معوقات قيام الجامعة اللبنانية الثقافية بدورها (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
خلال استقبال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة عباس فواز ،طرح الوزير المرتضى على الوفد ضرورة “أن تسعى الجامعة قريبا جدا الى عقد مؤتمر في قصر الاونيسكو يستحضر المنطلقات والاسس التي كانت وراء فكرة ابتداع الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم، على ان يعرض المؤتمر أيضا للاشكاليات والمعوقات التي تحول راهنا دون قيامها بدورها على أكمل وجه وسبل معالجة ومواجهة هذه التحديات”.
وضع الوزير المرتضى أصبعه على جرح “الجامعة” المتمثل بإنقسامها الى ثلاث والتباينات داخل كل جامعة على حدا.
لا شك أن القدرات التمثيلية تختلف بين مؤسسة وأخرى، لكن لكل واحدة منها حيثية قائمة بذاتها، ولديها شبكة علاقات اغترابية ورسمية تؤهلها للقيام بخدمة الاغتراب وحمايته وتوفير الخدمات الأساسية له أكانت اجتماعية او صحية أو تربوية او ثقافية.
فالوزير المرتضى يتابع منذ مدة ما آلت اليه الانقسامات داخل الجامعة وتأثير ذلك على فاعليتها في المغتربات، سيما وأن على طاولته عدة اقتراحات للتعاون منها اثنين على الأقل بإسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بقيادتين مختلفتين!
ويميل الوزير المرتضى الى توحيد جهود المغتربين في مؤسسات وطنية فاعلة، قد تلتقي عند استراتجية واحدة لكنها تنفذ برامج مختلفة. لأن توحيد الاغتراب ضمن مؤسسة واحدة يبدو أنه ضرب من المستحيل.
لقد عكست دعوة الوزير المرتضى قناعته بأنه واحدة من أسباب “عدم قيام الجامعة بدورها على أكمل وجه” هو الانقسامات الواقعة بين ثلاث رئاسات تعتبر كل واحدة منها بأنها الشرعية، فواز ونبيه الشرتوني وشكيب رمال.
ستعقد “الجامعة” برئاسة الشرتوني مؤتمرها في المكسيك خلال شهر آذار المقبل، وتستعد “الجامعة” برئاسة رمّال لعقد مؤتمرها في باريس في الفترة عينها تقريبا، فلماذا لا يتلقف فواز دعوة الوزير المرتضى الصادقة فيدعوا لإجتماع يسبق المؤتمرين في قصر الأونيسكو بحضور الشرتوني ورمال ليصار الى تحويل المؤتمرين القادمين الى مناسبتين على طريق تذليل أحد ابرز المعوقات التي تواجع الجامعة وفاعليتها وشرعيتها.
ربما لدى فواز أسبابه الخاصة التي تحول دون تطوير فكرة الوزير المرتضى، سيما وأن أن أي خطوة توحيدية تستدعي تنازلات متبادلة لمصلحة المؤسسة والاغتراب، وهذا أمر غير ناضج الآن، لكنه، معني بالإستجابة الى مثل هذه الدعوة اذا ما كان يعتبر “الجامعة” برئاسته “أم الصبي”.