قالت الصحف:الحرب على غزة تلقي بثقلها على لبنان
الحوار نيوز – صحف
ظل الوضع في غزة يلقي بثقله على الداخل اللبناني في ظل التخوف من توسيع دائرة الحرب،وهو ما عكسته افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم.
النهار عنونت: الديبلوماسية الساخنة: الستاتيكو الميداني الجنوبي كم يصمد
وكتبت “النهار” تقول:
ارتفع منسوب التحركات والاتصالات الديبلوماسية في اتجاه #لبنان على نحو لافت في انعكاس مباشر لاحتدام المواقف الدولية والإقليمية من مجريات #حرب غزة التي شهدت تصعيدا #إسرائيليا جديدا مساء امس والمواجهات الميدانية عند الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب . وإذ لا تزال الصورة شديدة الضبابية لجهة اسباغ أي توقعات متسرعة حيال ما يمكن ان تتطور اليه الأوضاع الميدانية على الجبهة الجنوبية المرتبطة بمجريات حرب غزة، كانت ثمة معطيات لدى الاوساط الرسمية السياسية والامنية المعنية برصد التطورات الميدانية جنوبا مفادها ان “الستاتيكو” الميداني السائد منذ نحو ثلاثة أسابيع مرشح لان يستمر من دون تبديلات كبيرة وجذرية ما دامت المعطيات الطارئة او الجديدة المتصلة بمسار حرب غزة بدأت تتسع للمحاولات والجهود الآيلة الى اطلاق مسارات من مثل الكلام عن توسيط قطر في صفقة تبادل اسرى بين إسرائيل و”حماس” شرط الا تتفجر الأوضاع مجددا كما بدأ يحصل مساء امس. وإذ لوحظ انخفاض ولو نسبي ومحدود في حدة المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية فان ذلك دفع الأوساط نفسها الى اعتبار ان الحركة الديبلوماسية الكثيفة المتعددة الاتجاهات والمركزة في شأن لبنان تهدف على الأقل وفي ادنى الطموحات الى انتزاع مواقف ومعطيات تثبت هذا الواقع ولا تجنح به الى مواجهة حربية واسعة تنزلق بلبنان الى حرب شاملة في حال تصاعد الهجمات البرية الإسرائيلية على غزة. علما ان ثمة وجها اخر من هذه الحركة يعكس الاحتدام الديبلوماسي المتصل بالصراعات التي ترتبط بالوضع المتفجر في المنطقة وهو ما ترجمه حضور وفد برلماني إيراني امس الى بيروت مسابقا ومستبقا زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف لبيروت الأسبوع المقبل ولو ان زيارته تأتي ضمن جولة على “دول النفوذ الإيراني” العراق ولبنان وسوريا.
كما انه وسط المساعي المحلية والخارجية لتجنيب لبنان الانخراط في الصراع، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في غزة و#جنوب لبنان. وجدد رئيس الحكومة مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.
وفد إيراني
وفي غضون ذلك حطّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة #الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم عزيزي على رأس وفد برلماني في بيروت وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب الامين العام ل#حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
وأوضح عزيزي انه “استنكاراً وادانةً للمجازر الصهيونية الوحشية وعملية الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الآمنيين والأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة رأت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هناك واجباً انسانياً وسياسياً ملقى على عاتقها من اجل التحرك على كل المستويات المتاحة نصرة للشعب ال#فلسطيني المجاهد وإنطلاقاً من السعي الديبلوماسي والبرلماني الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال أتينا اليوم كوفد برلماني في زيارة اقليمية بدأت في العاصمة العراقية بغداد وتستمر اليوم في بيروت وسنتجه غداً الى العاصمة السورية دمشق”. واشار الى انه “كانت هناك رسائل تطرح علينا اذا إستمرت هذه العمليات الارهابية الاجرامية الاسرائيلية بحق الامنيين في غزة ما الذي سيحصل يا ترى وكان جوابنا الواضح والقاطع في هذا المجال انه امام الاستمرار في هذا الاجرام الاسرائيلي وهذا الارهاب الصهيوني فلا بد لكل الشعوب العربية والاسلامية لا بل لكل الشعوب الحرة والابية في هذه المنطقة ان تهب هبة رجل واحد من اجل الصمود والتصدي والوقوف الى جانب الشعب الفسطيني ومن اجل التصدي امام هذا الارهاب الاسرائيلي”.
