قالت الصحف: الاستحقاق الرئاسي.. ضغوط دولية تلاقي تعنتا داخليا
الحوارنيوز – خاص
في افتتاحيات صحف اليوم يبرز مؤشران اثنان: الأول تزايد الضغط الدولي على لبنان من خلال طرح شروط مسبقة ومواصفات للرئيس العتيد، يقابلها عناد وتعنت من قبل قوى محلية ترفض أي حوار داخلي يتجاوز الشروط الدولية!
- صحيفة النهار عنونت: الاستحقاق بمعركتين ضائعتين… والخميس كما قبله
وكتبت تقول: لن تكون نتائج جلسة مجلس النواب غدا الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية مغايرة او مختلفة عن الجلسات السابقة الا ببعض التفاصيل الهامشية بما يثبت التقديرات المتعاظمة حيال فراغ رئاسي لن يكون في اقل الأحوال قصير المدى. ولعل الجمود الذي يطغى على المشهد السياسي من كل جوانبه منذ أيام، يعكس الشلل التام الذي أصاب الحركة السياسية في ظل واقع الانسداد الذي استسلم له الوسط السياسي برمته، والذي يخشى من ان يتمادى الى امد بعيد ما دامت المعطيات الداخلية والخارجية تستبعد أي تحرك فعال مؤثر من شأنه دفع القوى السياسية الى التوافق اما على الاحتكام لمبارزة انتخابية مفتوحة حتى انتخاب رئيس، واما التوافق العريض على مرشح يحظى بغالبية عابرة للقوى والاتجاهات. وتكشف أوساط سياسية بارزة في هذا السياق، ان واقع الانسداد الرئاسي راهنا يعود الى واقع تشابك سببين داخليين أساسيين بمعزل عن الظروف الخارجية التي لا تضع لبنان في أولوياتها الحالية حتى في ظل ازمة الشغور الرئاسي. اذ ان هناك مبدئيا معركة بين “الفريق الممانع” عموما وافرقاء المعارضة المتعددة الطرف من جهة مقابلة، يمنع التوازن السلبي أيا منهما حتى الان دون حسم المعركة لمصلحته، وهناك أيضا معركة قد تكون اشد وطأة داخل “التحالف الممانع” حول ترشيح سليمان فرنجية او جبران باسيل لا يبدو ان امكان التوصل الى حسمها سيكون اقل سهولة ابدا من تعقيدات المعركة الأولى. وتضيف هذه الأوساط ان الفراغ الذي بدأ في ظل هاتين المواجهتين اللتين تحكمان ازمة الاستحقاق الرئاسي لن يضع اوزاره بسرعة في حين يخشى ان تزداد العوامل التي من شأنها تشتيت التحالفات بما يطيل امد الازمة.
وبالنسبة الى الجلسة الانتخابية المحددة غدا الخميس، لم تتوافر معطيات جديدة من شأنها ان تبدل مسار النتائج الروتينية التي تنتهي اليها الجلسات الانتخابية كل مرة منذ بدء انعقادها في أيلول الماضي. ومن المتوقع ان يتغيب عدد من النواب الموجودين خارج البلاد عن جلسة الخميس وهم من ضمن الأصوات المحسوبة لمصلحة مرشح المعارضة النائب ميشال معوض. أما التساؤلات الأساسية فدارت حول توجه نواب فريق 8 آذار وحلفائه، واي خيار يمكن أن تتخذه هذه الكتل في الجلسة المقبلة؟ وقد عُلم أن “الثنائي الشيعي” حاول جسّ نبض فريق “التيار الوطني الحرّ” في الأيام الأخيرة لجهة إمكان اختيار إسم رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية والمضيّ به في الجلسات المقبلة، تزامناً مع بروز مؤشرات واضحة لجهة عدم تحبيذ “تكتل لبنان القوي” الاستمرار بالاقتراع بورقة بيضاء والبحث عن خطوة مغايرة بما في ذلك احتمال اختيار إسم معيّن. وتأكد أن طرح “الثنائي” لفرنجية لم يقابل بموافقة من “التيار الحرّ” الذي يرفض الاقتراع له. وفي السياق، أكّدت أوساط نيابية في “لبنان القوي” أن إسم فرنجية سيكون خارج نطاق البحث لناحية المشاورات داخل التكتل والتي تستمر بمناقشة امكان اختيار إسم يدعمه “التيار” رئاسياً أو الاستمرار بالورقة البيضاء في المرحلة المقبلة. وبذلك، تأكد أن الاحتمالات تتضاءل لجهة أن تشهد الجلسة المقبلة وما سيليها ظهور إسم فرنجية الذي لا يلقى قبولاً من تكتل “لبنان القوي” الذي يريد مناقشة إسم آخر واختياره.
