الحوار نيوز – خاص
تعقد الحكومة الإسرائيلية الموسعة اجتماعا منذ العاشرة من هذا المساء لمناقشة صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية والتي يجري التفاوض غير المباشر بشأنها منذ ما يقرب الشهر.
وتوحي كل المؤشرات إلى أن الحكومة الإسرائيلية سوف تصدّق على هذه الصفقة بعد منتصف هذه الليلة ،فيما ينتظر أن تبدأ مفاعيلها يوم الخميس أو الجمعة.
الخطوط العريضة للصفقة المتوقعة
وفي حين تتكتم المصادر المسؤولة المعنية من كل الجهات على تفاصيل هذه الصفقة ،فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت بتسريب بنودها ،ويمكن تلخيصها على النحو الآتي:
- الإفراج عن 50 رهينة خلال دفعات تتوزع على 4 أيام.
- وقف إطلاق نار إضافي لمدة 24 ساعة، مقابل الإفراج عن 10 رهائن.
- الاتفاق يشمل أسرى ورهائن على قيد الحياة.
- إطلاق سراح 3 أسرى وأسيرات في سجون الاحتلال مقابل كل رهينة.
- الاتفاق لا يشمل الأسرى الجنود لدى فصائل المقاومة.
- الاتفاق يشمل رهائن من حاملي الجنسية الإسرائيلية.
- السماح بدخول كميات كبيرة من الوقود والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ورفضت إسرائيل طلب حركة حماس بالسماح بتنقل أهالي قطاع غزة بما يسمح بعودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى المناطق الشمالية. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن حركة حماس ستعمل على الوصول لسائر الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، في محاولة للإفراج عن المزيد من الرهائن مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار لمدة يوم واحد عن كل 10 رهائن إضافيين يتم الإفراج عنهم.
آلية تنفيذ الاتفاق
ستنطلق الصفقة بالإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين في غزة بعد 24 ساعة من مصادقة الحكومة على الاتفاق؛ حيث سيتم السماح للاعتراض على القرار عبر التماسات للمحكمة العليا، تنظر بها المحكمة في جلسة طارئة من المقرر أن تمثل الحكومة خلالها المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا.
- إسرائيل ستتسلم قائمة بأسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم عشية الإطلاق عن كل دفعة من الدفعات الأربع.
- بعد تسلم إسرائيل أول دفعة من الرهائن سيتم الإفراج عن أول دفعة من الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
- بعد ذلك سيتم السماح بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية وذلك يقتصر على أيام وقف إطلاق النار.
وأكدت التقارير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تدعم الاتفاق، كما أن القيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن الجيش سيتمكن من التعامل مع أيام وقف إطلاق النار، بما في ذلك المصادقة على المزيد من العمليات العسكرية وإعداد القوات واتخاذ إجراءات لحماية القوات الموجودة في عمق المناطق الشمالية للقطاع المحاصر.
وشددت التقارير على أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد يوافقون على الاتفاق، كما أن كابينيت الحرب وافق على الصفقة بالإجماع، كما أعلن العديد من وزراء الليكود أنهم يدعمون الاتفاق، إضافة إلى الأحزاب الحريدية (“شاس” و”يهدوت هتوراه”) يدعمون الاتفاق.
وفيما أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب تعهدت بالامتناع عن الأنشطة الاستخباراتية الجوية في قطاع غزة لمدة ست ساعات كل يوم من أيام الهدنة، أوضح الجيش الإسرائيلي والشاباك أن “لديهما قدرات استخباراتية يمكن استغلالها حتى خلال أيام وقف إطلاق النار لمراقبة كل ما يجب مراقبته، بما في ذلك قضية الرهائن”، وأكد المسؤول على أنه “سنظل على اطلاع على ما يحدث على الأرض”.
كما أكد المسؤول رفض تل أبيب السماح بحرية تنقل سكان قطاع غزة من الجنوب إلى الشمال، معتبرا أن “خلافا لذلك فإن كل ما فعلناه قد يذهب سدى”، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيواصل احتلال وتطويق شمال قطاع غزة “حتى خلال فترة وقف إطلاق النار”، وبعد انتهاء الاتفاق، سيواصل جيش الاحتلال عملياته شمالي وجنوبي القطاع المحاصر.
ووفقا للتقديرات، فإنه بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الصفقة، سيعلن الجانب القطري، الذي قاد جهود الوساطة للتوصل إلى الاتفاق، رسميا عن الصفقة، وبعد ذلك سيصدر بيان رسمي عن حركة حماس تؤكد موافقتها على الصفقة، على أن يتم الإعلان بعدها من الجانب الأميركي تمهيدا لإطلاق الصفقة إلى حيز التنفيذ.
ومع انطلاق اجتماع الحكومة، أكد رئيسها، بنيامين نتنياهو، أنه “تم إدراج بند في اتفاق إطلاق سراح الرهائن يقضي بأن يقوم الصليب الأحمر بزيارة الأسرى والرهائن الذين لن يتم إطلاق سراحهم وتزويدهم بالأدوية وتفقد حالتهم الصحية وظروف أسرهم”، مشددا على أن الحكومة ستواصل جهودها للإفراج عن جميع الرهائن.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الأمن يوآف غالانت، وعضو كابينيت الحرب بيني غانتس، قال نتنياهو إن العمليات لجمع المعلومات الاستخباراتية ستتواصل خلال وقف إطلاق النار، وأكد أن أيام وقف إطلاق النار ستفيد الجيش الإسرائيلي بمواصلة الاستعداد لاستمرار العمليات القتالية في قطاع غزة.
وشدد نتنياهو على أن الحرب ستتواصل إلى حين تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك “القضاء على حركة حماس وإعادة جميع الرهائن والمفقودين، وضمان عدم وجود أي تهديد لإسرائيل في قطاع غزة”، وأضاف أن “إعادة الرهائن هي مهمة مقدسة نلتزم بها حتى النهائة”.
وأضاف أنه “في الحرب هناك مراحل، وكذلك في عملية إعادة الرهائن”، وقال إنه نجح في تحسين بنود الصفقة مع حماس في ظل الجهود التي بذلها الرئيس الأميركي جو بايدن، بما في ذلك “زيادة عدد الرهائن الذين سيتم تحريرهم وتقليل الثمن الذي يتوجب علينا دفعه، بايدن ملتزم بهذه المهمة، وأشكره على جهوده”.
وأكد نتنياهو دعم أجهزة الأمن الإسرائيلية الكامل لبنود الاتفاق، وقال إنهم أوضحوا بموجب “تقديراتهم المهنية” أن “أمن قواتنا سيكون مضمونا خلال أيام الهدنة، وأن الجهود الاستخباراتية ستتواصل كذلك خلال أيام الهدنة”، وأضاف أنهم أوضحوا “أن المجهود الحربي لن يتضرر، بالعكس سيساعد ذلك الجيش على الاستعداد لمواصلة القتال”.
ويفتح الاتفاق الباب أمام إطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل المزيد من أيام وقف إطلاق النار، على أن يتم تنسيق ذلك خلال أيام الهدنة إذا ما تمكنت حركة حماس من الوصول لجميع الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة. ووفق التوقعات الإسرائيلية، فإن الحد الأقصى للصفقة قد يصل إلى 80 أسيرا ورهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا و7 أيام من الهدنة.