة جأش رغم وحشية العدو واختلال في موازين القوى لصالح العدو وقلة الناصر، فالمعركة اليوم بسلاح الإيمان والصبر يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة أعتى القوى المادية العالمية ويُفْشِل اهداف العدو وهو على أبواب الانتصار الكبير إن شاء الله، لأن موازين الانتصار هي القيم المعنوية التي يستند إليها الشعب الفلسطيني هي نفس الموازين الحقّة التي بَشَّرَ الله بها المؤمنين بالتأييد والنصر إن شاء الله، إنها معركة بين القيم وستنتصر القيم المعنوية حتماً.
إنّها معركة الأمة التي يجب أن تتلاحم إلى جانب الشعب الفلسطيني كما هي معركتنا التي نخوضها في لبنان على شتى الميادين الاقتصادية والاعلامية والثقافية والامنية والاجتماعية إلى جانب الحرب العسكرية التي يشنها العدو على لبنان كما غزة ويذيقه فيها المقاومون الابطال ألوان الخزي والعار، يدكّون فيها أوكاره ويجندلون فيها جنوده ومرتزقته ويحطّمون تحصيناته، فيتراجع عن الحدود أميالاً مضطراً خاسئاً وهو حسير ذليل لا يرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء.
لقد كفت المقاومة الانظمة العربية والاسلامية شر القتال، ويبقى على الأمة أن تقوم بواجباتها، سواءً على الصعيد الرسمي الحكومي باتخاذ المواقف السياسية المناسبة لا سيما التأكيد على وقف المجازر بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم كل ما يلزم لإعادة الحياة الى غزة ومدها بالغذاء والدواء والمواد اللازمة للإيواء والصحة والعيش.
وعلى الصعيد الشعبي ينبغي على القوى التي تُعبِّر عن شعوب الامة كلها، وما فيها من مسلمين ومسيحيين وأناس أحرار يرفضون الظلم، أن يقوموا بالخطوات التالية:
١- تسخير كافة الوسائل الإعلامية والاعلانية لنصرة قضية فلسطين في غزة، وإظهار الجرائم الوحشية التي ترتكبها عصابات العدو الهمجية، وتنشيط العمل في هذا المجال بكل الاقنية التلفزيونية ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية.
٢- إقامة التجمعات والمظاهرات، وإصدار البيانات الشاجبة للعدوان، ودعوة العالم كله، لا سيما مؤسساته ومنظماته التحرك الفوري لوقف الحرب الشرسة، وإلى تأمين سبل العيش لشعب غزة، وعدم الاكتفاء بما قدم على هذا الصعيد مما لا يذكر والتصدي لما سيقوم به العدو من محاولات لتزييف الحقائق وإعادة إنتاج الصورة المغايرة والكاذبة للتدليس على الرأي العام العالمي الذي كان من أهمّ ما حققته معركة طوفان الاقصى انكشاف الوجه الحقيقي لادعاءات الغرب المنافق بالدفاع عن حقوق الانسان وحقوق الشعوب في تقرير المصير.
٣- التواصل مع المرجعيات الدينية في العالم وبالأخص الاسلامية والمسيحية منها للتنسيق معها في وضع الخطط اللازمة والمؤثرة نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وللضغط على القوى الدولية ومجلس الامن الدولي لإيقاف حرب الابادة التي يتعرض لها.
٤- دفع رؤساء الدول العربية والاسلامية للقيام بمسؤولياتهم لعمل ما يلزم، لوقف آلة القتل، والشروع فيما يضع حدا لهذه الأعمال الاجرامية، المنافية لأبسط حقوق الإنسان.
٥- الدفع لتشكيل صندوق مالي من دول الأمة وشعوبها لإغاثة شعب غزة بالسرعة اللازمة، وإعادة اعمارها، والعمل على تأمين كافة احتياجاتها.
6- دعوة العالم كله إلى رفع الحصار عن غزة لتتمكن من استقبال المؤن والمستلزمات الضرورية للحياة الطبيعية.
وأخيرا أقترح على المؤتمر تشكيل هيئة دائمة لمتابعة الموضوعات المذكورة.
ولا بدّ أخيراً من توجيه التحية الخالصة تحية الشكر والعرفان للجمهورية الاسلامية في إيران وقيادتها الرشيدة للإمام الخميني قدس سره وللإمام القائد آية الله السيد علي الخامنئي والشعب الايراني المخلص على كل ما قدّموه من دعم ومساندة للقضية الفلسطينية وللشعب اللبناني وللمقاومة الشريفة، فقلبوا الموازين وأفشلوا مخططات الاستسلام وأحبطوا التطبيع وأعادوا الأمل إلى الأمة بعد الاحباط وانتصروا للأمة من أعدائها الذين تآمروا عليها بإثارة الفتن المذهبية، فأعادوا للأمة وحدة الموقف في الانتصار للقضية الفلسطينية التي تتصدّر اليوم اهتمام العالم بعد أن كادت الفتن التي أوقد نارها المتآمرون أن تذهب بها إلى عالم النسيان، ودفعت الجمهورية من أجل ذلك ثمناً كبيراً من إقتصادها وأبنائها الشهداء الابطال كالشهداء القادة شمران وسليماني والموسوي وغيرهم من القيادات، وعانت من الحروب والحصار والفتن لأن العدو اكتشف هوية الثورة المباركة التي أحدثت كما أدركت قيادات العدو زلزالاً وصلت تردداته ليس كما تنبأ رابين المقبور إلى حدود الكيان المؤقت بل إلى قلبه ، واذا كان قد لاقاها فعلاً في وسط الطريق بالحرب المفروضة عبر عملائه لكنه فشل في إيقافها، وها هي اليوم بما تقدّمه لشعوب المنطقة ومقاومتها تزلزل أركانه وتدفع بهذا الورم السرطاني إلى الزوال إن شاء الله.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب على إقامتهم لهذا المؤتمر ولكل الجهد الذي بذل من أجله وأخص بالذكر سماحة الشيخ الدكتور حميد شهرياري.
إنّ المقاومة بتنوع حركاتها وفصائلها وبتضحيات رجالها وصمود شعوبها استطاعت ان توحد بين المذاهب بدماء شهدائها وتترجم التقريب بين المذاهب فعل جهاد وانتصار ترفده الجمهورية الإسلامية الإيرانية باحتضانها القضية الفلسطينية قبيل انتصار ثورتها المباركة، وما اعلان الامام الخميني لاخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس الا لانه أراد ان تكون القدس حاضرة في وجدان الأمة ودعم شعوبها ودولها.
فشكراً إيران شكراً إيران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.