قالت الصحف: لا جديد محلياً واحتدام الصراعات الإقليمية
الحوارنيوز – خاص
العلاقة باتت واضحة بين الفراغ المحلي وتجميد الملفات والاستحقاقات الدستورية وبين احتدام الصراعات الإقليمية، وسط محاولات إعلامية مكشوفة للتغطية على التدخلات السلبية المباشرة في لبنان من قبل دول المحور الأميركي، في مقابل التعمية على المحاولات الفرنسية للإنقاذ والمدعومة من قوى محلية وإقليمية.
- صحيفة النهار عنونت: خامنئي والأسد يتسابقان على أبوّة “حزب الله“!
وكتبت تقول: وسط جمود سياسي أخذ في التمادي يحكم أزمة الفراغ الرئاسي ولا يتوقّع له أن ينكسر في المدى المنظور وحتى بعد بداية السنة الجديدة أطلّ عامل النّفوذ الإقليمي الذي يلعب الدّور السّلبي الأساسي والجوهري في هذه الأزمة من خلال تزامن صُدور موقفين لكلّ من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي والرّئيس السّوري بشار الأسد ظهرا من خلالهما كأنّهما يتسابقان على تقاسم النفوذ على “حزب الله” بل على “أبوّة” كلّ منهما للحزب وعبره التّأثير المباشر في السّاحة اللبنانية.
وعلى اختلاف الدّوافع والظّروف التي رافقت صدور هذين الموقفين فإنّ الأبرز فيهما كان مواقف خامنئي لجهة رفعه التحدّي في مواجهة الأميركيّين من خلال إمعانه في تظهير تمدّد نُفوذ طهران إلى محور لبنان سوريا العراق وفلسطين. ورغم أنّ خامنئي لم يتطرّق في أيّ شكل إلى أزمة لبنان حصراً فإنّ من شأن مواقفه الجديدة – القديمة وتوقيتها الآن أن تذكي الانطباعات لجهة دوافع “حزب الله” تحديداً في الدّفع ضمناً نحو تمديد مدّة الفراغ الرئاسي وإباحة استعمال أزمة الفراغ ورقة لخدمة الحسابات الإيرانية الاستراتيجية في الصّراعات أو التّمهيد لعروض الصفقات مع معظم دول الغرب ولا سيّما منها الولايات المتحدة. ولذا تزداد المخاوف من أن يمضي “المحور الممانع” في استباحة لبنان وأزماته إلى أمد طويل بما يفسّر الكثير من اختباء مجموعة النوّاب المنتمين إلى محور 8 آذار وراء مزاعم تبرّر التّصويت بالأوراق البيضاء فيما هي تخدم لعبة التّعطيل والفراغ.
في هذا الإطار، جدّد خامنئي التّأكيد مرّة جديدة أمس أنّ لبنان ساحة نفوذ تابعة له إذ اعتبر “أن سياسة إيران الفاعلة في لبنان وسوريا والعراق كانت نتيجتها فشل مخطّط أميركا في هذه البلدان”، مؤكّداً أنّ “الأعداء استهدفوا سوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال، لضرب العمق الاستراتيجي لإيران”. وقال أنّ قائد فيلق القدس الرّاحل قاسم سليماني “كان له الدور البارز في انتصار إيران على المشروع الأميركي في المنطقة”، مشيراً إلى أنّ “قوّات التعبئة الإيرانيّة واجهت “داعش” الذي أوجده الأعداء وهاجم المراقد المقدّسة، وعناصر التّعبئة دعموا أبطال لبنان وفلسطين”، معلناً “أنّنا سنواصل دعمنا لقوّات المقاومة في المنطقة ولبنان وفلسطين”.
من جانبه تناول الرّئيس السوري بشار الأسد في حديثٍ أجراه قبل أيّام مع مجموعة من صحافيّين بعيداً من الأضواء وكشف النّقاب عنه أمس العلاقة مع “حزب الله” فقال “دعَمنا حزب الله، وما زلنا ندعمه، وسنبقى ندعمه لأنّه حليف استراتيجي لنا”، معرباً عن “خشيةٍ على لبنان ومستقبله في ظلّ الواقع الحالي، لكونه خاصرة سوريا الأساسيّة، والاستقرار فيه مهم جداً لسوريا”.