وخلال استقباله الوفد الايراني، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله”: “كشف طوفان الأقصى المؤيدين لفلسطين من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. وقد أثبت ميدان المواجهة في غزة نبل الأداء المقاوم ووحشية إسرائيل وأميركا ومحورها” . واعتبر ان “طوفان الأقصى خسارة كبيرة محقَّقة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين . صورة الميدان تردد إسرائيلي، وخوف من المعركة البرية، في المقابل ثبات المقاومين واستمرار الصواريخ على الكيان ومواجهة للمواقع المقابلة لجنوب لبنان، كل ذلك بثقة واعتقاد بالنصر. لا يعلم الأميركي والإسرائيلي ما تخبئه الأيام إذا استمر العدوان”.
في المقابل التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وأفاد بيان ان “الجانبين توافقا على أولوية تجنيب لبنان خطر الانزلاق نحو الحرب وضرورة بذل كل الجهود الممكنة للحؤول دون ذلك، كما أكَدا الأهمية القصوى لتحصين المؤسسات الوطنيّة والدستورية من أجل مواجهة الأخطار الداهمة ولا سيّما مؤسسة الجيش اللبناني . وشدّدا على متابعة السعي بغية إيجاد الحلول الناجعة للأزمات الداخليّة العالقة على المستويين السياسي والاقتصادي رغم صعوبة الأمر”. وابلغ جعجع السفير الفرنسي موقفه من أن “منع اندلاع الحرب في لبنان هو في يدي الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من خلال توصية نيابيّة أو قرار حكومي لنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية وسحب المسلّحين اللبنانيين والفلسطينيين من جنوب الليطاني انفاذاً للقرار 1701 بالتعاون مع قوات اليونيفيل”.
خطة الطوارئ والوضع الميداني
الى ذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري معظم اللجان النيابية إلى عقد جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلثاء المقبل وذلك “لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي”.
اما على الصعيد الميداني فاعلن “حزب الله” امس عن سلسلة هجمات شنها على مواقع الجيش الإسرائيلي فاعلن أن عناصره استهدفوا بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، كما اعلن عن هجوم على موقع الصدح بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة وتدمير أجزاء كبيرة من منشآته وتجهيزاته وسقوط إصابات مؤكّدة بين أفراد حاميته ، كما أعلن عن هجوم على موقع “مسكاف عام” بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة وتدمير قسماً من تجهيزاته الفنية.
في المقابل حصل قصف إسرائيلي على منطقة رباع التبن قرب مزرعة بسطرة وقصف مماثل على محيط كفرشوبا .
وتعرض موكب عسكري للجيش اللبناني بعد ظهر امس لإطلاق رصاص من موقع إسرائيلي في أطراف بلدة عيترون من دون تسجيل إصابات. وفيما استمر القصف الاسرائيلي على القرى الحدودية ، سقطت قذائف ضمن رقعة تدخل عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني أثناء إخماد حريق حرج في اللبونة – علما الشعب – صور، ما اضطرهم الى الانسحاب فوراً الى مكان آمن الى حين توقف القصف.كما سقطت قذائف مدفعية بين أطراف بلدتي علما الشعب والضهيرة. وتعرضت أيضاً معاد في محيط اللبونة قرب بلدة الناقورة للقصف الاسرائيلي. فيما انفجر صاروخ اعتراض باتريوت أطلق من داخل إسرائيل في أجواء بلدتي العديسة ورب ثلاثين.
