كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
كم يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعوانه لكي يقتنعوا بأن الأهداف التي رسموها لحربهم على غزة صعبة المنال،إن لم تكن مستحيلة؟
لقد طرحت إسرائيل منذ البداية ثلاثة أهداف لهذه الحرب:القضاء على حركة “حماس”،استعادة الرهائن، وجعل مستوطنات غلاف غزة آمنة بحيث لا يشكل القطاع خطرا على هذه المستوطنات.ولم يكن تدمير غزة وجعلها مكانا غير قابل للعيش وتهجير سكانها هدفا معلنا للقيادة الإسرائيلية،مع العلم أن هذا التوجه كان الهدف المضمر للمجموعة الإسرائيلية الحاكمة.
فشلت إسرائيل حتى الآن في تحقيق أي من الأهداف المعلنة:
- ما تزال المقاومة الفلسطينية على أبواب اليوم الثمانين للحرب تقاتل بالزخم الذي بدأت فيه،وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية تعترف إسرائيل يوميا بثقلها.وما تزال حماس صامدة ،يدير قادتها المعركة بدقة في الداخل ومن الخارج،عسكريا وسياسيا وإعلاميا.لم يكن أحد يتصور أن المقاومة في غزة يمكن أن تصمد بمثل هذا الزخم العسكري واللوجستي والتمويني.حتى الجيش الإسرائيلي بعدته وعديده ومخابراته لم يكن يتوقع ذلك ،وعليه فهو يغرق في رمال غزة كما وعده المقاومون منذ اليوم الأول.
- ما يزال الرهائن الإسرائيليون خارج قدرة الجيش الإسرائيلي على إنقاذهم ،وأغلب الظن أن القيادة الإسرائيلية الحاكمة حسمت أمرهم بالموت،إذ أنهم لن يضيفوا إلى الخسائر البشرية الإسرائيلية في هذه الحرب أكثر من عشرة بالمائة وربما أقل.ولولا ضغط أهالي الرهائن على الحكومة الإسرائيلية لكان هؤلاء في “خبر كان” بالنسبة لنتنياهو وأعوانه.
- ما تزال المدن الإسرائيلية والمستوطنات هدفا للمقاومة الفلسطينية من غزة ،بالصواريخ والقذائف المدفعية ،ما يجعلها أمكنة غير قابلة للعيش أو على الأقل في حالة توتر تعطل وقائع الحياة المستقرة فيها.
نعم،نجحت إسرائيل إلى حد ما في تحقيق هدفها المضمر ،فدمرت غزة وقتلت جزءا كبيرا من أهلها وروت غليلها بالدماء البريئة، وهجّرت معظم السكان ،لكنها لم تنجح في إخراجهم من القطاع حيث كانت تحلم بدفعهم إلى سيناء.
ولكن ماذا بعد؟
لم يعد خافيا على أحد أن بنيامين نتنياهو يخوض معركة شخصية على قاعدة “يا قاتل يا مقتول”،لأنه يعرف تماما أن الحساب آت لا محالة في حال لم يحقق أي إنجاز،وهذا الحساب سيكون عسيرا وقد يفضي به إلى السجن.
في المقابل يواجه نتنياهو قائدين كبيرين في غزة باعا الدنيا بالآخرة ،وبات صيتهما فلسطينيا وعربيا وعالميا في لائحة عظماء التاريخ ،وهما يحيى السنوار ومحمد الضيف ،ولم يعد في وسعهما تقديم أي تنازلات بعد كل ما جرى ويجري.
باختصار إنها “لعبة وقت” بين إسرائيل وغزة ،بين نتنياهو والسنوار.فمن يصرخ أولا.. نتنياهو أم السنوار؟
بالتأكيد أن السنوار لن يصرخ أبدا لأنه مستعد للشهادة ..أما نتنياهو فلا يفكر في ذلك!