· صحيفة الديار عنونت: المجتمع الدولي يفرض انتخاب رئيس بوابة للنهوض بالبلد / استنفار أمني تحسبا لتحريك الشارع مطلبيا او طائفيا
سلة قرارات مالية مطلع كانون الاول والدولار رسميا ١٥ ألفا
وكتبت تقول: لا يزال التخبط سيد الموقف لدى معظم الكتل النيابية عشية الجلسة الجديدة التي حددها رئيس البرلمان نبيه بري لانتخاب رئيس للبلاد. ففيما باتت جميعها تشعر بنوع من الاحراج نتيجة السير بخيارات غير جدية تدرك انها تفاقم المراوحة والشغور الرئاسية، تفاقم الضغوط الدولية الممارسة عليها هذه الحالة خاصة بعدما بات واضحا ان المجتمع الدولي جعل من انجاز الاستحقاق الرئاسي بوابة للنهوض بالبلد.
الرئاسة والا!
وبحسب معلومات «الديار» فان أكثر من دبلوماسي ومسؤول عربي وغربي ابلغ القادة اللبنانيين بألا يتأملوا بأي انفراجات على اي صعيد كان قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لان ذلك يؤسس لإنتاج حكومة جديدة ستكون هي المسؤولة عن تنفيذ خطة النهوض. وتقول مصادر مطلعة ان حتى ملف الترسيم والتقدم في عمليات التنقيب والاستخراج مرتبط الى حد بعيد بالاستحقاق الرئاسي والدول المعنية بالملف تستطيع ان تؤخر التقدم بهذه العمليات في حال استشعرت رضوخا وتعايشا لبنانيا مع الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.
ولعل ما يؤكد ذلك تشديد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، يوم أمس في شرم الشيخ على هامش قمة المناخ، على أولوية اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية لانتظام عمل المؤسسات. وكان ميقاتي التقى صباحا الامينَ العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وجرى البحث في ما اذا كانت الامم المتحدة يمكنها القيام بمســعى لدفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان. ودائما بحسب معلومات «الديار» فان معظم الرؤساء والمسؤولين الذين القاهم ميقاتي في الساعات الماضية كانوا حاسمين في مجال انجاز استحقاق الرئاسة قبل البت بأي ملــف آخر.
القديم على قدمه؟
وقبل ٢٤ ساعة على موعد جلسة انتخاب الرئيس التي حددها بري، لا يبدو انه سيتم تسجيل خروقات جدية في جدار الازمة. اذ اكدت مصادر قريبة من حزب الله ان نواب «الثنائي الشيعي» سيواصلون التصويت بأوراق بيضاء حتى تبلور الخيارات الرئاسية الجدية، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى انهم لن يلجأوا للعبة حرق الاسماء التي ينتهجها الفريق الآخر، وبالتالي متى اتضح لنا ان هناك مرشحا قادرا ان يؤمن نصاب ٨٦ نائبا واقله تصويت ٦٥ نائبا له عندها نتوجه الى صندوق الاقتراع للتصويت له.
وفيما تتجه الانظار الى القرار الذي ستتخذه قيادة «التيار الوطني الحر» في هذا الخصوص خاصة في ظل تباينات كبيرة داخل التيار بين من يفضل الاستمرار بالورقة البيضاء، بين من يدعو لاعتماد مرشح حزبي وبين من يدفع باتجاه التصويت لمرشح توافقي مقبول لدى قوى أخرى، تشير معلومات «الديار» الى ان من صوتوا للمؤرخ عصام خليفة في الجلسة الماضية سيصوتون مجددا له يوم غد، ليس تمسكا به وايمانا بقدرته على الفوز انما تفاديا لإحراق المزيد من الاسماء في المشوار الرئاسي الذي يبدو طويلا.
اما من جهة قوى المعارضة التي تصوت منذ اول جلسة لانتخاب رئيس للنائب ميشال معوض، فهي حاسمة لجهة استمرارها بالتصويت في هذا الاتجاه بمسعى لإظهار نفسها تقوم بذلك عن قناعة علما ان مصادرها تؤكد انه الخيار الاجدى في المرحلة الراهنة وان كنا على يقين ان فوز معوض شبه مستحيل في الظروف والمعطيات الراهنة.