وصباحاً، وبعدما خرق الهدوء الحذر الذي ساد الجبهة الجنوبية ليلا، إطلاق صاروخ موجه من لبنان تجاه مستوطنة المنارة، طلبت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من سكان المنارة عند الحدود مع لبنان التزام الملاجئ “بسبب حدث أمني” في حين قامت “اليونيفيل” بجولات مكثفة على طول الحدود مع اسرائيل.
يشار الى ان الأمم المتحدة قدرت بان نحو 29 الف نزحوا من جنوب لبنان جراء التصعيد في المنطقة الحدودية .
الأخبار عنونت :مخطّط التهجير يحتضر: بداية عودة إلى الشمالTop of Form
وكتبت تقول:تُنبئ تحرّكات اليومين الماضيين، بأن جيش الاحتلال انتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الحرب، أو على الأقلّ التمهيد للعملية البرية، عبر عمليات إنزال بري وتوغّل محدودة جدّاً، على رغم أنه لم ينجح أصلاً في تحقيق أهداف المرحلة الأولى، والمتمثّلة في التهجير القسري والكلّي لسكّان مدينة غزة وشمال القطاع، إلى منطقة ما بعد وادي غزة، أي إلى المحافظات الوسطى والجنوبية، إذ بدأ الآلاف من المواطنين الذين نزحوا من الشمال في الأيام الأولى للحرب بناءً على إنذارات العدو بالإخلاء، بالعودة إلى منازلهم التي يقع أكثرها في المناطق التي تعرّضت للقصف الجوي المكثّف في الأيام التالية لعملية «طوفان الأقصى»، ليجدوا الأحياء التي كانوا يعيشون فيها، قد دُمّرت بالكامل.
واختار النازحون، هذه المرّة، أن يقيموا في مراكز إيواء قريبة من أماكن سكنهم الأصلية. في شارع الترنس الرئيس وسط مخيم جباليا في شمال شرق القطاع، يوحي الازدحام وكأنّ المخيم لم يتعرّض قبل أيام قليلة، لأكثر من خمس غارات أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 100 مواطن، إذ ثمّة قناعة جماعية، هنا، بأن لا مكان آمناً في القطاع، وبالتالي فإن الأفضلية تُصبح لمصلحة العيش أو الموت تحت سقف المنزل، على التهجير إلى مكان آخر، ما دام القطاع بكامله معرّضاً للغارات الجوية التي لا ترحم. وبات هذا الخيار بالنسبة إلى هؤلاء العائدين، أكرم من العيش في ملجأ أو مركز إيواء بعيد سيختار الاحتلال أن يقتلك فيه في وقت لاحق. وبالقرب من مسجد الخلفاء في وسط مخيم جباليا الذي جالت فيه «الأخبار»، كان المئات من المواطنين يتنقّلون حاملين بطاريات يذهبون بها إلى منازل جيران لهم تتوفّر لديهم طاقة شمسية، وفتحوا منازلهم لتقديم خدمة شحن الهواتف وبدائل الكهرباء لجيرانهم، بينما كان آخرون يحملون أسطوانات الغاز المنزلي التي جازفوا بحياتهم في سبيل إخراجها من بيوتهم المدمّرة في المناطق الطرفية من شمال غزة أملاً في استخدامها في إعداد الأطعمة؛ ذلك أن الكهرباء والغاز المنزلي ظلّا شغل المواطنين الشاغل. وعلى باب «مدرسة شادية أبو غزالة» التي تحوّلت إلى مركز إيواء، وقف أبو محمد الكحلوت، الذي كان قد نزح وعائلته إلى مخيم النصيرات وسط مدينة غزة في اليوم العاشر من الحرب، وعاد أخيراً إلى منزله في منطقة السكة شرقي مخيم جباليا، ليجده والعشرات من منازل الحيّ المحيطة وقد سُوّيت بالأرض. ويقول أبو محمد لـ«الأخبار»: «خلال وجودنا في مخيم النصيرات، حيث أكرمنا الأهالي هناك وأحسنوا استضافتنا، ارتكب الاحتلال خمس مجازر في ليلة واحدة تسبّبت باستشهاد أكثر من 90 مواطناً»، مضيفاً: «قصفوا السوق ومحالَّ ومخبزاً ومركزاً تجارياً. طائرات الاحتلال توزّع الموت على الجميع. لذا وجدنا من الأكرم لنا أن نموت بين أهلنا، وفي أماكن قريبة من منازلنا».