أمّا في المشهد الدّاخلي فساد الجمود مجمل الواقع السياسي. وسجّل في المواقف البارزة كلام لرئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع من أنّ “القوات” لا مشكلة لديها مع أيّ فريق أو شخصيّة قادرة على القيام بأيّ أمرٍ في سبيل إنقاذ البلاد، كما لا تميّز بين جيل جديد أم قديم أو “إبن عائلة سياسيّة أو غير سياسيّة” باعتبار أنّ المقياس الوحيد بالنّسبة لها، ولا بديلاً عنه، هو من يستطيع القيام بأيّ عمل جدي يصبّ في مصلحة لبنان، وهي أيضاً تعتمد هذا المقياس في معركة رئاسة الجمهوريّة لأن جلّ ما يهمّها إيصال رئيس قادر على القيام بالخطوات المطلوبة من أجل انقاذ البلد”. وأشار خلال استقباله وفداً من طلّاب جامعة “الحكمة” في المقرّ العام لحزب “القوّات” في معراب، بعد الفوز الذي حقّقه طلّاب “القوّات” في الانتخابات الطالبيّة، إلى أنّ “التحدّيات صعبة والمواجهة كبيرة جداً باعتبار أنّنا نواجه مجموعة قوى، بعضها غير سيادي لا يُريد قيام الدولة في لبنان فيما البعض الآخر فـ”خنفشاريّ” جلّ ما يهمّه مصالحه الشخصيّة في سياق عمله في الدولة، من دون أن ننسى بعض القوى التقليديّة التي لا همّ لديها سوى التمسّك بالمقاعد، في الوقت الذي هي غير قادرة على إنقاذ البلاد أو دفعها نحو التقدّم”.
وفي المقابل اعتبر رئيس “تكتّل بعلبك الهرمل” النّائب حسين الحاج حسن أنّ “الانقسام السياسي النيابي لا يسمح بانتخاب رئيس إلّا من بوابة التّوافق، وهذا ما دعونا إليه منذ البداية، وما رفضه الآخرون ولم يقبلوا به. هم يريدون رئيس تحدّ واستفزاز، ونحن نريد رئيس تفاهم بين المكوّنات اللبنانية”. وقال “المقاومة لا تطلب حماية من أحد، المقاومة تطلب أن لا تطعن في ظهرها كما يُريد ويخطّط البعض في الدّاخل وفي الإقليم وفي الخارج، والرّئيس مؤتمن على هذا الأمر. كما أنّ الرئيس المقاوم سيكون لديه مهام إصلاحية، لذا من مواصفات الرئيس في الإصلاح والاقتصاد والإدارة، أن يصلح شؤون البلد بقيادته، مع تأكيد دور الحكومة المقبلة والوزراء والقوى السياسية ومجلس النواب في الإصلاح والسيادة، لكن رأس الدولة هو الأساس. نريد رئيساً للإصلاح الاقتصادي وفي الوقت نفسه لإنقاذ البلد، ونريد رئيساً للقيام بالدور الحقيقي في حماية البلد والحفاظ على المعادلة الذهبية جيش وشعب ومقاومة”.
- صحيفة الديار عنونت: مبادرة فرنسا الرئاسية تنتظر تعاونا اميركيا مباشرا ومشاركة سعودية ايجابية
ميقاتي مستنفر لتأمين «عيدية كهربائية» عشية الميلاد ورأس السنة… والالية جاهزة
حزب الله: لا رئيس الاّ من بوابة التوافق… وجعجع: لا مشكلة مع القادر على الانقاذ
وكتبت تقول: لم تظهر اية مؤشرات حتى الان تدل على انتخاب رئيس الجمهورية قريبا. فالأطراف السياسية الداخلية لا زالت على تموضعها في ظل الانقسام الحاد على الاستحقاق الرئاسي الذي تعكسه جلسات الانتخاب المتتالية من الجلسة الاولى.
