الحوار نيوز – خاص
تواصل شركات الطيران العالمية تسريح الآلاف من العاملين فيها بسبب الركود في حركة الملاحة الجوية الناجم عن وباء كورونا ،حيث يتوقع أن تسجل هذه الشركات خسائر تقدر ب 84 مليار دولار هذا العام ،فيما يعتقد الاتحاد الدولي أن يخسر قطاع الطيران هذا العام نحو مليون وظيفة.
وكانت 4 شركات طيران عالمية وعربية كبرى أعلنت نهاية الشهر المنصرم عن تسريح آلاف الموظفين مع استمرار أزمة كورونا.وهذه
الشركات هي بوينغ، أكبر شركة طيران حول العالم، والخطوط الجوية الأميركية "أميركان إيرلاينز"، وشركة الطيران البريطانية "إيزي جيت"، والخطوط الجوية الكويتية.
كما أعلنت شركات أخرى خلال الفترة الماضية عن خطط لتسريح آلاف الموظفين، من بينها طيران الإمارات والاتحاد للطيران والقطرية وإير كندا، ورولز – رويس البريطانية التي استغنت عن 9 آلاف وظيفة على الأقل من طاقمها العالمي البالغ 52 ألفاً.
بوينغ تُخطط لتسريح 7 آلاف موظف
وأبلغت شركة "بوينغ" الأميركية ما يقرب من سبعة آلاف موظف بإمكانية الحصول على مزايا مقابل استقالة طواعية في إطار جهودها لخفض التكاليف نتيجة تضررها الشديد من أزمة كورونا.
وفي الشهر الماضي، قالت "بوينغ" إنها تخطط لخفض 10% من قوتها العاملة المقدرة بنحو 160 ألف عامل حول العالم، وهو ما يعني الاستغناء عن 16 ألف موظف.وبدأت الشركة بالفعل في تنفيذ هذه الخطوة سواء بإبلاغ البعض قرار الاستغناء عن خدماتهم أو طلب من البعض الآخر الاستقالة طواعية.
وتعتزم الخطوط الجوية الأميركية "أميركان إيرلاينز" خفض 30% من فريق الإدارة والدعم، في ظل سعي الشركة لمواجهة التراجع الحاد الذي شهدته بسبب وباء "كورونا".وتعادل تلك النسبة أكثر من 5 آلاف موظف من العاملين بالإدارة والدعم لدى الشركة البالغ عددهم 17 ألفًا، وتشمل الخطوات الأخرى الهادفة لخفض التكاليف، الطلب من الموظفين الحصول على 50% من إجازتهم بحلول 30 سبتمبر/ أيلول القادم.
وقالت نائبة الرئيس للإدارة العالمية بالشركة، إليز إيبيروين، في رسالة إلى الموظفين: "يجب أن نخطط لتشغيل شركة طيران أصغر حجمًا في المستقبل المنظور".
وتخطط شركة الطيران البريطانية "إيزي جيت" لخفض آلاف الوظائف، بما يعادل حوالي 30% من قوتها العاملة البالغة حوالي 15 ألف موظف، ما يشير إلى أن هناك 4500 وظيفة تقريبًا في خطر، وهو ما يعكس تضرر الطلب على السفر الجوي بسبب أزمة "كورونا".وستخفض "إيزي جيت" عدد الطائرات المخطط تشغيلها إلى حوالي 51 طائرة بنهاية العام المقبل.
وأجلت إيزي جيت بالفعل تسليم 24 طائرة للمساعدة في تقليل النفقات على المدى القريب بأكثر من مليار جنيه إسترليني، واقترضت 1.1 مليار جنيه إسترليني لتعزيز السيولة.
وتتّجه شركة الخطوط الجوية الكويتية لتسريح نحو 1500 موظف أجنبي من إجمالي 6000 موظف، بينهم 1000 كويتي. وفي هذا السياق، قالت مصادر، حسب صحيفة القبس، إن الإدارة العليا ليست لديها النية لإنهاء خدمات مواطنين كويتيين ممن تجاوزوا سن الستين، كما تردد في الآونة الأخيرة.وتوقفت أنشطة الخطوط الجوية الكويتية عقب اتخاذ الحكومة الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا في مارس/ آذار الماضي.
