غزّة التي أقامت العالم ..ولم تقعده (محمد رقية)
د. محمد رقيه*- الحوار نيوز
■ بقعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 365 كم٢ بسكانها المحاصرين منذ 18 عاما في أكبر سجن طبيعي في التاريخ، اجتمعت عليها كل آلة الحرب لدى أقوام لوط من جيش الكيان المحتل بكل أسلحته المتطورة جوا” وفضاء” وبحرا” وبرا” ،الى قوات ( الشيطان الأكبر ) بأحدث وأشرس قنابلها التي لم تستخدم سابقا وأحدث أساطيلها وطائراتها التجسسية وأقمارها الصناعية .
الى بريطانيا ( ابليس اللعين) بأحدث مالديها من أسلحة وطيران التجسس الذي يعمل حتى على بصمة الصوت.
الى فرنسا الأجيرة بكل حقدها وحاملات طائراتها على سواحل غزة.
الى ألمانيا المتجبرة والمجبرة بتقديم كل دعمها للصهاينة الأنجاس .
■ ابادة جماعية للأطفال والرضع والنساء والشيوخ في هذه البقعة الصغيرة العصية على الجميع على مدى أكثر من شهرين التي لم يحصل مثلها في التاريخ البشري ، وتدمير كل ما هو قائم من منازل المواطنين الآمنين والمشافي والمدارس والجامعات والمخابز والحدائق والمساجد والكنائس ومراكز المياه والوقود وكل مرافق ووسائل العيش والحياة ،وحتى قصف النازحين وهم يهجرون بيوتهم ،ومنع دخول أي شيء اليهم حتى الماء .
■ لقد أخبرني أحد الأصدقاء في غزة الأبية أن ما حدث من مذابح وتدمير لأساسيات الحياة شيء مهول لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
■ لله درك يا غزة
كل هذا الجنون الغربي اجتمع عليك وأنت صامدة على مدى أكثر من شهرين تذيقين العدو مرارة الموت وتهدّين أساس كيانه الذي سيزول بفضل هذا الصمود وهذه المقاومة الخالدة التي لم يحصل مثلها في التاريخ .
■ لقد تجاوزت مقاومتك هنا بعنفوانها وتأثيرها وصمودها حتى مقاومة الفيتكونغ الفيتناميين للمحتل الأمريكي لأرضهم الذين أرغموه على الهروب يجر أذيال الخيبة والهزيمة وراءه بعد سنوات عديدة من العدوان عليهم وإبادة شعبهم .
■ إن كمية القنابل التي القيت على السكان الآمنين في هذه البقعة الصغيرة تجاوزت بمفعولها عدة قنابل نووية، ودول العالم تتفرج على هذه المأساة الاسطورية بفضل راعي البقر الأمريكي الذي عطل عمل كل منظمات الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن، وآخرها البارحة عندما استخدم الفيتو ضد قرار وقف اطلاق النار، وهذا يؤكد أن من يشرف ويرعى هذه الحرب هو الشيطان الأكبر الأمريكي خدمة للكيان الصهيوني الغاصب ، ومع ذلك لن يلق سوى الهزائم .
■ لقد غيرت مقاومتك يا غزة بإسلوبها وتكتيكاتها ومفاعيلها وتأثيراتها كل قواعد الحروب في العالم ، والتي بدأت أكاديميات العالم العسكرية في التعرف عليها ودراستها لتدريسها لديهم .
■ لا تهتمي ياغزة بجبن بعض الحكام حولك ، لأن التاريخ سيلفظهم الى مزابله على قارعة الطريق في أول فرصة ذهبية سانحة.
■ ان أجنحتك يا غزة من لبنان الى اليمن ومن سورية الى العراق الى ايران هي الرافعة التي تذيق العدو ويلات الحروب والخسائر العظيمة في كيانه.
فمن تجميد جيشه وحرق مواقعه ونزوح مستوطنيه في الشمال الفلسطيني، الى منع مرور سفنه وضربها وحجزها في البحر الأحمر ، الى دك مواقع وقواعد الشيطان الأكبر العديدة في سورية والعراق.فهؤلاء هم السند لك ولن يسمحوا لأحد أن يهزمك يا غزة.
■ العدو في “حيص بيص” يا غزة وهو كالبالع الموسى على الحدين لا يستطيع التقدم ولا يجرؤ على وقف العدوان .
قاوميه وانتظريه حتى يهلك وعندها تدق ساعة النصر المؤزر الذي ننتظره جميعا.
*كاتب وباحث سوري