وهنا تشير مصادر مواكبة للملف الرئاسي الى انه بعكس ما يتم الايحاء به ان أسهم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية عادت لترتفع، فحقيقة الامر ان حظوظ المرشح التوافقي-التسووي هي الاعلى، لافتة في تصريح لـ «الديار» ان التداول ناشط بين المقرات الرسمية بأسماء كالوزراء السابقين ناجي البستاني، زياد بارود، جهاد أزعور، وغيرهم ممن استنفروا مؤخرا في الداخل والخارج لدعم حراكهم الرئاسي غير المعلن.
- صحيفة الأنباء عنونت: روتين رئاسي في ساحة النجمة.. “التيار” يناقض نفسه وبري لن ييأس
وكتبت تقول: غرقت البلاد في دوامة الفراغين، الرئاسي والحكومي، فالشغور سيد الموقف في سدّة الرئاسة، والوزارات تصرّف الأعمال بأضيق مفهوم، والفريق المعني لم يقدّم الحلول والبدائل، بهدف الوصول إلى نقطة “مرشّحنا أو الفوضى” وفرض السيناريوهات التي يريدها.
لم يرشّح تكتّل لبنان القوي رئيسه جبران باسيل رسمياً بعد، ومع العلم انّه كان من المفترض أن يُعلن أمس الثلاثاء عن اسم ليدعمه في جلسة الخميس، لأن الاستمرار باللجوء إلى الورقة البيضاء لم يعد خياراً حسبما أشار سابقاً، إلّا أن التكتّل عاد وأعلن التصويت بالورقة البيضاء إفساحاً للمجال لمزيد من التشاور والاتفاق على شخصية للرئاسة.
تحمل مواقف التكتل الكثير من التناقض وعدم الانسجام، ففي حين يعتبر أن البحث عن اسم المرشح الأفضل لهذه المرحلة يتطلّب حواراً وتواصلاً ونقاشاً جدياً بين الكتل، يتحفّظ هذا التكتّل عن المشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي وقت يرى ان التصويت بالورقة البيضاء لم يعد مقبولاً، ها هو يعود إلى الخيار نفسه.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون سأل، “إذا كان بري يدعو إلى الحوار للاتفاق وحلحلة العقد، والتيار يرفض هذا الحوار ويتحفّظ عليه، فهو ماذا يرفض؟ وماذا يقول للبنانيين؟ لا حوار فلنذهب إلى الصراع؟ رفض الحوار خطأ يُرتكب بحق البلاد”.
ورداً على دعم حركة “أمل” لترشيح سليمان فرنجية، وهو ما لم يتوانَ عن إعلانه عدد من نواب التنمية والتحرير الذين أشاروا إلى أن فرنجية هو الأقرب وله الأفضلية، فإن بيضون قال لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “لا مرشح رسمياً للكتلة بعد، ولكن في حال لم تتبدّل الطروف سنبقى على موقفنا، مع العلم أن فرنجية مرشح جدّي، وفي حال لمسنا تقارباً نحو رئيس توافقي، فلكل حادث حديث”.
وانطلاقاً من هذه النقطة، لفت إلى أن “التنمية والتحرير لم تحسم أمرها بعد لجهة خيارها في جلسة الخميس، بانتظار الاجتماع اليوم مساءً أوغداً قبل الجلسة”، لكنّه شدّد على وجوب الوصول إلى التوافق لانتخاب رئيس توافقي.
النائب جميل عبّود أشار إلى أنّه والنائب نعمة افرام لم يتوصلا إلى قرار بشأن جلسة الخميس، لكنّه أكّد لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “الاجتماعات مع الجميع مستمرّة للتوصّل إلى قرار نهائي”.
وفي الوقت نفسه، أكّد ضرورة الحوار والتوافق لانتخاب رئيس، لأن الكتل غير قادرة على إيصال المرشحين منفردةً، ولا مجال لمرشّحي التحدّي، لأن ذلك يولّد أزمة، وبالتالي المطلوب التفاهم.
وعليه فإن جلسة عادية في ساحة النجمة الخميس، لكن روتين ساحة النجمة لن يؤثر على إيقاع الجلسات المتتالية التي سيدعو اليها الرئيس بري باستمرار، ولن ييأس، حتى ولم كان مصيرها معروف سلفاً الى حين قدوم ساعة التسوية.