اما على صعيد العامل الخارجي، الذي يعول عليه في مثل هذا الاستحقاق، فان المعطيات المتوافرة حسب مصدر واسع الاطلاع لـ «الديار» تؤكد ان الاجواء الخارجية لم تنتقل بعد من القول الى الفعل بسبب ان عناصر القرار الخارجي ناقصة وغير مكتملة، بالإضافة الى التعقيدات الداخلية التي تساهم ايضا في تصعيب مهمة فرنسا التي تتولى مهمة السعي لانتخاب الرئيس اللبناني العتيد.
التحرك الفرنسي وموقفا واشنطن والرياض
واضاف المصدر ان باريس لم تحظ حتى الان بالدعم الواضح والكافي لتحسين ظروف مهمتها، كما انها لم تحصل ايضا على مشاركة سعودية ايجابية رغم الاتصالات واللقاءات بين الرئيس الفرنسي ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي المعلومات ان واشنطن اعطت مساحة لتحرك باريس في شان الاستحقاق الرئاسي اللبناني، لكن على عكس ما كان متوقعا بعد الانتخابات النصفية الاميركية فان الادارة الاميركية لم تقدم على خطوة عملية للتعاون او لمساعدة فرنسا في مهمتها، مع العلم ان هناك اجواء عن انها تفتح الباب للعمل على محور آخر مع كل من قطر والسعودية.
وفي المعلومات، حسب المصدر، ان ماكرون لم يصل بعد الى اقناع السعودية بالانضمام للتحرك والجهود من اجل انتخاب الرئيس اللبناني في أقرب وقت ممكن.
وكشف عن ان باريس بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية رأت ان هناك فرصة مؤاتيه لتحقيق هذا الاستحقاق لكنها لم تجد حماسا من الادارة الاميركية او تجاوبا مباشرا من السعودية، كما انها اصطدمت بحجم العقبات والتعقيدات الداخلية.
زيارة ماكرون؟
وفي الإطار نفسه علمت الديار ان فكرة زيارة الرئيس ماكرون للبنان عشية الميلاد وراس السنة لتفقد ومعايدة القوات الفرنسية العاملة في إطار قوات اليونيفيل في الجنوب طرحت في الاليزيه، لا سيما ان هناك تقليدا فرنسيا بزيارة الرئيس او مسؤول رفيع احدى الدول التي تتواجد فيها قوة فرنسية في إطار مهمة معينة.
واضافت المعلومات انه لم يتخذ قرار نهائي في هذا الشأن، او ربما فضلت الرئاسة التريث قبل حسم الرأي بشأن الزيارة.
وقال مصدر لبناني لـ «الديار» ان الجهات اللبنانية الرسمية لم تتلق شيئا من باريس في هذا الخصوص حتى الان، مع العلم ان مثل هذه الزيارة لن تكون زيارة رسمية ولا تاخذ طابع زيارة المهمة الرسمية. لكن ان حصلت فان هناك احتمالا بان يعقد الرئيس ماكرون اجتماعا موسعا في قصر الصنوبر مع القيادات والاطراف اللبنانية او يكتفي بلقاءات غير رسمية لمتابعة اجواء الاستحقاق الرئاسي.
ووفق المعلومات ايضا فان فرنسا لا تملك حتى الان مبادرة جاهزة، ولم تدخل في الاسماء على عكس ما يقال او يحكى، وهي تردد دائما انها مع من يتوافق عليه اللبنانيون، بل هي ايضا جاهزة للمساعدة في هذا المجال.
تحرك داخلي؟
من جهة اخرى علمت الديار من مصادر مطلعة ان اتصالات ومداولات تجري بعيدا عن الاضواء للبحث في مقاربة الاستحقاق الرئاسي. لكن هذه الاتصالات تندرج في إطار المحاولات التمهيدية لخلق اجواء مؤاتيه التواصل والحوار وتعزيز مناخات التوافق.
ومن المتوقع الا تحمل الجلسة الثامنة الخميس المقبل اي جديد، مع العلم ان هناك اجواء تؤشر الى امكانية عدم توافر النصاب لانعقادها.
ووفقا لمصدر نيابي مطلع فانه ربما تعقد جلسة تاسعة قبل ان تتوقف الجلسات بسبب الاعياد. مع العلم ان مصادر في كتلة التنمية والتحرير قالت ان الرئيس بري لم يتخذ اي موقف عكس ما اعتمده من خلال عقد جلسات اسبوعية متتالية.
