العلامة الخطيب:لن نصنع بلدا حقيقيا إلا بدولة المواطنة
الحوار نيوز – خاص
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “ان الذي يحفظ لبنان الآن هو المقاومة والبيئة التي تقف وراءها”، متسائلا : هل من مصلحة لبنان الآن أن يقف بعض اللبنانيين وبعض القوى السياسية ضد المقاومة وأن يطلبوا من المقاومة أن تنسحب الى خارج جنوب الليطاني، وهذا مطلب اسرائيلي، فهل هذا من مصلحة لبنان؟وهل هم يفكرون في مصلحة لبنان؟
أضاف:نحن نطالبهم بأن يخرجوا من هذه العقلية. أنا لا أريد أن اتهم أحداً بالعمالة، بل أقول إن هذا التفكير اساساً يعود الى هذه الحياة السياسية التي نعيشها في لبنان والى هذا النظام الطائفي، بأن تفكر كل طائفة في نفسها وتكون المصلحة الخاصة الطائفية مقدَّمة على مصلحة الوطن، وهذا هو سبب هذا التفكير اذا اردنا أن نحملهم على المحمل الحسن.
في كلمة له في احتفال تأبيني اقيم قبل ظهر اليوم في بلدة ركاي لمرور اسبوع على وفاة المرحومة الحاجة ام محمد كركي الزين حرم الحاج موسى الزين رئيس الدائرة المالية الاسبق في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ،استغرب العلامة الخطيب كيف “ان بعض المحللين يظهرون على القنوات التلفزيونية ثم يفسرون الموقف الايراني وموقف المقاومة في لبنان وبيئة المقاومة في لبنان بأن هذه مصلحة طائفية وبأنها مصلحة ايرانية”، معتبرا “ان هذا التفكير نابع عن هذه الذهنية المتغلغلة في نفوس هؤلاء ،لأنهم يعيشون عقلية طائفية ولا يعيشون منطق الوحدة الوطنية، وحين يتحدثون عن الوحدة الوطنية فهم يكذبون، فهم لا يعيشونها بل يعيشون خصوصياتهم المذهبية”.
ولفت إلى “أننا لا يمكن أن نصنع بلداً حقيقياً إلا بالخروج من الطائفية السياسية وأن نذهب الى دولة المواطنة التي يتساوى فيها اللبنانيون جميعاً في الحقوق والواجبات”، مؤكدا ان الانتماء الطائفي لا يعطي امتيازاً للناس في الحقوق الواجبات، و الخروج من هذه الذهنية لا يكون إلا بالعودة الى الانسانية والى القيم المعنوية التي لا تُميز بين إنسان وانسان وبين طائفة وأخرى .
وتابع: اذا كنا نريد أن نعيش في بلد قوي ونخرج مما نحن فيه فإننا نحتاج الى أن نُغيّر هذا النظام ونصلحه، ويقوم بدلاً عنه نظام المواطنة، و على زعماء الطوائف والأديان في هذا البلد أن يذهبوا في هذا الاتجاه اذا كانوا يريدون مصلحة أبنائهم ومصلحة بلدهم، وحينها يمكن أن نبني وطناً سيكون أقوى بكثير من هذا البلد في هذه الحالة، والمقاومة اليوم تشكّل قوة كبيرة للبنان ولكن حينما يلتف اللبنانيون جميعاً حولها، فلبنان لن يكون قادراً على مواجهة اسرائيل فقط ،وإنما سيكون قادراً على مواجهة العالم بهذه الارادة وبهذا المعنى.
وقال : نحن اليوم في وضع نحتاج فيه الى تمتين بنيتنا الداخلية ومنع الذين يريدون أن يلعبوا بوحدتنا الداخلية ويفرّقوا شملنا وبالتالي يريدون أن يضعفوا موقف المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي، أبناؤنا ان شاء الله في كامل الوعي وهم الذين جرّبوا قبل المقاومة وجرّبوا ما بعد المقاومة كيف تبدّلت الاحوال، وكيف أصبح لبنان شامخاً وكيف أصبح الجنوب وكل لبنان بلداً آمناً يتحدى اسرائيل في الوقت الذي تعجز عنه 57 دولة عربية وإسلامية أن يقفوا في وجه هذا العدو.
واكد ان “لبنان يقف شامخاً في وجه العدو الاسرائيلي وتتصرف المقاومة بعقلانية في كل ما تقوم به اليوم من خلال المواجهة مع هذا العدو، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد بعض السياسيين الى عقولهم وأن يتراجعوا عن التمسك بخصوصياتهم وبالتالي يتعاملوا مع الوضع الحالي على أن لبنان منتصر، وأن المقاومة في لبنان منتصرة والمقاومة في فلسطين منتصرة، فالنصر تحقق منذ أول يوم، فليتعاملوا مع هذا النصر ويعملوا لبناء مؤسسات الدولة ولينهوا هذا الوضع الشاذ في بناء الدولة”.