مشكلة اليمين المسيحي اللبناني ليست مع المقاومة الاسلامية!(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
ليست جريمة الكحالة مجرد صدفة.
كحادث إنقلاب لشاحنة على “كوع خطير” تبدو كذلك، وقد اعتاد أهالي المنطقة على مثل هذا المشهد.
أما طريقة تعامل بعض المغالين والمتطرفين مع الحادث والتسبب بالجريمة الأولى وما أعقبها من ردة فعل، تبدو أنها نتاج واضح للتحريض الممنهج ضد حزب الله، ليس كحزب سياسي ذا عقيدة دينية أو طائفية، فالأحزاب المناهضة للحزب، هي أيضا أحزاب ذات طبيعة وايديولوجية دينية يمينية مسيحية مطعّمة ببعض الملحقات.
معاداة حزب الله، لدى هؤلاء، تتأتى حقيقة من موقف هذه الأحزاب من فكرة ووجود مقاومة مسلحة لبنانية تقاوم الاحتلال الاسرائيلي حصراً ،وتقيم معه توازن رعب تمنعه من مواصلة اعتداءاته وتجهض أطماعة التاريخية بلبنان.
موقف الأحزاب اليمينية المسيحية، كان هو هو حين كانت الأحزاب العلمانية، لاسيما الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب القومي الاجتماعي، في مقدمة المقاومة بعد اطلاقها في ١٦ أيلول من العام ١٩٨٢.
موقف الأحزاب عينها، تعامل مع فكرة القوة المتأتية من دولة الاحتلال الإسرائيلية للدفاع عن نظامها وامتيازاتها وهيمنتها على النظام السياسي اللبناني قبل الطائف، وها هو يستمر بعد الطائف بأشكال مختلفة.
هي (الاحزاب عينها) ومن خلال خطابها الطائفي والمذهبي، ومن خلال التحريض الذي بدّل عنوانه، من مواجهة اليسار اللبناني، قبل تقدم المقاومة الاسلامية، إلى مواجهة حزب الله لاحقاً، ضللت فئة لبنانية وشرعت من حيث تدري للتعامل مع العدو كنصير وكمنقذ. كل ذلك لرفضها المطلق فكرة قيام الدولة الوطنية والابقاء على صيغة الدولة الطائفية.
موقف هذه الأحزاب من المقاومة الرافضة لمسّ العدو بسيادة لبنان، هو هو حتى لو كانت هذه المقاومة يقودها حزب الشيطان.
أما الحديث عن السلاح وتفلّت السلاح، فهذا كلام “حق يراد منه باطل”.
ما من أحد مع تفلّت السلاح، بدءا من الضاحية الجنوبية مرورا بالجبلين ( الجنوبي والشمالي) وصولا للبقاع والشمال، وحتى في الجنوب.
السلاح المتفلت عبء على المجتمع وأمنه واستقراره كما هو عبء على المقاومة.
لقد دخلت الأحزاب اليمينية المسيحية بحوار وطني حول الاستراتجية الوطنية للدفاع، وهذا إقرارٌ مبدئي منها بحق لبنان في الدفاع عن نفسه وتكوين موازين القوى المطلوبة، واجهضت هذه الأحزاب هذا الحوار عندما بلغ مرحلة الإجابة عما اذا كانت دولة الاحتلال عدوا ام صديقا!
عودوا إلى الدولة لتعود فتنتظم القضايا تحت سقف الدستور. عودوا إلى الحوار الوطني لإنتخاب رئيس للجمهورية قادر على فتح حوار وطني حقيقي حول سبل التزام الجميع موجبات الدستور، وحوار حول سبل إنقاذ لبنان بإقتصاده وإجتماعه بعد أن هشمته خطب التحريض والعزف على وتر التقسيم والفدرلة.