الاحتلال يقفز عن مرحلة التهجير القسري لسكان مدينة غزة وشمال القطاع بعد فشلها
أما الشاب محمد المصري، فقد نزح إلى منزل لأقارب له في مدينة خانيونس. يقول محمد، لـ«الأخبار»، إن «الاحتلال قصف هناك منزلاً ملاصقاً للمنزل الذي كنت أقيم فيه، وأُصيب معظم أفراد عائلتي بجروح». ويضيف: «ألقت طائرات الاحتلال منشورات طالبت فيها حتى سكان جنوب القطاع بالنزوح إلى العراء في منطقة المواصي، على اعتبار أن تلك المنطقة ستكون آمنة»، متابعاً أن «من الغباء أن نواصل الاستجابة لنداءات التهجير التي لا تنتهي، بينما الطائرات لا تستثني أيّ منطقة في القطاع من قنابلها. ولذلك، اخترتُ العودة إلى شمال القطاع، إلى منطقتي. وليقضِ الله ما يشاء».
وكان الاحتلال قد مارس، منذ بداية الحرب، حرباً نفسية استهدفت سكان شمال القطاع ومدينة غزة، عبر الاتصال على هواتف المواطنين ومطالبتهم بإخلاء منازلهم. ثمّ صعّد تلك الحرب من خلال ارتكاب المجازر بقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، والأسواق والمخابز ومراكز الإيواء، لإجبار الأهالي على ترك بيوتهم، تمهيداً لتدمير كلّ أحياء مدينة غزة وشمالها، كونها ستغدو مسرحاً لعملياته البرية المرتقبة. غير أن سياسة القصف الشاملة، والتي لم تستثنِ أيّ منطقة من القطاع، أفقدت جيش العدو مصداقيته، ما دفعه إلى القفز عن إصراره على التهجير الجماعي، والشروع في التوغّل البري المحدود.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي، محمد أبو جياب، أن «طموح الاحتلال الذي استخدم من أجله سياسة الرعب والترهيب بالمجازر، اصطدم بعقلية الغزّيين المجبولة بالعناد»، مضيفاً، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الاحتلال سيجد نفسه بعد كلّ مرحلة، مضطراً لتخفيض سقف طموحاته. كان يطمح إلى عملية عسكرية تقود إلى تغيير ديموغرافي قائم على ترحيل مليون ومئة ألف مواطن من مدينة غزة وشمال القطاع، واستخدامهما كمنطقة عازلة لحماية مستوطنات الغلاف. لكنّ الأهالي قالوا له: اقتلنا جميعاً ثم احتلّ الأرض». ويتابع: «لم يعُد أمامه الآن سوى استخدام السلاح النووي لتنفيذ إبادة جماعية ليحقّق ما يشاء… وسيحمل كلّ يوم من عمر هذه الحرب المزيد من التنازلات من قِبل العدو».
