تظاهرات السبت الملغومة: الأهداف وسبل المواجهة !
حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص
مهما حاولت الأحزاب المسيحية اليمينية إلباس تظاهرات السبت من شعارات مطلبية لإجتذاب المواطنيين الذين يواجهون أوضاعا اقتصادية ومعيشية بلغت حدّ الكفر، إلا أن هذه الأحزاب لم تخف حقيقة الطبيعة السياسية للتظاهرة السبت والتي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
1- توجيه السهام على الحكومة الحالية وتحميلها نتاج 30 عاما من الفساد.
2- الدفاع عن النظام الطائفي والمحاصصة المدسترة!
3- إثارة النعرات المذهبية وإن ارتدت بعض شعاراتها لبوسا تعايشيا!
4- استهداف أبرز أوراق لبنان قوة في مواجهة العدو الإسرائيلي تحت عنوان “سلاح المقاومة يمنع قيام الدولة اللبنانية”!
5- ملاقاة قانون محاصرة سوريا المعروف بقانون “قيصر” من باب الضغط لعدم مقاربة الحكومة هذا الملف من زاوية المصالح اللبنانية الإقتصادية والإجتماعية قبل السياسية.
6- إمتطاء حصان الحراك الوطني وتغيير اتجاهه، من حراك يطالب بتغيير النظام الطائفي الى آخر يدافع عنه بقوة ويستهدف أحد مكوناته الوطنية.
7- نقل الحراك الشعبي خطوة إلى الوراء من خلال تكريس الفرز بين تظاهرات ترغب بالدفاع عن صيغة لبنان الحيادي والعودة عن اتفاق الطائف، وتظاهرات طرحت شعار تغيير النظام من بوابة تطبيق الدستور وبناء الدولة الوطنية.
أمام هذا المشهد كيف ستتصرف القوى الشعبية والنقابية والمدنية والعلمانية واليسارية؟
أغلب الظنّ أن هذه القوى ستكون مدعوة للحفاظ على الهوية الوطنية للإنتفاضة، وعلى مضمونها المطلبي – الطبقي.
ستكون مدعوة لكشف زيف تظاهرات السبت ومحاولة اليمين اللبناني مصادرة شعارات الإنتفاضة وحرفها عن مسار بناء الدولة “خارج القيد الطائفي” كما ينص دستور البلاد.
أما فصائل المقاومة الوطنية الإسلامية فهي معنية بتجديد إلتزامها المشترك بالدفاع عن لبنان وصون حدوده وسيادته والعمل بشتى الطرق الدبلوماسية والقانونية والميدانية، لإستعادة ما تبقى من اراض محتلة وإجهاض المحاولات الأميركية والإسرائيلية بضم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى السيطرة والسيادة الإسرائيلية بموجب “صفقة القرن”.
خيط رفيع يربط بين مسيرات السبت الملغومة وثقافة 17اتفاق ايار المشؤوم، فمن سيتجرأ ويقطع هذا الخيط لمرة أخيرة وإلى الأبد؟