عزلتي الارادية بقلم مكسور(أحمد عياش)
د.أحمد عياش – الحوار نيوز
ما زلت اشعر بالوحدة وانا اسكن مبنى فيه عشرات الناس، واسكن حيّاً فيه مئات الناس، واسكن مدينة تعدى سكانها المليون انسان، ورغم وجود كل هؤلاء من حولي ،ما زلت اشعر بالعزلة وهاتفي الجوّال لا يرنّ ايام العطلة.
ما زلت افضل الشجر الصامت على الحيوانات الاليفة، وأفضّل الحيوانات الاليفة على الحيوانات الشرسة، وما زلت وبكل ثقة افضلّ جيرة الحيوانات المفترسة على وجود الانسان.
ما زلت اقصد الريف لأختبىء بين الاشجار لعلّ رفاقي في ايام الطفولة يجدونني في لعبة الاختفاء”الغميضة”.
كل الذين كنت اعرفهم بالصدفة و بلا مصالح مشتركة بقوا اصحابي، الا انهم مثلي صاروا يفضلون الكلام والحديث مع الذات لا مع الآخرين.
أُشبعنا نقاشا وجدلا وتبادلا للأفكار الى حدّ اننا حتى لو التقينا لنتحدث يكفينا اللقاء التزامنا بالصمت .
يكفي ان نتبادل النظر لنوافق او لنعترض على تحرر النيجر من فرنسا، وعلى استغراب سير فاغنر باتجاه موسكو ،وعلى موافقتنا على حركة الذئاب المنفردة في مخيم جنين، وعلى استنكارنا لحالة البؤس العام وعلى رفضنا لسوء ادارة الصراع ب”المفرد وبالجملة”.
ما زلت احنّ للقصف العشوائي، وبما اني لا املك راجمات صواريخ فإنّني اكتفي حاليا بقلمي المكسور لأقتل به الجميع من حولي وعن بُعد، الى حين أسدد ثمن صاروخ برأس نووي غير منضبط اقسّط سعره لتنظيم القاعدة و المسروق من مستودع سوفياتي لأعلن به نهاية العالم.
عقل العالم الجمعي بحاجة للاعدام.
وحدتي قاسية الى حدّ اني اوّد اعادة الكوكب لمالكه الاصلي.
وخدي على الارض ويزعجني حتى ضجيج السكون.
سأعيد الكوكب لخالقه.
واجبي الغيبي ان اعيد للخالق كل ارواح عباده .
رغبة في اعادة وردّ الامانات.
قصة امانة ووفاء واخلاص.
لن اتمتع بوحدتي الا وانا الأخير على وجه الارض…
“انتهى البيان”.