مشروع ربط طرطوس بالبصرة:التحدي الأكبر لسوريا والعراق
د.شادي أحمد – دمشق
هو مشروع استراتيجي يفوق بأهميته قناة السويس و القناة التي يزمع (الكيان الصهيوني) القيام بها …
و فكرة المشروع تقوم على ربط ميناء طرطوس بميناء البصرة بمنظومة سكك حديدية تعمل وفق طريقة تسمى (النقل البري البحري) وهي ترتكز على قيام السفن الحاملة للحاويات التجارية و التي تعمل بنظام (الرورو) بتنزيل الحاوية من السفينة إلى سكة الحديد فوراً دون تفريغ ،لأنها مجهزة مسبقاً بأن تتطابق و مقاييس السكك الحديدية ثم تتابع مسيرتها إلى الوجهة الأخرى… و التي قد تكون ميناء آخر…
ماذا يعني هذا؟
يعني إن الحركة التجارية بالنقل البحري من العملاق الصيني ،وعوضاً عن أن يبحر إلى البحر الأحمر و قناة السويس وصولاً إلى إيطاليا أو فرنسا أو أي بلد أوروبي… يكفيه أن يفرغ حاوياته في ميناء البصرة لتصل في غضون ساعات إلى طرطوس و من ثم تتابع مسيرتها..
و كذلك الأمر بالنسبة للبضائع الأوروبية المصدرة إلى الخليج العربي أو إيران… و التي تبلغ مئات المليارات سنوياً..
المشروع يوفر على المصدرين و الموردين المليارات و يدر دخلاً لأصحاب المشروع (سورية و العراق) بالمليارات..
المشروع ليس جديدا… فقد طرح سابقاً منذ سنوات و كذلك طرح موضوع الربط البري الطرقي بين طرطوس و البصرة، وتم إنجاز دراسة جدوى اقتصادية لعرضه للاستثمار بنظام BOT
قد يبدو الآن أن فكرة المشروع بعيدة جداً نتيجة الأوضاع التي تفجرت و فجرت المنطقة منذ عام 2011 و لم تنته حتى الآن…
و سيقول معظم الناس أن الوضع و الوقت غير مناسبين للمشروع إطلاقاً….
نعم سنتفق معكم:و لكن السؤال…
كيف وجدت (إسرائيل) أن الوقت مناسبا للبدء بمشروع قناة حيفا/إيلات و الذي سينهي الجدوى الاقتصادية من قناة السويس، وسوف يدر على (إسرائيل) دخلاً بمقدار 6 مليار دولار سنويا، وسوف تموله بنوك أمريكية بمبلغ 16 مليار دولار و بفائدة 1.5%؟؟؟
اعتقد ان الادارتين الاقتصاديتين في سورية و العراق و في ظل الاستهداف المستمر للبلدين يجب أن تحققا خطوة ما في هذا الإتجاه…