المقاومة تحافظ على الزخم الصاروخي
بعد 21 يوماً من القصف الجوّي المركّز على قطاع غزة، واصلت «كتائب القسام» استهداف مدن العمق الإسرائيلي، برشقات صاروخية كثيفة، ردّاً على المجازر المستمرّة بحق المدنيين، في ما ينبئ بأن المقاومة لا تزال متماسكةً ميدانياً، ومحتفظةً بقدراتها العسكرية. وأكدت «القسام» أنها قصفت مدن تل أبيب وعسقلان وأسدود ومستوطنة «رعيم» في «غلاف غزة»، فيما أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، قصف عسقلان بصاروخ «بدر 3»
وسُمع دويّ صافرات الإنذار في جميع أنحاء «غوش دان»، وفي «حولون» و«رمات غان» و«بات يام» و«ريشون لتسيون» و«موديعين»، و«نير عام»، و«لخيش»، و«نتيف هتارا» و«كرميا» و«ياد مردخاي»، ومناطق أخرى، بحسب وسائل إعلام عبرية. وأفادت «القناة 12» بسقوط صاروخين شرق «ريشون ليسيون»، حيث أصيب شخص بجروح متوسطة بشظية صاروخ سقط في منطقة زراعية، ونقل إلى مستشفى «شامير» لتلقّي العلاج، فيما حقّقت الدفعة الصاروخية التي طالت «سديروت»، مساءً، إصابة مباشرة، بحسب قناة «الجزيرة» القطرية.
اللواء عنونت: لبنان في مهبّ المفاجآت مع تجاهل دولي للإعتداءات الإسرائيلية
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول:
لم تنتهِ الحرب بعد، ومع ذلك، فإن الجسم الحربي في اسرائيل، بالعاملين في الميدان او الموضوعين على لائحة الاحتياط، يعكف عن مناقشة مسائل بالغة الخطورة، لا تتعلق بالفشل الميداني، وخسارة حرب الاستخبارات التي كانت دولة الاحتلال تتباهى بها، بل بالتقنيات العسكرية والتدريبات، والقدرة على ادارة مواجهة بالغة التعقيد. كما تعكف قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين على تدارس ما يحدث، لا سيما لجهة الاسلحة بالغة الدقة التي زودت بها الولايات المتحدة الاميركية اسرائيل، وتمكنت من تحقيق اهداف بين المقاومين على نحو غير مسبوق.
وفيما لم يعرف اذا كان لبنان على جدول زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف الى الشرق الاوسط، فإن عمليات المقاومة على خط المواقع بين لبنان واسرائيل عادت الى الواجهة، بدءاً من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، من دون ان تتوقف صفارات الانذار على الجهة المقابلة، لا سيما في المنارة، وكذلك دوريات «اليونيفيل» على طول الحدود.
وبقي الاهتمام الدبلوماسي الغربي والاوروبي على وجه الخصوص في الواجهة.. فأجرى وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي اتصالا مع الرئيس نجيب ميقاتي، في اطار الدعوات لعدم تمكين اي طرف من جر لبنان الى الحرب، على نطاق واسع.
ولاحظت مصادر لبنانية معنية ان الحركة الدبلوماسية الدولية، سواء عبر وزراء الخارجية او السفراء في بيروت، لا تعير اهتماماً للاستفزازات الاسرائيلية بل تقتصير النصائح التحذيرية على لبنان فقط.
وفي حين ان لبنان، كجزء مما يجري في المنطقة، دخل في اسبوع المفاجآت مع اشتداد الضغط الاسرائيلي على غزة المدمرة، بهدف اخضاع «حماس»، قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امام وفد ايران: «لا يعلم الاميركي والاسرائيلي ما تخبئه الايام اذا استمر العدوان».
وفي اطار بلورة عملية لخطة الطوارئ لمواجهة أية تطورات امنية، وفي اطار التنسيق مع منظمات الامم المتحدة، ترأس ميقاتي اجتماعا في السراي الكبير للجنة تنسيق خطة الطوارئ مع منظمات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وجرى التداول في الموارد المتوافرة وامكانية احتواء تداعيات اي عدوان ونزوح من الوجهة الانسانية.
نيابياً، دعا الرئيس نبيه بري اللجان المشتركة عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلاثاء المقبل، لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي.
اهتزاز حركة باسيل
سياسياً، اهتزت حركة «الانفتاح العوني» على بعض القيادات الرسمية، بتأثير من الاشتباك الذي طرأ على جبهة ملء الفراغ المحتمل في القيادة العسكرية، في ضوء رغبة الرئيس نجيب ميقاتي الاسراع بهذه الخطوة، اقله خلال ت2 المقبل، وممانعة وزير الدفاع موريس سليم المقرَّب من التيار الوطني الحر من الاقدام على خطوة، تبقي قائد الجيش العماد جوزاف عون في قيادة المؤسسة العسكرية.