وعلم ايضا ان الرئيس بري أجرى ويجري اتصالات ومداولات بشأن الاستحقاق الرئاسي، وانه ربما يقوم في وقت لاحق بمشاورات حوارية سعيا لإخراج هذا الاستحقاق من دائرة المراوحة.
- صحيفة الأنباء عنونت: لبنان ساحة “مواجهة خارجية”.. وبكركي تُنشد تدخّل الفاتيكان
وكتبت تقول: عجز القوى السياسية بالتوصل الى انتخاب رئيس جمهورية صنع في لبنان، وتردّد حزب الله وفريقه السياسي بتسمية مرشحهم حتّى هذا التاريخ بما يطيل أمد الشغور الرئاسي ويعطل العملية الانتخابية، يعزّز الاعتقاد بأن قوى الخارج هي القادرة على انجاز هذا الاستحقاق، خصوصاً بعد كلام المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي الذي قال إن “ايران انتصرت على أميركا في كل من العراق وسوريا ولبنان”.
على خطٍ آخر، توّقعت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية ان تكون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة يوم الخميس المقبل في الأول من شهر كانون الأول، الأخيرة هذه السنة باعتباره شهر الأعياد، وأن العديد من النواب يمضون إجازاتهم خارج لبنان.
توازياً، أشار النائب غسان سكاف إلى أنَّ “الأمور ربما تسير في هذا الاتجاه، وهو لا يعلم إذا كان لدى الرئيس نبيه بري قراراً باستمرار الجلسات او توّقفها خلال شهر الأعياد”، مؤكداً أنَّ “جلسة الخميس المقبل ستعقد في موعدها لكن نتيجتها ستكون شبيهة بسابقاتها”.
وإذ أكّد سكاف في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ “توّجه البطريرك بشارة الراعي الى الفاتيكان هو بهدف حثّ البابا فرنسيس على التدّخل لإنتاج رئيس للجمهورية”، فقد كشفَ عن “مساعٍ واتصالات يقوم بها بعيداً عن الاعلام باطار السعي للتوافق على سلّة من الأسماء المطروحة او من خارجها، لكن هناك تباين على الآلية التي قد تتبع ومدى جدّية انتاج رئيس للبنان بسرعة، علماً أنَّ هذه الخطوة تتطلب مواكبة من الرئيس بري”.
وعن امكانية التوافق على النائب ميشال معوّض، دعا سكاف “الفريق الآخر الذي لديه عدة أسماء من بينها سليمان فرنجية وجبران باسيل وغيرهم، أن يسمي مرشحه”، لافتاً إلى أنَّ “ما نراه حتّى الآن أن أرقام معوّض أصبحت قريبة من الورقة البيضاء”، مستبعداً في الوقت نفسه الإجماع عليه بسبب موقف حزب الله منه الذي يعتبره مرشح تحدٍ.
وشدّد سكاف على أنه “من الممكن أن يكون معوّض مرشحا توافقيا، إلّا أنَّ المفارقة تكمن في شرط حزب الله الأساسي وتمسّكه بتسمية الرئيس الذي يريد، والذي بمقدوره حماية ظهر المقاومة، بينما نحن نريد رئيساً لا يطعن بالوطن ولا يطعن بالبلد”، داعياً الى “الاتفاق على أكثر من اسم وترك اللعبة الديمقراطية تأخذ مداها من خلال سلة من ثلاثة أسماء لينتخب واحداً منهم، علماً أنَّ هذا الموضوع بدا يلقى تجاوباً، فاللبنانيون سئموا من الجلسات الفولكلورية”.
وكشفَ سكاف أنَّه “منذ أكثر من شهر وهو على تواصل مع كل الاطراف والاحزاب والكتل النيابية من اجل التوصل الى قاسم مشترك لأن البلد لم يعد يحتمل ترف الوقت، إذ إنَّ اللبنانيين أصبحوا بقعر جهنم ويحتاجون إلى رئيس ينتشل البلاد من الازمات التي تتخبط فيها، لا رئيساً لملء الفراع”.