عندما تغضب الأرض.. وتتكلم !(أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش – الحوار نيوز
لم يحترم الإنسان الأرض.حفر فيها انفاقا افقية وعامودية ليعبث في محتوياتها كما يعبث في حقيبته المدرسة وفي حقيبة سفره.استخرج غازها وبعثره واستخرج النفط واحرقه واستخرج الحديد والذهب والمعادن وصقلها وحوّلها،كسّر في صخورها،غيّر مجرى انهارها حتى بحر “آرال” الغاه من الوجود.
سرق الذهب من معصم الارض ليجعله اسوارة لعروسه.لم يحترم الانسان الأرض.فجّر في اعماق بحارها وفي صحاريها وفوق مدينتين يابانيتين قنابل ذرية هزّت كيان الارض وكادت توقف حركة دورانها او تعدّل من مسارها الفضائي.
لم يترك الانسان فكرة انفجار وفكرة حرق الا وخرّب باطنها وجلس يسأل: لماذا تهتز الأرض، ولماذا تتذمّر ،ولماذا تتكلم بغضب؟
الارض تجيد كل اللغات، الا انها تفضّل الصمت.
لم يبق شيء فوق شيء، ولم يبق شيء قرب شيء وتحت شيء، كما ارادت الطبيعة.
كما خلق الله الارض .
عبث الانسان فيها حتى كادت الغابات ان تمشي لتختفي باشجارها في هذا الفضاء الواسع.
صار القطب المتجمد الشمالي جنوبها ،وصار القطب المتجمد الجنوبي غربها.
حتى الشمس ما عادت تتمتع بإشراقتها.
فسدَ في الارض وسفك الدماء فيها ونهب محتوياتها وغيّر في تركيبتها ،حتى انه دفن نفاياته النووية في احشائها ،وسأل لماذا الارض تتألم،لماذا تهتز ولماذا تُزلزل الارض زلزالها، ولماذا تصرخ الناس في تركيا وفي سوريا وفي لبنان ما لها؟
لم يحترم الانسان الارض.
لا يتوقف الانسان عن اذلالها. فإن تحدثت الارض لن تتكلم بغير غضب،بغير ضجيج،بغير التدمير،بغير بركان يرمي حمم النار كإنذار اخير للجميع.
لم يسجد ابليس..تمرّد.
يعلم الله ما لا نعلم.
ماذا يعلم؟
بدل الصراخ والعويل ومشاهدة الابنية وهي تتساقط، وبدل متابعة الجزر في البحر وهي تختفي ،وبدل قراءة ما تيسر عن قارة اطلنتيس التي كانت هنا واندثرت.. احترموا الأرض!
مثلث برمودا ليس مزحة فيزيائية، ولا هو لغز غامض الى الابد.
برمودا ليس غير “لا”واضحة للارض.
احترموا طبيعتها .!
انا الارض احبّوني!…
انا الأرض.. هل تسمعونني!