ولم تتأخر قيادة «القوات اللبنانية» على رفض مبادرة باسيل، التي اعلن عنها، ورفضت معراب استقباله، بحجة انه لم يطلب رسميا الموعد من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بل من شخصيات ونواب في المعارضة.
وأوضحت مصادر في «القوات اللبنانية» لـ «اللواء» أن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اعتبر أن ما من مبادرة يحملها النائب جبران باسيل الذي يتحرك وفقا لمصالحه.
ولفتت إلى أن باسيل لم يطلب موعدا لزيارة معراب ولاحظت أنه لم يبتعد خطوة واحدة عن حزب الله.
إلى ذلك رأت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن باسيل لم يلتق احدا من افرقاء المعارضة وانه لم يقدم طرحا محددا وما قاله في مؤتمره الأخير هو مجموعة مواقف أطلقها في لقاءاته على أن تتظهر الأهداف الحقيقية وراء هذه اللقاءات قريبا .
وعلمت «اللواء» أن موضوع الاشكال بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد يشق طريقه نحو المعالجة بعدما كان الاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على التروي في موضوع الشغور في قيادة الجيش.
جولة التغييريين على السفراء
وجال وفد يمثل مجموعات التغيير في المجلس النيابي، على سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، ودولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني وجمهورية مصر العربية ياسر علوي والمملكة الاردنية وليد الحديد ودولة فلسطين اشرف دبور، مطالباً بالضغط لوقف اطلاق النار، مشددا على ضرورة تدخل المجتمعين العربي والدولي لمنع توسيع دائرة العنف وإبعاد الحرب عن لبنان، والتشدد في تطبيق القرار 1701، ودعم الدولة اللبنانية لاستعادة قرار الحرب والسلم.
بالمقابل، كانت حركة لافتة لنائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية الايرانية في مجلس الشورى الايراني ابراهيم عزيزي مع وفد نيابي، اذ زار الرئيس بري واستقبله من حزب الله نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم.
وبيروت من ضمن عواصم ثلاث تشملهم زيارة عزيزي، وكانت المحطة الثانية بعد بغداد على ان يتوجه الى دمشق.
الجنوب في اليوم الـ21
وفي التطورات الميدانية، هاجمت المقاومة الاسلامية عصر امس بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم- السماقة وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة. كما هاجمت المقاومة بالاسلحة المناسبة موقع ابو دجاج بالاسلحة المناسبة، ودمرت قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية.
وكانت قوات الاحتلال، تدخلت بالقصف باتجاه فرق الدفاع المدني التي حاولت اطفاء الحرائق الفوسفورية.
وعلى الرغم من استمرار القصف الاسرائيلي، وطلعات الـ«MK» (طائرة استطلاع اسرائيلية) شيع حزب الله شهداءه في النبطية ولبايا وغيرها، في وقت شهدت منطقة ساحل الزهراني في قضاء صيدا اقبالاً من النازحين من المناطق الحدودية، وقد نزح اليها نحو 600 اسرة توزعت على 18 قرية ضمن قرى بلديات ساحل الزهراني.
تضامن في بيروت والمحافظات
وسارت في شوارع بيروت تظاهرة حاشدة دعماً للمقاومة في غزة، وتنديداً بالقصف الاسرائيلي التدميري، والذي يستهدف الاطفال والنساء والكنائس والجوامع والمستشفيات ودور التعليم ومؤسسات الأونروا.
وفي يوم الجمعة، امتدت الاعتصامات والتظاهرات والوقفات التضامنية مع غزة من بيروت الى طرابلس وصيدا الى تجمعات النقابية والتعليمية والطلابية، وصولاً الي الجبل والبقاع، وسائر المناطق اللبنانية.