لن يترك محمد مازح وحيداً !
كتب حسين حاموش
ثمة مثل شعبي شائع..:
قال أحدهم لصديقه : " الله يرحم الوالد كان يجبّر المكسور".
فرد الصديق :"الله يرحم والدي كان يجبّرها قبل أن تنكسر ".
قبل الحديث عن الغاية والقصد من المثل الشعبي" يقتضي الواجب ان نتوجه بكل الاحترام والتقدير للقاضي الجريء محمد مازح الذي رفع الصوت من خلال القرارالذي اصدره . وفي رأينا أن هذا القرار القضائي موجه للقريب والبعيد على جميع الأصعدة ،وبالتالي في وجه السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي ادلت بسلسلة من التصريحات المتتالية التي اجتاحت من خلالها الأصول والأنظمة والأعراف والواجبات الدبلوماسية، حيث انتهكت السيادة الوطنية دون حسيب أو رقيب ، والتي هددت من خلالها السلم الأهلي ووحدة لبنان أرضا وشعباً ومؤسسات من خلال تحريضها على حزب الله.وعليه لا يجب أن يترك القاضي مازح وحيدا في الميدان..ولن يترك!
وزير الخارجية ناصيف حتي لم يتحرك تلقائيا أو عفواً- حسب لغة القضاة والمحامين – قبل صدور القرار القضائي ، بإستدعاء السفيرة الأميركية الى مكتبه وفق ما تقتضيه الواجبات والأصول والأنظمة المرعية الإجراء قانونياً ودبلوماسياً.ولكن بعد صدورالقرار القضائي أعلن " أنه استدعى السفيرة الأميركية دوروثي شيا للقائها اليوم الأثنين .
ولدى سماع خبر الاستدعاء تبادر إلى ذهننا السؤال التالي :
هل سيبلغ الوزير حتي السفيرة شيا أنها في تصريحاتها خلال الأسبوع الماضي وما قبله لم تلتزم الاصول والأنظمة المرعية الإجراء ؟
السفيرة شيا أجابت مسبقا على هذا السؤال حيث صرحت لاحدى القنوات التلفزيونية:" أن مسؤولا (لبنانيا)اتصل بها وأخبرها أن هناك خطوات ستتخذ" من دون أن تشير الى ماهية الخطوات التي سيتخذها هذا المسؤول .
وفي تصريحٍ آخر لها على قناة أخرى (بعد حوالي نصف ساعة من تصريحها اعلاه ) أكدت شيا "أنها تلقت تطمينات من الحكومة اللبنانية"!!
لكن الوزير حتي نفى ما نسب عنه لجهة ابلاغ السفيرة الاميركية بأنها تحرض اللبنانيين على بعضهم البعض ". وأعلن أنه سيصدر بياناً بعد اللقاء يطلع فيه الشعب اللبناني على محصلة الاستدعاء".
على ضوء ما ذكر ه أعلاه الوزير حتي ،ماذا عساه أن يخبر السفيرة شيا في اجتماعهما المنتظر؟
سفير سابق رأى أن من المفروض أن يذكّر السفيرحتي السفيرة شيا بخصوص اتفاقية فيينا التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بالبلد (المعتمد لديه الدبلوماسي) أو ابداء أي رأي في الشؤون المذكورة .
واذا كان لدى الدبلوماسي من موقف فيجب ابلاغ وزارة الخارجية به وفق القوانين والانظمة المرعية الإجراء".
ورداً على سؤال ماذا يعني التذكير بنصوص اتفاقية فيينا أجاب السفير السابق:" ان التذكير بالنصوص لا يعني ان تفرض وزارة الخارجية تدابير اجرائية محددة…بل التذكير هنا له طابع التمني!؟!
وحسب الاصول الدبلوماسية المتبعة توقع السفير السابق ان لا تقدم السفيرة شيا على التصريح من على منبر وزارة الخارجية …بل ستترك الأمر للوزير حتي الذي وعد كما ذكرنا اعلاه باصدار بيان حول محصلة الاستدعاء".