رؤيه بقلم : عمّار مروة
لا يليق ان نتذكر الصبوحة إلا بلون قلبها الابيض ! فهي حتى في رحيلها لم تدع أبداً للحزن . بقيت حتى اخر لحظه من حياتها الزاهيه تثير الجدل بتمسكها بحب الحياه، وبقدر ما حثّت كل من حولها على صفاء القلوب الرمادية التي تعرف ان لون الحياة الحقيقي الذي لا يعترف لا بالأبيض ولا بالأسود ، بل بالرمادي !. عمّدت حياتها بالعطاء وبما ظنه قصار النظر بأنها لم ترد ان تعترف به كما يريدونه موتاً وحزناً وتلاشيا، الا بالفرح الذي لم تساوم على صدق الرغبه الواقعيه لانفتاحها عليه وعلى الاخر في تنوعه وحقه بالاختلاف ، وعلى طريقه القلوب البيضاء التي لا تتجاهل الالوان الاخرى لعمى الوان لديها.. بقدر حاجه مزمنه في قلبها لتتلون بذلك اللون الفريد المكتفي عن غيره بنفسه ،مهما ازدادت درجة تركيز بياض الرمادي فيه وهو يلوّن قرارة قلبها بالابيض الممتلئ بحب الحياة حتى اخر الفرح .
سيدة لم تخش الموت ،كما بقي غموضه عند غيرها ، فلم تتورع قبل موتها الذي شعرت بقربه من الطلب ممن تعرفهم من مشيعيها الى مثواها الاخير الا يبكوها ولا يشيّعوها بدموع ولا حزن ولا بالخطب الكنسيّه الجوفاء ، بل صارحتهم برغبتها الجامحه على وداعها بالدبكة والفرح .
بالله عليكم من هو القادر منكم على فضيلة هذه الشجاعه ؟! اريد ان ارى فنانة واحده او فنانا قادرا على هكذا وصيه ! .
اخيراً وبعيداً عن المبالغات تبدو صباح الان في ذكرى رحيلها كسيده استثنائيه ،كانسانه عرفت كيف تقبض على احد اسرار الحياة بكل دقائق تفاصيله الجميله الباقيه لتملأها حتى الثماله . وحتى عندما كادت تستنفذ تلك المكونات وهي تهرب من الكبر والعجز متمسكه بالشباب والحب في غفله العمر، كانت صباح تعرف بغريزة الانثى الغنيه بترف الجمال الداخلي كيف تطارد الحب بلا هواده لا لتعيشه فقط على قدرها وبمكوناته المتنوعه ، بل ايضاً كما رأت عمرها يستحق ان يُعاش بزواج وراء زواج وراء زواج لم تتوقف عنه ابداً بلا خوف او تصنُّع . يكفيها فخراً بهذا الشرف !
امرأة لم يجاريها احد في حلال الحب والتمسك به كما تريد !. قالت لرجال الدين: تتمسكون بالقشور لتمنعوني من الحب ؟ ساريكم واتحداكم بالحلال !! وبدأت تتزوج اجمل الرجال واصغرهم واجملهم .. وهزمت رجال الدين على طريقتها وانتصرت بزيجاتهم الكثيره بالحلال لدرجه غارت منها السيده فيروز في مكالمه هاتفيه معها فقالت لها ؛” ليش عم تتزوجي كتير ؟ .
صباح تزوجت الحياه حتى اخر الترف والموضه والفساتين .فرضت اعتراف اهم الملحنين والموسيقيين بصوتها وشخصيتها، من عاصي ومنصور اللذين عرفت كيف تنتزع منهما احدى اهم مسر حياتهم الغنائيه ” موسم العز “، الى من لعب لعبة الشيزوفرينيا الفنيه كوليد غلميه، الى وديع الصافي وكبار الموسيقيين المصريين .اخذت منهم توقيعهم على صوتها وقلبها من اكبرهم الى اصغرهم، ولم تعبأ ابداً بسلطة رجل دين مهما كبر او صغر، ففعلت ما تريد بورقه حلال كانت تغيرها كما تغير فساتينها فتزوجت بذلك الحب حتى اخر الرجال . لم يكن الحب نزوه بل اسلوب حياة ودلال احاطت نفسها به حتى اخر الترف وبما قل نظيره . هي سيده استثنائيه لن تموت كما يفهمه رجال دين منافقون، ولا كما نفهمه نحن اليوم !.