وقال رئيس شركة "طيران الإمارات" إن الشركة تعتزم إلغاء ما يصل إلى 9000 وظيفة بسبب وباء كورونا.وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها أكبر شركة طيران للمسافات الطويلة في العالم عن عدد الوظائف التي ستُفقد.وقبل الأزمة، كان لدى طيران الإمارات 60 ألف موظف.
وأكد تيم كلارك إن الشركة سرّحت بالفعل عُشر موظفيها، لكنه قال: "ربما سيتعين علينا التخلي عن عدد قليل آخر، ربما بما يصل إلى 15 في المئة".
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال تيم إن شركة طيران الإمارات "ليست في حالة سيئة مثل الآخرين".لكن موقفها الحالي يعتبر بمثابة مؤشر على تحول كبير في حظ شركة الطيران، التي قالت قبل تفشي الوباء إنها تتجه صوب "أفضل سنواتنا على الإطلاق".
وتثير حالات إلغاء الوظائف التي تجتاح صناعة الطيران قلق موظفي طيران الإمارات من أن الأمور قد تسوء.وذكرت بي بي سي أن هناك إحباطًا متزايدًا بشأن ما يرون أنه ضعف في الاتصال والشفافية من جانب الشركة.
وقد تلقى 700 على الأقل من طياري الشركة، الذين يبلغ عددهم الإجمالي 4500، إخطارات بالاستغناء عن خدماتهم خلال الأسبوع المنصرم، وهو ما يعني أنه تم إبلاغ 1200 طيار على الأقل، منذ بدء أزمة فيروس كورونا، بأن وظائفهم سيتم الاستغناء عنها.وقد تركز إلغاء وظائف الطيارين على قائدي طائرات ايرباص، وليس طائرات بوينغ.
وتستخدم طيران الإمارات طائرات ايرباص A380 العملاقة التي تستوعب حوالي 500 راكب. أما طائرات الشركة من طراز بوينغ 777s فتتسع لعدد أقل من الركاب، وبالتالي يسهل ملؤها خلال فترة تراجع الإقبال على السفر جوا.وتم إخبار الآلاف من أفراد الطاقم كذلك بأنه تم الاستغناء عنهم.
ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يُمثّل 290 شركة طيران، أن تخسر شركات الطيران العالمية أكثر من 84 مليار دولار، ومليون وظيفة هذا العام.
وفي الأسبوع المنصرم، حذرت شركة يونايتد ايرلاينز، وهي واحدة من أكبر ثلاث شركات في الولايات المتحدة، موظفيها من أنها قد تضطر إلى تسريح 36 ألف موظف بسبب الانخفاض الهائل في الطلب على السفر جوا.
وقالت هيلين بيكر، العضوة المنتدبة وكبيرة محللي الأبحاث في شركة كوين للاستثمار، إنه في ضوء "القضايا المستمرة المحيطة بالوباء" فإنها تتوقع أن تستغنى شركات الطيران الأمريكية هذا العام عن ما يصل إلى 200 ألف من موظفيها البالغ عددهم الإجمالي 750 ألفا.
وتطالب نقابات الطيران الأمريكية الحكومة الفيدرالية بإضافة مزيد من المساعدات إلى حزمة الإنقاذ البالغة 25 مليار دولار التي قدمتها حتى الآن.
ويتعين على شركات الطيران حماية الوظائف حتى نهاية سبتمبر/ أيلول كجزء من شروط تلقي مساعدة الدولة.
وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للنقل الجوي إن حجم إلغاء الوظائف في قطاع الطيران "يظهر الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجه الصناعة وجميع الذين يعتمدون على النقل الجوي".
وأضاف أنه من المفهوم تماما أن الحكومات وضعت قيودًا لمحاولة حماية الناس من فيروس كورونا "ولكن يجب أن يتم ذلك مع المعرفة الكاملة بالنتائج الاقتصادية والاجتماعية".