رسالة لودريان كبديل عن الحوار(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
تتمسك الإدارة الفرنسية بوجهة نظرها الداعية لوجوب قيام حوار وطني لبنان حيال موضوع الرئاسة الأولى، بحيث يأتي الرئس ملبياً طموحات اللبنانيين جميعاً ومستوفياً شروط الإجماع الوطني، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة.
وتقول أوساط دبلوماسية فرنسية للحواريوز إن القناعة الفرنسية بأهمية الحوار “متأتية من تجارب تاريخية لعدد كبير من البلدان التي تشهد أزمات كبرى كالأزمة اللبنانية. فعند انفجار الأزمات وحدوثها، تتابع الأوساط عينها، “تلجأ الدول والمجتمعات السياسية الى نوع من ائتلافات وطنية شاملة لمواجهة هذه التحديات، فمال بال اللبنانيين وهم يعيشون أسوأ أزمة اقتصادية ومالية، وأزمة سياسية تتحول يوماً بعد يوم الى أزمة دسورية”؟
ووفقاً للمعلومات فإن خشية الإدارة الفرنسية من رفض الحوار من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، دفعت المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الى توجيه رسالة الى الكتل النيابية تسألهم رأيهم في موضوع التفويض الذي منحته إياه دول اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة الأميركية، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، دولة قطر). ففي حال جرى التوافق على الحوار يكون الأمر منتهياً، وفي حال تمت عرقلة الحوار، يمكن للإدارة الفرنسية إذاك أن تلجأ الى خلاصة الأجوبة واعتماد مبدأ الحوارات الثنائية والإنتهاء الى سلّة اقتراحات وربما اسماء، تكون موضع إجماع وتوافق.
سيعود لودريان الى لبنان في الإسبوع الأول من أيلول لمتابعة مهامه كوسيط بين اللبنانيين وسيكون لديه مهلة اسبوعين لتقرير شكل الحوار، فإما أن يكون وطنيا شاملا يستضيفه قصر الصنوبر، أو ثنائياً على طريقة الحوار بالمفرق. فهل سيوفق في مسعاه الأيلولي الأخير؟ وهل ستعاونه الدول الخمس، لاسيما المملكة العربية السعودية بالضغط على حلفائها، وبالتحديد، حزب القوات اللبنانية، للموافقة على فكرة الحوارالوطني، وإيقاف لعبة هدر الوقت؟
في المقابل، هل سينتهي الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر الى نتائج فعلية ونهائية خلال الأيام المتبقية من شهر آب، ليتاح لهما إبلاغ الجانب الفرنسي برؤية مشتركة ومقاربة جديدة لموضوع الرئاسة في ايلول المقبل، فيعززالطرفان فرص تقدمها في الملف الرئاسي وسائر المواضيع الخلافية على حساب معسكر رفض الحوار؟
أسئلة تحتاج الى أيام قليلة مقبلة لتتبين النتائج.
